تنطلقُ، غدا، فعاليَّات مهرجان صلالة السياحي 2016، في نسخته العشرين، تحت شعار "عمان المحبة والوئام"، وهو ما يُجسِّد رُؤية السلطنة في مسيرتها على مختلف المستويات، رافعة لواء التسامح والمحبة، مُعلنة نشر قيم الوئام والتعايش بين الشعوب؛ باعتبار ذلك الضمانة الرئيسية والركيزة الأساسية للنهوض بالحضارة الإنسانية.

وتأتي الفعاليات في تنوِّعها لتؤكِّد حرصَ الجهات المنظمة على إثراء تجربة السائح والزائر إلى هذا المهرجان؛ في ظلِّ مَوْسم سياحي يستقبل مئات الآلاف من الزوار والسائحين من شتَّى بقاع الأرض، كما أنَّ هذا التنوُّع الواسع يفتح الباب أمام مشاركات واسعة من الأفراد والفرق والمجموعات من داخل السلطنة وخارجها؛ لتُشارك بما تزخر به من مُقوِّمات في هذا الحدث الخريفي البارز.

وتُمثِّل الأجواءُ المثالية في صلالة في هذا التوقيت من كلِّ عام، ساحة مُناسبة للعديد من المناشط السياحية؛ لعلَّ في مُقدِّمتها سياحة المؤتمرات؛ حيث يُمكن استقطابُ أكبر عدد من الأحداث والفعاليات في ظلِّ درجات الحرارة المنخفضة والطقس المميز، وهو ما سيعود بالنفع على المنشآت الفندقية...وغيرها من المواقع القادرة على جذب السياح.

وفي جانب مُماثل، يُسهِم مهرجان صلالة السياحي في توفير العديد من فرص العمل المؤقتة لأبنائنا من محافظة ظفار وما جاورها؛ إذ تنتعشُ الحركة الاقتصادية، وتشهد المراكز التجارية إقبالا متزايدا من المتسوِّقين. ولقد عملتْ الجهات المختصة المنظِّمة للفعاليات على إتاحة المجال أمام الحرفيين العمانيين لعرض منتجاتهم التي صاغوها بأناملهم الإبداعية والاستفادة من هذه الحركة التجارية النشطة؛ بما يعودُ عليهم بالنفع المادي والمعنوي على حدٍّ سواء.

ولم تغفل الفعاليات الجوانب الثقافية والفكرية، جنبًا إلى جنب مع المناشط الترفيهية؛ حيث يتضمَّن المهرجان تنظيم ندوات متخصصة تستعرضُ قضايا الساعة على المشهد الثقافي، وتغوص في أعماق الأعمال الأدبية: نقدًا وتفنيدًا. بجانب عقد سلسلة من اللقاءات، وعرض أعمال مسرحية تُسلِّط الضوءَ على المواهب الشابة على خشبة المسرح.

... إنَّ مهرجانَ صلالة السياحي وهو ينطلق هذا العام، يكون قد مَضَى على أول نسخة له عشرون عامًا من التميُّز والتجديد والإبهار؛ إذ استمتع زُوَّار موسم الخريف على مدى عقدين من الزمن بهذه الأجواء الاستثنائية التي حَبَا الله بها هذه البلدة الطيبة، ومن المؤكَّد أنَّ المستقبل المشرق لقطاع السياحة ليُبَشِّر بمزيد من المناشط والفعاليات التي تؤكِّد حيوية هذا القطاع في السلطنة، ودروه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.