ريادة الأعمال وتقنيات الحوسبة السحابية

 

ما يُميز رائد الأعمال هو التَّحرر من أيَّ بيروقراطية في تسيير الأعمال والاعتماد على نماذج ربحية وطرق إبداعية في إنجاز الأعمال بما يضمن أقصى درجة من الفاعيلة وإنجاز أعمال أكثر بطاقم أصغر مما ينعكس إيجاباً رافعًا بدوره درجة الربحية ليكون الهدف هو أفضل جودة ممكنة بأقل تكلفة مُمكنة.
نتطرق هنا إلى استخدام التقنية وتوظيفها في مجال الأعمال للمؤسسات المتوسطة والصغيرة وكيفية استخدام التقنيات لتسهيل وتسريع التواصل بين الموظفين ببعضهم من جهة وبين المؤسسة والزبائن من جهة أخرى.

أحد أهم التحديات التي تواجه أي شركة أو مؤسسة هي التكاليف الباهظة للأنظمة وبرامج تقنية المعلومات مما يجعل الحصول عليها تحديًا كبيراً، ناهيك عن تكاليف صيانتها المرتفعة جداً. كما أنها تتطلب في كثير من الأحيان مهارات خاصة في التعامل معها حتى تتحقق الاستفادة القصوى منها. ولكن وبعد الأزمة الاقتصادية العالمية، فإن بعض هذه المقاييس تغيرت وأصبح الحصول على هذه الأنظمة متاحا وبأسعار رخيصة نسبيًا قد تتراوح ما بين بضع مئات من الريالات سنوياً إلى ما لا يتجاوز بضعة آلاف بفضل تقنيات الحوسبة السحابية.

شهد الطلب على خدمات الحوسبة السحابية خلال السنوات العشر الأخيرة ارتفعًا كبيرًا بالمقارنة بالتوقعات السائدة حينها، فما قدمته الحوسبة السحابية من سرعة في التركيب والاستخدام ودرجات الأمان والوفرة العالية يعد خيارًا مغريًا ليس للمؤسسات المتوسطة والصغيرة فقط بل أيضًا للكثر من المؤسسات الكبرى.

أصبحت الحوسبة السحابية قادرة على توفير الكثير من الحلول والأنظمة التي تعد العصب الرئيسي لأيّ مؤسسة، أصبحت أنظمة البريد الإلكتروني والتواصل والأنظمة المحاسبية وأنظمة التسويق وإدارة الزبائن أنظمة إدارة المخزون والمشتريات كلها متوفرة في السحابة ويمكن الوصول إليها ليس فقط من كميبوتر مكتب، بل أيضًا من هاتفك الذكي فيما أصبح يعرف بالـ Mobility.

الحوسبة السحابية توجه عالمي وهذا ما قامت به هيئة تقنية المعلومات بإنشاء سحابة عُمان الحكومية والتي توفر العديد من أنواع الحوسبة السحابية للاستخدام الحكومي.
النجاح في تأسيس أي عمل أو شركة مرتبط بنسبة كبيرة منه بآلية تنفيذ الأعمال وحوكمتها وأتمتتها وتوفير برمجيات تساهم في ربط الموظفين وفرق الأعمال والتسويق والزبائن ضمن منظومة من البرمجية باستخدام التقنية والتي تعد عصباً رئيسيًا في عالم الأعمال.

سوق الحوسبة السحابية أخذ في التنامي محلياً بشكل كبير وأصبحت برمجياتها مستخدمة على نطاق واسع جدًا على مستوى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مما جعله مجالاً مغريًا للعديد من الشركات التقنية العاملة في السلطنة، فعلى الشركات المقدمة للخمات السحابية استهداف هذا القطاع المهم بحملات تسويقية وورش عمل وتوفير تدريب مناسب للمستخدمين،  وتوفير دراسات في مجال تطوير المؤسسات وأتمتة إجراءات العمل.

كما لا يخفى الدور المهم جدًا للهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بخلق نوع من أنواع الترابط بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وبين مُقدمي الحلول السحابية دعمًا لهذه المؤسسات في إدارة عملياتها بكل يُسر وسهولة.

 

م. أحمد بن سعيد الحجري
Twitter : @ahmedalhajri
www.ahmed-alhajri.com

 

تعليق عبر الفيس بوك