بيروت – الوكالات
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان والتلفزيون الرسمي إن تفجيرًا باستخدام شاحنة ملغومة أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه أسفر عن مقتل نحو 50 شخصًا وإصابة عشرات آخرين في مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا بالقرب من الحدود التركية يوم الأربعاء. وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له إنّ الهجوم "الذي استهدف شارعا يحوي قسما لقوات الأمن الداخلي الكردي (الأسايش) وهيئتي الدفاع والعدل بالحي الغربي في مدينة القامشلي... هو الأضخم على الإطلاق في المدينة."
وأسفر التفجير الذي وقع في ساعة مبكرة من يوم الأربعاء عن مقتل 48 شخصا على الأقل. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى "مرشح للارتفاع لوجود أكثر من 140 جريحا بعضهم إصاباتهم بليغة." وقال التلفزيون السوري إن عدد القتلى بلغ 44 شخصا.
وتسيطر القوات الكردية على معظم أنحاء محافظة الحسكة وذلك بعد استعادة السيطرة عليها من قبضة التنظيم المتشدد العام الماضي. وتشارك وحدات حماية الشعب الكردية - التي ثبت أنها أكثر شركاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم فاعلية - في القتال ضد المتطرفين الموجودين في محافظة حلب بغرب سوريا.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن التفجير وقال إنه استهدف قوات الأمن الكردية. وكان التنظيم نفذ عددا من التفجيرات في مدينة القامشلي التي تقع بمحافظة الحسكة وفي مدينة الحسكة عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم. وعرض التلفزيون السوري لقطات قال إنها من مكان شهد تفجيرا وتظهر فيها آثار دمار كبير وكميات هائلة من الحطام متناثرة على الطريق وتصاعد أعمدة دخان. وكان التفجير قويا لدرجة أنه حطم نوافذ متاجر في بلدة نصيبين التركية على الجانب الآخر من الحدود. وقال شاهد إن شخصين أصيبا بجروح طفيفة في نصيبين.
وفي أبريل أسفر تفجير انتحاري عن مقتل ستة من أفراد قوات الأمن الداخلي الكردية التي تعرف باسم الأسايش. وفي يوليو أدى تفجير انتحاري أعلن التنظيم المتشدد مسؤوليته عنه إلى مقتل 16 شخصا على الأقل في الحسكة.
وانتزعت وحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي من الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا العام الماضي وتشارك الآن في هجوم تدعمه الولايات المتحدة حقق تقدما في مواجهة التنظيم المتشدد غربا قرب الحدود التركية.
ووضع الهجوم على الدولة الإسلامية في منبج ضغوطا كبيرة علي التنظيم إذ قطع كل طرق الخروج من المدينة. وأحرزت قوات التحالف خلال الأسابيع القليلة الماضية تقدما مطردا في سعيها لطرد من تبقى من عناصر التنظيم في المدينة. وكانت المنطقة الواقعة تحت سيطرة الدولة الإسلامية معبر إمداد رئيسي ربط التنظيم بالعالم الخارجي من خلال الحدود التركية السورية التي استغلها التنظيم في نقل الأسلحة والمقاتلين.
من جانب آخر، قال الكولونيل كريس جارفر أمس إن الجيش الأمريكي وجد من المعلومات ذات المصداقية ما يكفي لبدء تحقيق رسمي في مزاعم بأنّ الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أودت بحياة مدنيين في 20 يوليو في سوريا. وأضاف جارفر أنّ تقييما لمصداقية هذه المزاعم اكتمل وسيبدأ التحقيق الرسمي.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء أمس عن الجيش السوري قوله إنه قطع كل طرق الإمداد إلى منطقة شرق حلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة بعد يوم من دعوته الجماعات المسلحة هناك لإلقاء أسلحتها. وجاء في بيان صادر عن القيادة العامة للجيش ونقلته الوكالة "حرصا على حقن الدماء نمنح كل من يحمل السلاح في أحياء حلب الشرقية فرصة حقيقية لتسوية وضعه من خلال تسليم سلاحه والبقاء في حلب لمن يرغب أو تسليم سلاحه ومغادرة المدينة."
وحلب التي كانت أكبر مدن سوريا يوما ما مقسمة إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة وأخرى في قبضة الحكومة. والسيطرة الكاملة على المدينة ستمثل نصرا مهما للرئيس بشار الأسد. وبفضل التقدم الذي أحرزته القوات الموالية للحكومة حول طريق الإمدادات الوحيد المتبقي إلى القطاع الشرقي من المدينة هذا الشهر أصبح طريق الكاستيلو في مرمى نيرانها مباشرة بصورة تجعل من الصعب للغاية استخدامه الأمر الذي يهدد بمحاصرة ما لا يقل عن 250 ألف شخص يعيشون في المناطق الخاضعة للمعارضة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأجزاء الشرقية من حلب أصبحت تحت الحصار فعليا منذ 11 يوليو وإن التقدم الذي أحرزته القوات الموالية للحكومة مؤخرا ساعدها في إحكام قبضتها على الطريق الوحيد المؤدي لهذه المناطق. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد "اليوم لا يمكن نهائيا دخول أي شيء إلى حلب." ويستمر القتال في معظم أنحاء سوريا بعد إخفاق الجهود الدبلوماسية في إنهاء الصراع. وتقول الأمم المتحدة إنها تأمل في استئناف محادثات السلام في أغسطس.