الرُّؤية - خاص

تُواصل قناة عُمان الثقافية -في دورتها البرامجية الحالية- عرضَ برنامج "من المكتبة العمانية"، الذي يُقدِّمه المذيع سالم الرحبي كل يوم أحد.

واستعرض الخطاب الكندي كاتب وباحث في الشؤون التاريخية، في حلقة الأسبوع الجاري، كتاب "تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان". وتناولت الحلقة عرض سيرة مختصرة لمؤلف الكتاب نور الدين السالمي شيخ وعالم فقه إسلامي الذي ولد في بلدة الحوقين بولاية الرستاق وتعلم القرآن على يد والده ثم انتقل إلى "قصرى" بولاية الرستاق، قاصدا طلب العلم، وأخذ الشيخ نور الدين ينتقل بين علمائنا حتى نَبَغ في العلم وصار ينافس شيوخه في سعة علمه. وانتقل الشيخ إلى الشرقية سنة 1308 للهجرة. ويعد كتابه "تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان" العُمدة الأساسية في دراسة وتحليل الأطوار التي مرت بها الأمة العمانية.

وقال الخطاب الكندي عن الكتاب إنه أوسع وأشمل كتاب يتحدث عن التاريخ العماني؛ فالمدة الزمنية التي استعرضها الكتاب من تاريخ ظهور العرب وتطرق إلى ما قبل 4000 سنة مع ظهور مالك بن فهم الأزدي الذي جاء إلى هذا البلد وأقام المملكة العمانية القديمة. وقام الشيخ نور الدين بإصلاحات كبيرة في مختلف المناحي السياسية والاجتماعية وثقافية وفكرية وأنشأ مدرسة في القرن الرابع عشر للهجرة، ويعد الشيخ السالمي من نوادر العلماء في عمان، وقامت "اليونيسكو" بإدراجه كأحد أهم الشخصيات البارزة والمؤثرة في العالم.

وتابع الكندي حديثه عن غياب المادة التاريخية العمانية المناسبة للبحث العلمي وخصص الكتاب بالذكر؛ فقال إنه لم يعطنا الإثراء الكافي لتزويد البحوث بالمعلومات الغنية، ولكنه بالمقابل يجب على الباحث اتخاذ الكتاب كنبراس ومرجع للتعرف على التاريخ العماني، ولم يتطرق المؤرخون العمانيون لمراحل تاريخية في التاريخ العماني، في حين أنَّ الشيخ السالمي أشار إلى وجود الكثير من المعلومات حول فترات مختلفة، ولكن لم يسعفه الوقت لإطالة الحديث عنه. واعتمد الكتاب على الروايات الشفوية في بعض المواضع وكان الشيخ دقيقا في تضمين الروايات التي عاصرها لأناس قريبين منه، واستقى بقية المعلومات بموضوعية تامة من مصادر التراث الإسلامي الكبير كأي باحث علمي.

واستعرضَ الباحثُ بعضَ القصص التي تناولها الكتاب وأهميتها في التعرف على ثقافة الشعوب والأبعاد الاجتماعية الظاهرة في السرد وإمكانية تحقيق الاستفادة من الكتاب للباحث العلمي. وواصل الكندي حديثه عن المراحل التي مرَّت بها عُمان بين الضعف والازدهار مما أنتج إنتاجا علميا راقيا للسالمي. وامتاز العلامة بعباراته الدقيقة والواضحة وكانت مصبوبة في قالب علمي وفكري واضح وهذا جل ما يحتاجه طالب العلم.