سوريا: مقتل 5 في تفجير ببلدة يسيطر عليها الأكراد.. و24 منظمة مدنية تهدد بالانسحاب من مفاوضات السلام

تقهقر قوات سورية مدعومة من أمريكا أمام "داعش"

عواصم - الوكالات

قال شهود إن خمسة على الأقل قتلوا وأصيب العشرات أمس في تفجير استهدف مقراً للإدارة المحلية ببلدة تل أبيض السورية التي يسيطر عليها الأكراد قرب الحدود التركية. وأضافوا أن انتحارياً يقود سيارة ملغومة هاجم المبنى الذي تديره السلطات المحلية الكردية في البلدة. وانتزعت وحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على تل أبيض من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في هجوم دعمته ضربات جوية نفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وتقع تل أبيض إلى الشمال من الرقة وكانت خط إمداد رئيسيا لمعقل التنظيم المتشدد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له في وقت لاحق إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا في الانفجار فيما بلغ عدد المصابين تسعة بعضهم حالته خطرة. وقالت وكالة أعماق للأنباء المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية إن متشددين فجروا سيارة بالقرب من تجمع لوحدات حماية الشعب الكردية بجوار مبنى البرلمان المحلي القديم في وسط المدينة.

وتعد وحدات حماية الشعب الكردية واحدة من أقوى الفصائل في سوريا وتعتبر الجماعة الرئيسية في قوات سوريا الديمقراطية التي تحظى حملتها لاستعادة مدينة منبج من أيدي التنظيم المتشدد بدعم من ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة إضافة إلى القوات الخاصة الأمريكية. ونفذ تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد مزيدا من التفجيرات باستخدام سيارات ملغومة في مناطق يسيطر عليها الأكراد بعد أن فقد مساحات كبيرة من الأراضي في شمال شرق سوريا، وقال مصدران من المعارضة إن قوات سورية مدعومة من أمريكا أجبرت على التقهقر من على مشارف بلدة يُسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية قرب الحدود مع العراق ومن قاعدة جوية قريبة يوم الأربعاء بعد هجوم مضاد شنه المتشددون. وشن جيش سوريا الجديد المدعوم من الولايات المتحدة الهجوم يوم الثلاثاء بهدف السيطرة على بلدة البوكمال. وأكد مزاحم السلوم المتحدث باسم جيش سوريا الجديد التقهقر وقال إنّ قواته انسحبت إلى الصحراء وإن المرحلة الأولى من الحملة انتهت.

وقال قيادي بالمعارضة السورية لرويترز إن مقاتلين سوريين من المعارضة تقدموا صوب بلدة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود مع العراق يوم الأربعاء في هجوم جديد تدعمه الولايات المتحدة بهدف شق دولة الخلافة التي أعلنها الجهاديون إلى نصفين. وتهدف العملية التي بدأت يوم الثلاثاء إلى السيطرة على بلدة البوكمال السورية الشرقية مما يزيد الضغوط على تنظيم الدولة الإسلامية الذي يواجه هجوما منفصلا مدعوما من الولايات المتحدة في شمال سوريا لطرده من المنطقة الحدودية مع تركيا. وينفذ الهجوم "جيش سوريا الجديد" الذي تشكل قبل نحو 18 شهرا ويضم مقاتلين طردوا من شرق سوريا أثناء ذروة توسع تنظيم الدولة الإسلامية السريع في 2014. وتقول مصادر في المعارضة إن جيش سوريا الجديد تلقى تدريبات بمساعدة أمريكية.

وقال القيادي بجبهة الأصالة والتنمية - وهي جماعة رئيسية في جيش سوريا الجديد - لرويترز إن الاشتباكات تدور في المدينة نفسها لكن الموقف لم يتحدد بعد. وأضاف أن قوات المعارضة دخلت البلدة في الفجر. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الهجوم مدعوم من قوات غربية خاصة وضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة.

وأدت سيطرة الدولة الإسلامية على البوكمال في 2014 إلى إزالة الحدود بين سوريا والعراق. وستكون خسارتها ضربة رمزية واستراتيجية لدولة الخلافة عبر الحدود بقيادة أبو بكر البغدادي. وتقع البلدة في محافظة دير الزور على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع العراق. ويسيطر التنظيم على المحافظة كلها تقريبا. واكتسبت الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية زخما هذا الشهر فيما يشن تحالف فصائل يضم وحدات حماية الشعب الكردية هجوما كبيرا ضد التنظيم في مدينة منبج بشمال سوريا. وفي العراق أعلنت الحكومة هذا الأسبوع أنها انتصرت على التنظيم في الفلوجة. وتقول مصادر في المعارضة السورية إن قوات مقاتلي المعارضة تلقت تدريبات في معسكرات تديرها الولايات المتحدة في الأردن لكن معظم تدريباتها تجرى الآن في قاعدة رئيسية ببلدة التنف السورية الواقعة جنوب غربي البوكمال على الحدود مع العراق.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن ضربات جوية روسية استهدفت قاعدة جيش سوريا الجديد في التنف مرتين هذا الشهر حتى بعد أن طلب الجيش الأمريكي من موسكو الكف عن ذلك عقب الضربة الأولى.

وقال القيادي في المعارضة والمرصد السوري إن مقاتلي المعارضة انتزعوا السيطرة أيضا على قاعدة جوية من متشددي الدولة الإسلامية قرب البوكمال. ولا تزال اشتباكات عنيفة مستمرة في ظل تحصن المتشددين بقاعدة الحمدان الجوية على بعد خمسة كيلومترات شمال غربي البوكمال.

وأعلن مقاتلو المعارضة أيضا السيطرة على بلدة الحمدان القريبة. وذكر المرصد أن ضربات التحالف الجوية استهدفت مخابئ المتشددين في البلدة.

وتقول مصادر في المعارضة إن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية قطعوا الكهرباء والاتصالات عن البوكمال وحفروا خنادق حول البلدة. وأمنت قوة المعارضة المؤلفة من مئات المقاتلين الممرات الصحراوية إلى البوكمال بعد تقدم سريع من التنف عبر الصحراء الشاسعة غير المأهولة. ورفض الميجر أدريان رانكين-جالواي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية التعقيب يوم الثلاثاء على الحملة الأخيرة لكنه قال إن واشنطن تساند جماعات سورية لم يذكرها بالاسم.

وفي سياق آخر، هددت عدة منظمات من منظمات المجتمع المدني غير الحكومية السورية بالانسحاب من مفاوضات السلام التي تجرى في جنيف. وفي خطاب وجهته 24 منظمة للأمين العام لمنظمة الامم المتحدة بان غي مون قالت المنظمات التى أدرجتها المنظمة على لائحة المشاركين في المفاوضات إن الفشل في وقف التصعيد العسكري في سوريا واستهداف المدنيين يعني ان "وجودهم ليس فقط غير ذي معنى ولكن أيضا غير ضروري".

واستهدفت عدة ضربات عدد من منظمات المجتمع المدني المشاركة في المفاوضات خلال الاسابيع الماضية. وجاء في الخطاب "إذا لم يتم التوصل إلى آلية جادة لوقف العنف والتصعيد واستهداف المدنيين وتنفيذها فإننا نرى أنه من المستحيل أن نواصل مشاركتنا في محادثات جنيف". ورغم أن مشاركة هذه المنظمات تعتبر غير أساسية في المفاوضات إلا أن انسحابها يشكل تعبيرا عن حجم الاحباط من عدم جدوى مفاوضات جنيف. وأضاف الخطاب "بعد خمس سنوات من الصراع فإن شعبنا لايرغب في أي سلام بل يرغب في سلام عادل".

وكان المبعوث الاممي لسوريا ستيفان دي ميستورا قد وجه الدعوة مطلع العام الجاري لعدد من المنظمات المدنية السورية للمشاركة في المفاوضات كنوع من الدعم الديبلوماسي لها لكن المفاوضات تجمدت بعد فشل أخر جولة تفاوض في جنيف قبل 3 أشهر.

وأسفرت الحرب في سوريا عن مقتل نحو 280 الف شخص وتشريد ملايين السوريين. وينتظر ان يقدم دي ميستورا تقريرا لمجلس الامن الدولي اليوم الأربعاء حول موقف عملية السلام في سوريا وسط تشاؤم يلف المفاوضات بين حكومة الرئيس بشار الاسد والجماعات المعارضة المسلحة.

تعليق عبر الفيس بوك