23 يوليو بوابة المجد

 

 

خالد الخوالدي

كم تمنيت أن أكون شاعرًا ولو لساعات فقط فأكتب قصيدة عصماء وحيدة أعبّر فيها عن بزوغ فجر 23 يوليو من عام 1970 على عمان التاريخ والمجد والحضارة، ويا ليتني كنت رساما أتفنن في رسم الإطلالة البهية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وهو يطل على شعبه في إطلالة تاريخية لن ينساها تاريخ عمان على مدى الأزمان، طلة بهيّة منيرة مشرقة حملت الخير والسعادة والسلام والأمن والأمان لبلد عاش لفترة في الظلام.

نعم لقد عاشت الإمبراطوريّة العمانية في ظلمة وسبات وجهل، وفقدت الكثير والكثير من مكتسباتها التي تحققت على مدى القرون؛ فبعد أن توسّعت في فترة من الفترات على مساحة جغرافية شاسعة شملت أجزاء من إفريقيا وأجزاء من دول الخليج العربية حاليًا تراجعت وضعفت، إلا أن الدول العظمى وإن ضعفت إلا أنّها لا ترضى أن تستمر في التقهقر مثلها مثل العدل يمكن أن يمرض لكنه لا يموت، ففي 23 يوليو من عام 1970 أشرقت شمس عمان من جديد وبدأ القائد البطل الهمام المحنك والحكيم بقطع الوعد على نفسه في أول خطاب قائلا (أيّها الشعب.. سأعمل بأسرع ما يمكن لِجَعْلِكُمْ تعيشون سُّعَدَاءِ لمستقبل أفضل، وعلى كل واحد منكم، المساعدة في هذا الواجب، كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة، وإن عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى، وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي، كانت عمان بالأمس ظلام ولكن بعون الله غدًا سيشرق فجر جديد على عمان وعلى أهلها، حفظنا الله وكلل مسعانا بالنجاح والتوفيق).

لقد وعد فأوفى وأصبحت السلطنة وبفضل من الله يشار إليها بالبنان في جميع دول العالم، واستطاع جلالته وخلال فترة بسيطة من عمر الزمن أن يعيد لعمان هيبتها وكيانها ومكانتها المرموقة بين الدول، وأصبح العماني ذي مكانة واحترام وتقدير أينما حل وذهب، وأصدقكم القول إنّ عددا من الأشقاء في الدول الخليجية قد أعلنوا وأسروا لعدد من المواطنين العمانيين بأنّهم عندما يسافرون إلى دول عربية وغربية ويسألونهم من أي دولة أنتم يقولون (من سلطنة عمان) حفاظًا على أرواحهم وحتى يكونوا محل احترام وتقدير أمام من يسألهم، فهل بعد ذلك فخر ومعزة لنا كعمانيين، وهي مكانة ما كنا لنصل إليها لولا فضل الله سبحانه ثمّ حكمة قائدنا المفدى الذي أطلّ علينا في 23 يوليو 1970 كهدية سماوية من الرب الكريم.

ويتفق الجميع في السلطنة وغيرها من دول العالم بأنّ يوم 23 يوليو ليس يوما عاديا ولكنّه يوم استثنائي في تاريخ السلطنة، وهو بوابة المجد لعمان، ومناسبة سعيدة وغالية على كل عمان حيث أشرق فيه فجر يوم جديد على عمان أزاح عنها الغبار وغمرها بالإشراق والتطوّر والتقدم والرخاء، عهد قابوس الخير والعطاء - حفظه الله ورعاه - وبهذه المناسبة السعيدة والغالية انتهز الفرصة لأجدد الولاء والعرفان لباني نهضة عمان؛ مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- وسدد على طريق الخير خطاه، وكل عام وعمان الحبيبة الغالية وهي ترفل بالخير والأمن والأمان والسلام، وكل عام ومولانا المعظم قائدًا وملهمًا وربانا لسفينة السلطنة، داعيا المولى عزّ وجل أن يديمه في صحة وعافية وخير وبركة، ويطيل في عمره لننعم في ظل حكمه بالخير والسلام، ودمتم ودامت عمان بخير..

 

Khalid1330@hotmail.com