دولة المؤسسات والتعاون البناء

يُجسِّد الاجتماع المشترك الذي عُقِد أمس بين مجلس الوزراء ومكتب مجلس الشورى، المعنَى الحقيقي لدولة المؤسسات التي تتعاون فيما بينها من أجل مُواصلة البناء والحفاظ على صرح النهضة الشامخ.

ويُترجم الاجتماع الاهتمامَ السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بأهمية استمرار التواصل بين مجلس الوزراء ومجلس عُمان؛ بما يُعزِّز مسيرة التنمية الشاملة التي تسعى الحكومة وباقي مؤسسات الدولة للمحافظة عليها خدمةً للصالح العام. واللقاء الذي شَهِد حضورا واسعا من أعضاء المجلس الموقر ومكتب الشورى، سعى لبث رسالة مفادها أنَّ أجهزة الدولة تحرص على الاجتماع بصفة دورية لمناقشة هموم المواطن واحتياجاته، علاوة على تدارس الموضوعات المهمة التي تخدم مسيرة النهضة المباركة.

ولقد مثَّلت إشادة صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، بدور مجلس الشورى في عملية التنمية، تأكيدا على المساهمات الفعَّالة للمجلس المنتخب في طرح المقترحات والتوصيات الخاصة بخطط التنمية، وتطوير منجزات ومكتسبات النهضة المباركة؛ الأمر الذي يعكس أهمية مشاركة مثل هذه الآراء وتبادلها، بما يؤطر لنموذج تعاوني مميز، قوامه الصالح العام ومصلحة الوطن والمواطنين.

لقد سَعَى جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- خلال عقود النهضة المباركة إلى وضع لبنات الدولة الحديثة، التي ترتكزُ في أساسها على مقوِّمات العمل المؤسسي؛ سواء في السلطة التنفيذية الممثلة في مجلس الوزراء، أو السلطة التشريعية ممثلة في مجلس عمان بغرفتيه الدولة والشورى.

... إنَّ مثل هذه المواءمة بين السلطات لم تكن لتحقِّق النجاحات التي تحرزها يوما بعد الآخر، إلا بجهود المخلصين من أبناء هذا الوطن العزيز، وبفضل التوجيهات السامية للمقام السامي.

ومن شأن هذه النجاحات الملموسة من قبل أجهزة ومؤسسات الدولة أنْ تُبرهن للعالم نجاعة النموذج العُماني في الإدارة والتنمية، والتي ستتضاعف مع مباشرة كل مواطن على هذه الأرض الطيبة لما يحمله من مسؤوليات، وأن يواصل الجميع بناء عُمان الحديثة لتحتل مكانتها المرموقة بين الدول.

تعليق عبر الفيس بوك