صفحات مضيئة من التضحية والفداء والتفاني في بناء عُمان الحبيبة

قوات السلطان المسلحة.. جند مخلصون في حماية تراب الوطن والمحافظة على منجزات النهضة المباركة ومكتسباتها الغالية

...
...

 

 

< قوات السلطان المسلحة إحدى مفاخر العهد الزاهر الميمون

< قوات حديثة التنظيم والتسليح تتمتع بأكفأ العناصر وأحدث الأسلحة

< الجيش السلطاني العُماني قوة ضاربة عالية التدريب والجاهزية

< خطط متواصلة لتطوير سلاح الجو السلطاني العماني

< أسطول البحرية السلطانية العُمانية.. حداثة وقوة في أعالي البحار

< خطط وبرامج مستمرة في التدريب والتأهيل بالحرس السلطاني العُماني

< فرق الموسيقى العسكرية.. حضور مُشرف داخليا وخارجيا

< تواصل استيعاب الباحثين عن العمل بقوات السلطان المسلحة

< كلية الدفاع الوطني.. منارة علمية وبيئة أكاديمية راقية في مجالي الأمن والدفاع

< التوجيه المعنوي يضطلع بإدامة الروح المعنوية وإبراز الدور الوطني الكبير للقوات

 

 

 

تعدُّ قوات السلطان المسلحة إحدى مفاخر هذا العهد الزاهر الميمون، وركناً متيناً من أركان النهضة العُمانية الحديثة؛ حيث تقوم -وباستمرار- بتطوير قدراتها وتحديث مرافقها تنظيماً وتأهيلاً وتسليحاً على أسس راسخة، وبتخطيط طموح ومدروس، انطلاقاً من مسؤولياتها الوطنية الجسام في الدفاع عن تراب الوطن الغالي وحماية أمنه واستقراره، والمحافظة على مكتسبات النهضة التنموية الشاملة وثمار المسيرة المظفرة التي يقودها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه.

ويُشكِّل العنصرُ البشريُّ المدرَّب والكفء، العنصرَ الأهم ضمن خطط التطوير والتدريب والتسليح في وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة، المبني على التدريب الهادف لتحقيق أقصى الكفاءة في الأداء والتعامل مع المعطيات، لتكون المحصلة قوات حديثة التنظيم والتسليح والتدريب تضم بين صفوفها كافة عناصر منظومة الأسلحة المشتركة.

 

 

مسقط - الرُّؤية

 

 

* الجيش السلطاني العُماني:

الجيشُ السلطاني العُماني أصبح بفضل ما تحقَّق له من إنجازات عديدة على مدى مسيرة النهضة المباركة من التطوير والتحديث قوة ضاربة يعتد بها، وهو محل فخر واعتزاز، حيث زودت ألوية وتشكيلات المشاة وأسلحة المناورة والإسناد بأسلحة ذات تقنية متطورة، وجرى انتهاج مخطط تدريبي يتناسب وتقنية تلك الأسلحة وفق منظور حديث، حيث تُجرى تدريبات متواصلة لتعزيز الكفاءات القتالية . ويتم باستمرار انتهاج تطوير شامل لهذه الوحدات والتشكيلات وإمدادها بمختلف الأسلحة اللازمة لتنفيذ مهامها الوطنية؛ مثل: ناقلات الجند المدرعة، وبرامج حديثة للمدفعية والدفاع الجوي والمدرعات وسلاح الإشارة ووسائط النقل، ناهيك عن ورش الصيانة المتخصصة والمنتشرة في كل القطاعات بالجيش السلطاني العُماني، فأصبحت هذه الوحدات والتشكيلات منظومة قتالية متكاملة وعالية الأداء بأسلحة النار والمناورة وخدماتها العملياتية والإدارية والفنية، و بما زودت به من أسلحة متنوعة معززة بقوى بشرية مؤهلة علميا وفنيا.

كما أنَّ سلاح الجو السلطاني العُماني يُعد اليوم قوة جوية حديثة التسليح والتنظيم بما زود به من مقاتلات حديثة ومتطورة وفق منهج مدروس، وبالكفاءة والمقدرة العاليتين التي يتمتع بها منتسبوه؛ فقد تم تعزيز قدرات هذا السلاح بالطائرات المتطورة المقاتلة وطائرات النقل والعمليات التعبوية والاستطلاع والمراقبة، والطائرات العمودية، ومنظومة للدفاع الجوي؛ مثل: بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والرادارات، وطائرات التدريب والمشبهات التدريبية، كما قام السلاح بإبرام عدة اتفاقيات لمواجهة تحديات ومتطلبات المستقبل ورفع قدراته التسليحية بإدخال أحدث التطورات التقنية العسكرية لنظمه إلى جانب ما يملكه السلاح من القواعد الجوية المزودة بالتجهيزات اللازمة للقوة الجوية الفاعلة والقادرة على العمل في مختلف الظروف، كما يتم باستمرار تحديث قواعد وأقسام ومرافق السلاح من الأجهزة والمعدات ووسائل النقل والقوى البشرية، بما يضمن تحقيق الكفاءة والجاهزية العالية.

ونظرا لموقع السلطنة الإستراتيجي وإشرافها على واحد من أهم الممرات المائية في العالم (مضيق هرمز الإستراتيجي)، فإن البحرية السلطانية العُمانية تقوم بدور فاعل من أجل الحفاظ على المصالح الوطنية إستراتيجياً وأمنياً واقتصادياً من خلال وجودها الدائم والمستمر في البحار العمانية؛ حيث تضم أسطولاً مزوداً بالأجهزة والمعدات ذا قدرات تسليحية متطورة، إضافة إلى تشكيلة من زوارق السطح المعروفة بسفن المدفعية والسفن الصاروخية السريعة وسفن الإسناد والتدريب والشحن والمسح البحري (الهيدروغرافي) لتساند سفن الدوريات في حماية الشواطئ العُمانية وتأمين مياهها الإقليمية والاقتصادية ومراقبة العبور البحري الآمن للسفن وناقلات النفط عبر مضيق (هرمز) الإستراتيجي وتأمين النقل البحري لوحدات قوات السلطان المسلحة على امتداد سواحل السلطنة.

وفي اطار التطوير والتحديث والإحلال في القطع البحرية احتفلت البحرية السلطانية العُمانية خلال عامي 2015م و2016 بتدشين واستلام، وكذلك خروج عدد من السفن؛ حيث تم الاحتفال تباعاً باستلام السفينة "شناص" والسفينة "سدح" ضمن مشروع أفق، كما تم استلام السفينة "المبشر" ضمن مشروع "بحر عُمان"، كما احتفلت البحرية السلطانية العمانية بخروج سفنها "الشرقية" و"سدح" و"خصب" من الخدمة، كما تم كذلك الاحتفال بتسمية السفينة "الناصر" ضمن مشروع "بحر عُمان" يوم 15/4/2016م بمدينة "بيرث" الأسترالية. كما تم الاحتفال يوم 22/6/2016 بوصول وانضمام السفينة "المبشر" إلى أسطولها البحري؛ وذلك ضمن مشروع "بحر عمان" الذي يقضي بتزويد البحرية السلطانية العمانية بسفينتي دعم وإسناد. كما تم يوم 24/6/2016 الاحتفال باستلام السفينة "خصب" رابع سفن مشروع "أفق".

 

* الحرس السلطاني العُماني:

ويمثل الحرس السلطاني العُماني أحد الأسلحة المهمة في المنظومة العسكرية العُمانية الحديثة، والذي حظي كبقية أسلحة قوات السلطان المسلحة بالرعاية والاهتمام الساميين من لدن جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- حتى وصل إلى مستوى عال من الكفاءة والقدرة القتالية بما يضمه من وحدات مشاة وإسناد مزودة بالأنظمة والمعدات والأجهزة المتطورة، إضافة إلى الوحدات التعليمية والفنية والإدارية، وقد أولى الحرس السلطاني العُماني أهمية كبيرة بعمليات التأهيل والتطوير؛ حيث تم وضع خطط وبرامج التدريب اللازمة بما يتماشى ومتطلبات التعامل مع المعدات المتطورة التي زود بها.

إلى ذلك، استقبلت كلية الدفاع الوطني بوزارة الدفاع يوم 2/9/2015م الدفعة الثالثة من الدارسين بها؛ حيث انتسب إلى هذه الدورة عدد من المشاركين من كبار الضباط بأسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العُماني وشرطة عُمان السلطانية وشؤون البلاط السلطاني والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، إضافة إلى مشاركة عدد من كبار الموظفي من الوزارات والهيئات المدنية. وتهدف دورة الدفاع الوطني التي تمتد لعام دراسي كامل إلى إعداد وتأهيل جيل من القادة وكبار المسؤولين من عسكريين ومدنيين، مسلحين بالعلم والمعرفة المتخصصة بالمهارات الفعالة التي تمكنهم من تولي المناصب القيادية في المستوى الإستراتيجي، وتنمي في الوقت نفسه خبراتهم وقدراتهم الذاتية بأسلوب علمي يرتكز على الحوار الهادف والنقاش التفاعلي.

من جهة أخرى، تبوَّأت الهيئة الوطنية للمساحة مكانة مرموقة كجهاز مركزي يضطلع بمهام إنتاج الخرائط العسكرية والمدنية وعمليات التصوير الجوي في جميع أرجاء السلطنة، ووضع معايير المسوحات الطوبوغرافية، وإدامة الأرشيف الوطني للمواد الجغرافية، وتوفير خرائط الطيران والمعلومات الجغرافية من خلال تشكيلة واسعة من معدات الطباعة والبرمجيات الحديثة لمراحل إنتاج الخرائط والتصوير ووسائل الإنتاج التخصصية والفنية المتطورة ونظمها المتناهية الدقة للمسح الفضائي وأجهزة الرسم التصويرية القياسية والتحليلية.

أما الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع، فهي أحد أسلحة الإسناد الرئيسية في قوات السلطان المسلحة؛ حيث تقوم بدور حيوي كبير من خلال توفير الدعم الفني والهندسي للتمارين العسكرية وتوفير وإدامة الخدمات الضرورية مثل المياه والطاقة الكهربائية وشبكات الصرف الصحي ومرافق البنية الأساسية في المعسكرات والقواعد والمنشآت العسكرية، ورفع الطاقة الإنتاجية للمحطات داخل المعسكرات باستمرار.

 

* صندوق التقاعد:

وتمَّ إنشاء صندوق تقاعد وزارة الدفاع بموجب المرسوم السلطاني (87/93) الصادر بتاريخ 29 ديسمبر 1993، ويقوم الصندوق بتنشيط عملية استثمار الأموال الخاصة به تحقيقا للأهداف المرجوة؛ وذلك بالمشاركة من خلال تأسيس شركات صناعية وخدمية...وغيرها، والتي تسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، كما يقوم صندوق التقاعد أيضا بالاستثمار بسندات التنمية الحكومية والتي تطرحها الحكومة لتغطية برامجها التنموية.

ومن منطلق المساهمة بالاستثمار في مختلف الأنشطة والقطاعات الاقتصادية المهمة والحيوية تم يوم 29/5/2016م الاحتفال بافتتاح المجمع التجاري (نزوى جراند مول) بولاية نزوى في محافظة الداخلية، حيث تأتي فكرة إنشاء هذا المشروع في نطاق التنوع الاستثماري لصندوق تقاعد وزارة الدفاع ومواكبة للتوجه نحو التنوع الاقتصادي للبلد، ويحتوي (نزوى جراند مول) على مركز للتسوق وساحات المطاعم الترفيهية، وساحات لألعاب الأطفال، ومحلات تجارية متعددة، إضافة إلى مكاتب إدارية...وغيرها من المرافق الضرورية لمثل هذه المراكز التجارية. كما تم يوم 23/3/2014 وضع حجر الأساس لبدء الأعمال الإنشائية لمشروع منتجع سياحي بالجبل الأخضر بمحافظة الداخلية، ويعد هذا المشروع رافدا استثماريا جديدا يضاف إلى مجموعة المشاريع الاستشارية للصندوق، والذي يهدف للمساهمة في تنويع مصادر الاستثمار للصندوق من جهة، ودعم الحركة السياحية والتجارية في السلطنة من جهة أخرى.

 

التوجيه المعنوي

ويضطلع التوجيهُ المعنوي بإدامة الروح المعنوية وإبراز الدور الوطني الكبير الذي تؤديه قوات السلطان المسلحة ومنتسبوها البواسل وما بلغته من مستويات عالية في جميع المجالات؛ من خلال تنفيذ واجباته الإعلامية العسكرية المختلفة، والتغطية الإعلامية للأنشطة والفعاليات الاجتماعية والثقافية والرياضية في مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية؛ وذلك من خلال الإصدارات والمطبوعات المتنوعة الهادفة إلى رفع المستوى الثقافي والمعرفي للضباط والأفراد، وإعداد الأعمال البرامجية التليفزيونية والإذاعية، وتقديم التقارير والبرامج العسكرية بالتعاون مع الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون، كما يقوم بإحياء المناسبات الدينية، هذا إلى جانب مهامه وواجباته التوجيهية والإرشادية والتثقيفية.

وبتوجيهات سامية كريمة، يقوم التوجيه المعنوي بتسيير بعثة الحج العسكرية سنويا إلى الديار المقدسة، كما ينظم المسابقة الثقافية على مستوى وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة، وأخرى إرشادية بمناسبة أسبوع مرور دول مجلس التعاون الخليجي.

وفي سياق آخر، حققت خدمات تقنية المعلومات تطوراً كبيراً؛ وذلك من خلال التأهيل الاحترافي لمنتسبيها، إضافة إلى اقتناء أفضل البرامج العالمية وتدريب كافة الإدارات والأقسام بوزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة. فقد تمَّ التوسع في نشر أنظمة المعلومات المتخصصة بالإدارة الإلكترونية ومختلف الوظائف الحيوية كإدارة الموارد البشرية والإمداد والمشتريات والمالية...وغيرها، والتي أسهمت -وبشكل فعَّال- في رفع الإنتاجية وسرعة إنجاز العمل بكفاءة عالية مع توافر البيانات اللازمة لمتخذي القرار بصورة سلسة وميسرة.

وفي إطار سعي الحكومة لتبسيط الإجراءات في تقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين على مستوى القطاعين العام والخاص، قامت وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة بإعداد خطة متكاملة للتحول للحكومة الإلكترونية، ويأتي مشروع "سحاب" الخاص بتطوير البوابة الإلكترونية لوزارة الدفاع في طليعة المشاريع التي تبنتها خطة التحول للحكومة الإلكترونية بوزارة الدفاع والتي تم تدشينها في يوم 28/1/2015.

 

* الخدمات الاجتماعية:

وانطلاقاً من اهتمام قوات السلطان المسلحة بمنتسبيها ضمن مجالات الرعاية الاجتماعية، فإن الخدمات الاجتماعية العسكرية برئاسة أركان قوات السلطان المسلحة، تقوم بتقديم الرعاية الاجتماعية لضباط وأفراد قوات السلطان المسلحة؛ بهدف إدامة الاستقرار الاجتماعي لهم ولأسرهم؛ من خلال تقديم قروض الإسكان والإشراف على المباني التي يتم بناؤها.

ومن ناحية ثانية، يؤدي متحف قوات السلطان المسلحة بقلعة بيت الفلج دوراً كبيراً في تجسيد تاريخ العسكرية العُمانية ودورها الحضاري المشرق، وإبراز إسهاماتها الكبيرة قديما وحديث؛، حيث يضم المتحف أجنحة تؤرخ لأحداث مسيرة قوات السلطان المسلحة وأدوارها الوطنية وأسلحتها التي استخدمتها في مراحلها المختلفة.

وتعد كلية القيادة والأركان بقوات السلطان المسلحة صرحاً تعليمياً عسكرياً متميزاً في السلطنة، حيث تمنح خريجيها درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، وترفد هذه الكلية قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى بضباط مؤهلين في مجال القيادة، ليتمكنوا من القيام بمهام ووظائف قيادية في المستقبل.

 

كما تعد الكلية العسكرية التقنية إحدى مؤسسات التعليم التقني الرائدة في السلطنة، وقد زُوِّدت الكلية العسكرية التقنية بشتى الوسائل الحديثة، وبما يوفر أرقى المرافق والتسهيلات للدارس بما يمكن الطالب من استيعاب المنهاج المعد بطريقة دقيقة وشاملة، وتمنح الكلية شهادتي الدبلوم المتقدم والبكالوريوس لتسهم بذلك في استيعاب مخرجات التعليم العام بالسلطنة. وحصلت الكلية على شهادة اعتماد في مجال التدريب على صيانة الطائرات بالسلطنة وذلك يوم 10/1/2016.

فيما تقوم الخدمات الطبية للقوات المسلحة بتقديم أفضل الخدمات العلاجية لمنتسبي قوات السلطان المسلحة وعائلاتهم.

وتتميَّز السلطنة بموقع جغرافي غاية في الأهمية؛ فهي تشرف على مضيق هرمز الإستراتيجي الذي يعبر من خلاله أكثر من 40% من احتياجات العالم من النفط والغاز إلى مختلف دول العالم، وبحر عُمان وبحر العرب امتداداً إلى المحيط الهندي، ونتيجة لهذا الموقع الجغرافي الإستراتيجي المهم تم إنشاء العديد من المشاريع الاقتصادية والحيوية على امتداد سواحل السلطنة مما يتطلب تضافر الجهود من قبل جميع المعنيين بتحقيق الأمن البحري لمراقبة وحماية هذه المنشآت من أي تحديات بحرية.

 

* "شباب عُمان 2":

وقضت التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة باستبدال سفينة البحرية السلطانية العمانية "شباب عُمان" بسفينة شراعية أخرى استكمالا للدور التاريخي الذي لعبته هذه السفينة في مد جسور التواصل والصداقة بين السلطنة والدول الشقيقة والصديقة في شتى أنحاء العالم، وتقوم سفينة البحرية السلطانية العمانية "شباب عُمان" بزيارات إلى موانئ الدول الشقيقة والصديقة للتواصل الثقافي مع شعوب العالم من جهة، والتعريف بالسلطنة حضارة وشعبا من جهة أخرى، حاملة إرثا حضاريا وثقافيا إلى قارات العالم وعلى متنها عدد من أبناء هذا الوطن الغالي. وقد دشنت السفينة "شباب عُمان2" رحلاتها برحلة "شراع التعاون 2015م". حيث غادرت ميناء قاعدة السيب البحرية في رحلتها الدولية الأولى متوجهة إلى دول مجلس التعاون، كما قامت برحلتها الدولية الثانية متوجهة للهند "جسر الصداقة العُمانية الهندية 2015م".

إنَّ إنجازات وزارة الدفاع وأسلحة قوات السلطان المسلحة في خدمة الوطن والمواطن -خلال مسيرة النهضة المظفرة- عديدة ومتنوعة وفي كافة المجالات، وتأتي عملية التجنيد والتوظيف في أولويات اهتماماتها، حيث يتم باستمرار استيعاب أعداد كبيرة من الشباب العماني الباحث عن العمل في صفوفها، ويأتي تخريج الدفعات المتتالية من الضباط والجنود بصورة مستمرة اهتماما بالقوة البشرية والاستفادة من مخرجات التعليم الثانوي والجامعي والدراسات العليا لينضموا إلى من سبقوهم في ميادين الواجب الوطني.

وقد شرعت قوات السلطان المسلحة ومنذ اللحظة الأولى في تنفيذ الأمر السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- لاستيعاب الشباب العماني في العديد من التخصصات والمجالات، العسكرية منها والفنية والمهن المساعدة الأخرى، حيث تقوم وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة بجهود حثيثة وكبيرة ومستمرة في استيعاب الشباب العماني الباحث عن العمل، ويتم وباستمرار تخريج دفعات عديدة من هؤلاء الجنود الذين انضموا حديثا إلى شرف الانتساب إليها، ليسهموا مع من سبقوهم في خدمة هذا الوطن العزيز وحمل أمانة الذود عن حياضه المقدسة، كما أنَّ جهود التجنيد والتوظيف مستمرة في كافة أسلحة وتشكيلات قوات السلطان المسلحة ودوائر وزارة الدفاع.

 

التأهيل والتدريب

واستمرارا للتطوير والتحديث الذي تشهده قوات السلطان المسلحة، فقد تمَّ إنشاء العديد من المنشآت التعليمية والتدريبية لتأهيل الضباط والأفراد في مختلف الأسلحة والتشكيلات والقواعد والوحدات، مشتملة على مختلف التخصصات العسكرية العلمية والفنية والتقنية، كما تحرص قوات السلطان المسلحة على إتاحة وتوفير الفرص لمنتسبيها، لاستكمال دراساتهم العليا في التخصصات ذات الصلة بالعلوم العسكرية والإدارية والفنية، سواء بالسلطنة أو إيفادهم إلى الجامعات والكليات في الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة.

وفي إطار التوجيهات التدريبية وخطط التطوير لرفع الكفاءة القتالية لألوية وتشكيلات ووحدات وقواعد أسلحة قوات السلطان المسلحة واختبار كفاءة المعدات وقدرات الأفراد وإمكاناتهم في كيفية التعامل مع الأسلحة المتطورة، تنفذ التمارين والبيانات العملية القائمة على إدارة العمليات المشتركة بمختلف مراحلها ومستوياتها، إضافة إلى تنفيذ التمارين المشتركة الموحدة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول الشقيقة الأخرى والصديقة.

كما تولي وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة الجانب التثقيفي اهتماماً كبيراً، فأنشئت المكتبات المركزية التي تحتوي على الكتب والعناوين في المجالات المتنوعة والتي تحقق أكبر فائدة ممكنة لمرتاديها، كما أن هناك المكتبات والأندية الترفيهية المنتشرة في القيادات والتشكيلات والوحدات والقواعد بقوات السلطان المسلحة، وتتنوع وتتعدد الأنشطة الثقافية والفنية التي تنظمها التشكيلات والوحدات من خلال المحاضرات والمسابقات والمنافسات، والتي أفرزت العديد من المواهب الشابة في مختلف المجالات. ولتحقيق أكبر قدر من الفائدة وسرعة الوصول إلى المعلومة باستخدام التقنية المتطورة تم ربط مكتبات قوات السلطان المسلحة من خلال الشبكة الداخلية لوزارة الدفاع مما يشكل رافدا جديدا للباحثين والمطلعين، كما يعد جامع معسكر المرتفعة أحد الصروح الدينية في قوات السلطان المسلحة، ومعلماً بارزاً يجمع العديد من طرز وتصاميم هندسة العمارة الإسلامية بما يضمه من مرافق دينية وثقافية، وهذا الجامع إضافة إلى العديد من المساجد المنتشرة في معسكرات قوات السلطان المسلحة ووحداتها وقواعدها يقوم بغرس القيم الدينية في نفوس الرجال البواسل وتوسيع مداركهم.

 

التمثيل الخارجي

وتحظى الرياضة في قوات السلطان المسلحة باهتمام كبير من أجل بناء لياقة الأفراد البدنية وليكونوا دائماً على مستوى عال من الكفاءة القتالية، ولتحقيق هذه الغاية قامت قوات السلطان المسلحة بتوفير الوسائل اللازمة من المنشآت والمرافق الرياضية، وهناك جهود حثيثة تبذل لتطويرها، كما أن إجراء المنافسات والمسابقات المتنوعة أدى إلى ظهور عدة فرق رياضية عسكرية محترفة على مستوى عال نالت شرفَ تمثيل السلطنة في المحافل العربية والدولية، مثل فرق الرماية والقفز الحر، والفرق الموسيقية...وغيرها من الفرق الرياضية، إلى جانب مشاركاتها في المناسبات الوطنية والعسكرية المحلية.

وقد شاركتْ موسيقى الجيش السلطاني العماني وموسيقى سلاح الجو السلطاني العماني في مهرجان تاتو بازل للموسيقى العسكرية بسويسرا؛ وذلك خلال الفترة من (13-25 يوليو 2015م). وفي البطولة الدولية للقرب والطبول بأسكتلندا خلال الفترة من (27/7-15/8/2015م)، كما حقق فريق الجيش السلطاني العماني للدراجات الهوائية المركز الثالث في سباق "ترانس حجر" للدراجات الجبلية خلال الفترة من (22-25/ فبراير 2016م)، وشارك كذلك الفريق الوطني للقفز الحر في بطولة إيطاليا للرياضات الجوية خلال الفترة من (6-9 اغسطس 2015م) وشاركت البعثة العسكرية الرياضية في دورة الألعاب العسكرية في جمهورية كوريا الجنوبية من (29/9-17/10/2015م). وحقق الفريق الوطني للرماية المراكز الأولى في البطولة العربية الثانية عشرة للرماية بجمهورية مصر العربية والتي بدأت في (24/3-4/4/2016م). وشارك فريق قوات السلطان المسلحة في مسابقة حفظ القرآن الكريم وتجويده مع القوات المسلحة بجمهورية الإسلامية الإيرانية يوم 16/5/2016م. كما تم الكشف عن تفاصيل استضافة السلطنة للنسخة الثانية لكأس العالم لكرة القدم (السيزم) والإعلان الرسمي عن شعار البطولة يوم 15/2/2016م حيث ستقام البطولة في مسقط خلال الفترة من (13-29/1/2017).

 

جهود التنمية

كما تتفاعل قوات السلطان المسلحة مع مختلف الأجهزة الحكومية في جهود التنمية بالبلاد، باعتبار أن التنمية تمثل تحديا حضاريا وإنجازا عصريا تتضافر فيه جهود مختلف أجهزة الدولة لتحقيق معدلات التقدم والرقي. ومن هذا المنطلق، تُسهم قوات السلطان المسلحة في مجالات التنمية الشاملة، والتي يتمثل أهمها في السهر على حراسة منجزات مسيرة الخير الظافرة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مما يُهيِّئ مناخاً للازدهار، ويحقق الأمن والاستقرار للمواطن ليقوم بدوره الكامل في الإسهام والبناء، وتهيئة المناخ الاستثماري الأجنبي من خلال ثقته في الوضع الآمن في البلاد، وقد جاءت قوات السلطان المسلحة في طليعة تلك المؤسسات الحكومية التي تشارك بفاعلية في مسيرة التحديث والتطوير والتعمير.

وتُسهم قوات السلطان المسلحة بتدريب بعض الأفراد المدنيين في الملاحة والاتصالات والإدارة...وغيرها، إضافة إلى تنفيذ برنامج التربية العسكرية؛ مُساهمةً منها في تربية النشء والأجيال الصاعدة باعتبار أنَّ الشباب عماد الأمة ومستقبلها، حيث يتم تزويدهم بمبادئ وأسس وقيم الحياة العسكرية الهادفة إلى غرس القيم العسكرية والوطنية ليكونوا على قدر تحمل المسؤولية وأداء الواجب المقدس تجاه وطنهم، ومن ضمن المشاركات التنموية الأخرى تسهم قوات السلطان المسلحة في أعمال شق الطرق في المناطق الجبلية والمناطق الصحراوية، ونقل المواطنين واحتياجاتهم من مواد البناء والمؤن والمياه من وإلى المناطق التي يصعب الوصول إليها بوسائل النقل الاعتيادية، وتقديم الخدمات الصحية للمواطنين في المناطق البعيدة ذات التضاريس الصعبة بالتعاون مع الجهات المختصة الأخرى، فيما يقدم مستشفى القوات المسلحة خدماته الطبية للحالات الطارئة للمصابين جراء الحوادث المرورية. وتُسهم قوات السلطان المسلحة في مهام البحث والإنقاذ في حالة حدوث الكوارث الطبيعية وإنقاذ الصيادين وتقديم الإسناد للسفن المنكوبة، والمحافظة على البيئة ونشر المسطحات الخضراء من خلال إمدادات المياه المعالجة من المعسكرات بمحافظة مسقط، كما تُسهم في القبض على المتسللين الذين يحاولون دخول البلاد بطريقة غير مشروعة.

ويتجلى أيضاً دور قوات السلطان المسلحة في التنمية من خلال منتسبيها المتقاعدين الذين انتقلوا إلى ميدان الحياة المدنية، حيث إن عطاء هذه الفئة لم ينقطع وإسهاماتهم الوطنية ما زالت مستمرة ومتواصلة، ويُسهم كثير منهم في العمل بالقطاع الخاص أو مزاولة الأعمال الحرة أو الانضمام للجان والمجالس التنموية متسلحين بالخبرات والمهارات التي اكتسبوها من خلال خدمتهم العسكرية. وتقديرا لهذا الدور فقد خصص يوم السابع من ديسمبر من كل عام يوما لمتقاعدي قوات السلطان المسلحة، حيث تقام احتفالات متعددة على مستوى وزارة الدفاع وأسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العُماني، بهدف إضفاء أجواء ترفيهية لهم، والتواصل مع زملائهم في السلاح، والاطلاع على أحوالهم الاجتماعية...وغيرها.

ويبقى القول.. إنَّ قوات السلطان المسلحة ستبقى دائما وأبداً السياج المنيع للوطن العزيز، مُسخِّرة جميع الوسائل والقدرات المادية والبشرية من أجل استمرارية التطوير والتأهيل، لتبقى فاعلة وقادرة على حماية هذا الوطن الغالي في البر والجو والبحر، حاملة شرف أمانة الذود عنه وضمان استقراره، وحماية منجزاته وصون مكتسباته وتحقيق الأمن والأمان للمواطن والمقيم، منتهجة الرؤى الحكيمة والتوجيهات السديدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- ويعاهد جميع منتسبيها البواسل الله تعالى وجلالة القائد المفدى أن يكونوا الجند الأوفياء للوطن، وأن تكون قوات جلالته الباسلة الحارس الأمين والحامي اليقظ لمنجزات هذا العهد الزاهر بقيادة جلالته الحكيمة، وخلفه جنوده الأوفياء يسطرون في سجل المجد العماني صفحات مضيئة من التضحية والفداء والتفاني من أجل بناء هذا الوطن العزيز، والسهر على أمنه ورخائه واستقراره.

تعليق عبر الفيس بوك