روادنا- خاص
قال سالم بن أحمد بن حمود بن محمد الحبسي إنّ خبراته المتراكمة في المهن البسيطة شجعته على دخول عالم التجارة وريادة الأعمال، داعيًا الشباب إلى أن يحذو حذوه ولا يخجلوا من أيّ عمل مهما كان، طالما أنّه يكسب قوت يومه بالعرق والرزق الحلال.
والحبسي المولود في ولاية المضيبي وبالتحديد نيابة سمد الشأن، يبلغ من العمر 24 عامًا وتلقى تعليمه الإبتدائي في مدرسة المضيبي للتعليم الأساسي، ومن ثم انتقل في المرحلة الإعدادية إلى مدرسة الخيرات للتعليم الأساسي، لينتقل بعدها إلى المرحلة الثانوية في مدرسة المهنا بن جيفر. وقال إنّ هذه المراحل المختلفة أسهمت بدور كبير في حياته العملية، حتى تمكن من الالتحاق بجامعة السلطان قابوس.
ويؤكد الحبسي أنّ تمكن الفرد من تحقيق هدفه في ريادة الأعمال يمنحه شعورا كبيرا بالسعادة، وقال: "تمكنت من خوض ريادة الأعمال من خلال استغلال جميع أوقات فراغي على الرغم من الضغوط الدراسية لكن بتقسيم الوقت حققت النجاح، وكنت على يقينٍ تام أنني استطيع أن أبني نفسي حتى لو من الصفر، وبالتالي تغيير مسار حياتي إلى الأفضل". وأضاف: "كانت بدايتي الحقيقية بعد الانتهاء من الثانوية العامة وقبولي بالجامعة؛ حيث بدأت التنقل من مكان لآخر لكسب الخبرات والمعارف، وقمت بالعمل في العديد من الأماكن منها محلات تقنية المعلومات، وحارس أمن وسلامة بمراكز التسوق، إضافة إلى ذلك قمت بالعمل في إحدى شركات الاتصالات، وأحد المراكز التجارية الكبيرة، وبعد هذه الوظائف البسيطة اكتسبت الخبرات المتعددة منها مهارات الاتصال والأمن والسلامة والحساب".
ومضى الحبسي قائلاً: "بعد فترة من العمل في مختلف الأماكن حقققت دخلا خاصا وثابتا عن طريق فتح محلات مثل كي الملابس والحلاقة وغيرها، ومن ثم تطور بداخلي شغف الدخول إلى عالم التجارة، وذلك كان عن طريق دخولي إلى عالم المقاولات، وقد نجحت في هذا المجال وحققت أرباحًا وفوائد". لكن الحبسي واجه عائقًا لم يستطع مواجهته، وهو أن المقاولات تحتاج للتفرغ وأن يكون صاحب المقاولات على رأس العمل يوميًا على الأقل، لكنه أشار إلى أنّ دراسته الجامعية والضغوط الدراسية حرمته من العمل كما يتطلع في هذا المجال.
وتابع: "أعتمد على آراء الآخرين لأختبر ما إذا كانت فكرتي وعملي ذا مصداقية أو سيحقق النجاح، وآخذ الإيجابي وأترك السلبي، وهذا التفكير يساعدني كثيرا في تحقيق ما أطمح إليه".
وأكد الحبسي أنه بالعزم والإرادة والعمل بالجد والاجتهاد يمكن لأي شخص تحقيق الطموح والوصول الى النجاح، مشيرًا إلى أن هناك الكثيرين ممن ساعدوه على النجاح، وهؤلاء لا ينسى وقوفهم بجانبه، وقال: "بالمرتبة الأولى أمي وأبي لأنهم الأساس في تربيتي ودعمي الدائم معنويًا، وكذلك أساتذتي؛ حيث إنّهم هم من أظهروا قدراتي ومواهبي في العديد من المجالات".
وأشار إلى نقطة التحول في حياته كانت بعد انضمامه لبرنامج ريادة الأعمال والتعرف على مسابقة شركتي التابعة لمؤسسة إنجاز عمان، وقال: "بقدراتي وميولي وخبراتي استطعت تكوين شركة مكتملة من هيئتها الإدارية ورئاسة أقسام الشركة، واستفدت الكثير من هذه المسابقة ليس فقط من الناحية التجارية بل أيضاً أخذت مادة علمية واجتماعية". وأضاف: "كانت شركتي في المسابقة تحمل اسم (سمو) ومنتجها هي الخوذة التي تعمل بالطاقة الشمسية، وكان لها صدى كبيرًا، وبعد مسابقة شركتي شاركت بمعرض الاختراعات الدولية وهو ثاني أكبر معرض على مستوى العالم، وفزت بالميدالية الفضية وحظيت بلقاء العديد من المستثمرين وكانت شراكتي مع مجلس البحث العلمي بجامعة السلطان قابوس".
إلا أنّ الحبسي يؤكد أن طريقه لم يكن مفروشًا بالورود، إذ واجه العديد من التحديات والصعوبات والعقبات، غير أنّه قرر بعزيمته القوية عدم الاستسلام، وعدّد المصاعب وذكر منها صعوبة جمع رأس المال، وكذلك التمويل، علاوة على أن تخصصه الدراسي يختلف عن مجال التجارة والصناعة، فضلاً عن كيفية تأسيس فريق قوي يضم كوادر مؤهلة لإدارة الشركة، لكنه أكد تجاوزه هذه الصعاب.
وشدد الحبسي على أن ريادة الأعمال والعمل الحُر بشكل عام يحقق الاستقلال المالي، لكنه في نفس الوقت شاق وليس هينًا، وليس مستحيلاً أيضًا، ويتطلب طرح أفكار مُتجددة والعمل بإبداع لضمان نجاح فكرة المشروع.