موقع إخباري روسي: عُمان "سويسرا العرب"

الرؤية - خاص

نشر موقع "روسيا اليوم" الإخباري مقال جاء فيه إن السلطنة أقرب توصيف لها أنها "سويسرا العرب".

وجاء في المقال لكاتبه محمد الطاهر أن سلطنة عمان بلاد تعودت العيش في الظل من دون صخب، ولذلك لا يعرف عنها الكثيرون إلا القليل، إنها سلطنة عمان التي احتمت بالحياد وأجادته منذ عقود.

وذكر المقال أنه بدأت شخصية سلطنة عمان المميزة تتشكل منذ أن تولى السلطان قابوس بن سعيد الحكم عام 1970. اختلفت عن شقيقاتها ليس فقط في تسميتها الفريدة، ولا بتاريخها البحري العريق وامتداداتها التي تواصلت لقرون في جزر الساحل الإفريقي الشرقي وخاصة في زنجبار، التي كانت لفترة من الوقت عاصمة للسلطنة، بل وأيضا في الإمساك بالعصا من المنتصف، وهو نهج نجحت مسقط في ترسيخه وفرضه.

وأشار المقال إلى احتفاظ عُمان على مر العقود بالوقوف على مسافة واحدة من جيرانها. وحاولت بإصرار أن تحتفظ بـ"شعرة معاوية" مع الجميع، وأن لا يكون لها أعداء، وتعودت أن تتخذ مواقفها بناء على حساباتها الخاصة، ولم يكن ذلك هينا في منطقة شهدت ولا تزال استقطابات حادة وتقلبات عنيفة وحروب مدمرة. وقد سارت بين الألغام في هذا الطريق المنفرد على الرغم من أنها عضو مؤسس في مجلس التعاون الخليجي.

وأضاف المقال أن مسقط، لم تكون طرفا في صراعات المنطقة، وحاولت في الوقت نفسه أن تكون وسيطا في العديد من القضايا البينية والأخرى بين دول الخليج وإيران، وأن دول الخليج صارت تتعامل مع نهج عمان بتسامح أكبر، وذلك نتيجة للفوائد المحسوسة من لعبها دور الوسيط وخاصة مع إيران. هذا الدور استفادت منه حتى الولايات المتحدة إذ نجحت مسقط في تحرير ثلاثة أمريكيين اعتقلوا في إيران عام 2011 لدخولهم البلاد بطريقة غير شرعية، وفعلت نفس الشيء مع أمريكيين وسعوديين ومن جنسيات أخرى كانوا معتقلين في صنعاء في أكثر من مناسبة.

وأثنى المقال على دور السلطنة عندما استضافت أسرة قذافي ليبيا ومنحتها ملجأ آمنا، من دون أن يكون لها أي مصلحة آنية أو طويلة الأجل، على الرغم من الاساءات والمواقف المعادية للسلطنة من قبل معمر القذافي.

واختتم المقال بالقول بإن السلطنة دولة مسالمة تسعى بأسلوب خاص إلى الحفاظ على مصالحها، ودورها في إمساك العصا من المنتصف له الكثير من الإيجابيات والفوائد على البلاد وجيرانها، فهي منطقة قريبة محايدة يمكن من خلالها إيجاد مخرج تفاوضي وحل إشكاليات معقدة في أصعب الأوقات، وهي مناسبات غير قليلة في المنطقة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة