اتجاه لإعلان خطة تعاون عسكري ومخابراتي بين أمريكا وروسيا الشهر المقبل

رسائل نصية من الجيش السوري تحث سكان شرق حلب على مغادرة المناطق الخاضعة للمعارضة

 

 

بيروت - رويترز

ذكرتْ الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، أمس، أنَّ الجيش السوري أرسل رسائل نصية لسكان شرق حلب -الذي تسيطر عليه المعارضة- قال فيها إنه سيوفر ممرًّا آمنا للراغبين في مغادرة المنطقة التي تحكم القوات الحكومية الحصار حولها.

وقالتْ سانا إنَّ الجيش دعا السكان لطرد "المرتزقة الغرباء" من المدينة، في إشارة لمقاتلي المعارضة، وقال إنه سيوفر ممرا آمنا وملجأ مؤقتا لكل من يرغب في مغادرة المنطقة. وأضافت بأن الرسائل دعت الجماعات المسلحة لإلقاء أسلحتها.

وتزايدتْ المخاوف المتعلقة بما لا يقل عن 250 ألف شخص محاصرين في شرق حلب الذي تسيطر عليه قوات المعارضة منذ إغلاق طريق الكاستيلو آخر ممر إمداد للمنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب في مطلع يوليو بسبب القتال العنيف.

وانقسمتْ حلب -كبرى المدن السورية من حيث عدد السكان قبل الحرب- على مدى أعوام إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة وأخرى خاضعة للمعارضة. ومن شأن سيطرة القوات الحكومية على المدينة بالكامل أن تمثل نصرا مهما للرئيس بشار الأسد.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أمام مجلس الأمن، إنَّ سكان المناطق الشرقية من حلب يُمكنهم الانتقال إلى الجزء الغربي من المدينة خلال ساعات النهار "حيث الوضع أفضل بكثير".

وجاءت تعليقات تشوركين في جلسة لمجلس الأمن طلب خلالها منسق الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة الضغط لوقف القتال لمدة 48 ساعة أسبوعيا للسماح بوصول الأغذية...وغيرها من المساعدات الإنسانية للمناطق الشرقية من المدينة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، إنه يأمل أن يتم إعلان تفاصيل خطة أمريكية بشأن تعاون عسكري أوثق ومشاركة معلومات مخابراتية مع روسيا في مطلع أغسطس. وقال كيري -الذي أدلى بتصريحاته بعد اجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على هامش اجتماع لدول جنوب شرق آسيا في لاوس- إنه تم إحراز تقدم في الأيام القليلة الماضية بشأن المضي قدما في الخطة.

ويتضمَّن المقترح مشاركة المعلومات المخابراتية بين واشنطن وموسكو لتنسيق الضربات الجوية ضد جبهة النصرة المتحالفة مع تنظيم القاعدة ومنع القوات الجوية السورية من مهاجمة جماعات المعارضة المعتدلة.

ودافع كيري عن الاقتراح برغم التشكك العميق الذي أبداه كبار القادة العسكريين ومسؤولي المخابرات الأمريكيين -ومن بينهم وزير الدفاع أشتون كارتر ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة جوزيف دنفورد- تجاه التعاون مع روسيا.

وقال كيري -في مؤتمر صحفي في فينتيان عاصمة لاوس- "آمل أن نكون في مطلع أغسطس في وضع يؤهلنا للوقوف أمامكم وإخباركم ما الذي يمكننا فعله على أمل أن يصنع هذا فرقا في حياة الشعب السوري ومسار الحرب".

وأثناء المناقشات، حدَّد كيري مع لافروف المرحلة المقبلة في تطبيق الخطة وتشمل سلسلة من الاجتماعات على المستوى التقني لتهدئة مخاوف الجيش الأمريكي والمخابرات. وقال كيري: "نقوم بواجبنا وتم إنجاز الكثير من العمل في الأيام القليلة الماضية وأقول لكم إنه تم بنجاح".

وقال داعمو كيري في وزارة الخارجية والبيت الأبيض إن هذه الخطة هي أفضل فرصة للحد من القتال الذي أدى لنزوح الآلاف من المدنيين السوريين -من بينهم مقاتلون مدربون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية- إلى أوروبا وعرقل وصول المساعدات الإنسانية لعشرات الألوف غيرهم.

ويأتي الاجتماع في لاوس وسط اتهامات بأن روسيا كانت وراء اختراق رسائل البريد الإلكتروني للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي التي نشرها موقع ويكيليكس يوم الجمعة. وقال كيري إنه ناقش مسألة رسائل البريد الإلكتروني مع لافروف أثناء الاجتماع. وفي وقت سابق رفض لافروف الاتهامات الموجهة لروسيا بتورطها في ذلك.

وقال خبراء أمن الكتروني ومسؤولون أمريكيون إنَّ هناك أدلة على أن روسيا دبرت تسريب رسائل البريد الالكتروني بهدف التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وقال مكتب التحقيقات الاتحادي إنه يحقق في اختراق الكتروني لبريد اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الذي أدى إلى شقاق في مؤتمر الحزب الذي بدأ أعماله في فيلادلفيا، أمس الأول؛ لإعلان ترشيح وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون لخوض انتخابات الرئاسة عن الحزب. وبرغم أن مسؤولين وخبراء أمن الكتروني كانوا على علم باختراق البريد الالكتروني للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي منذ شهر إلا أن توقيت إعلان محتوى الرسائل والاتصالات داخل الحزب أثار قلق السلطات الأمريكية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة