"أوربك" تنجح في معالجة 1600 طن من التربة الملوثة بالطريقة البيولوجية

بأدنى حد من التأثير السلبي على البيئة

< المعالجة تجري وفقا للضوابط المحددة من وزارة البيئة والشؤون المناخية

صُحار - روَّادنا

قامتْ "أوربك" بوضع برنامج مستمر لمعالجة التربة الملوثة بالمشتقات النفطية؛ وذلك من منطلق المحافظة على البيئية والتربة المحيطة بمصانع الشركة. وتتمُّ المعالجة وفقا للضوابط التي حدَّدتها وزارة البيئة والشؤون المناخية، وبالتعاون مع مقاولين معتمدين لإدارة وتنفيذ المعالجة البيولوجية؛ حيث تمَّت معالجة أكثر من 1600 طن من التربة الملوثة بطريقة المعالجة البيولوجية الخارجية في كلٍّ من مصفاتي صحار وميناء الفحل. وقد أثبتت تحاليل التربة المعالجة نجاح المعالجة البيولوجية وتحقيق النسب المحددة من قبل الوزارة.

وتُعتبر عمليات تكرير النفط وتوزيع المشتقات والمنتجات النفطية والبتروكيماوية وعمليات تنظيف حمأة النفايات النفطية من الخزانات والحاويات المختلفة، من أهم العوامل الرئيسية لحدوث بعض التسربات النفطية المحتملة جراء هذه الأنشطة، والذي بدوره يتسبَّب في تلوث التربة بالمواد الهيدروكربونية المختلفة. وتعد المعالجة البيولوجية واحدة من العمليات الأكثر فعالية في مجال النفط والغاز؛ حيث إنَّ المعالجة البيولوجية لا تقتصر على أسلوب واحد ويستمر بحثها يوميا مع الأفكار الجديدة التي يجري تسجيلها وفقا لمعطيات وطبيعة التربة المعالجة. وقد أثبتت التقنيات والتجارب والاكتشافات أن التربة يمكن معالجتها باستخدام التقنيات الأساسية كالميكروبات البسيطة والمواد الطبيعية القابلة للتحلل، فضلا عن عمليات الأشعة فوق البنفسجية والأكسدة الطبيعية.

وتُستخدم الميكروبات أثناء المعالجة البيولوجية الملوثات الكيميائية في التربة كمصدر للطاقة خلال تفاعلات الأكسدة والاختزال؛ حيث تحول الملوثات المستهدفة إلى طاقة قابلة للاستخدام من الميكروبات. على سبيل المثال، الهيدروكربونات النفطية يُمكن أن تتحلل بواسطة الكائنات الحية الدقيقة في وجود الأكسجين خلال التنفس الهوائي؛ حيث يفقد الهيدروكربون الإلكترونات ويتأكسد، بينما يكتسب الأكسجين الإلكترونات وينخفض تركيزه. وينتج من هذا التفاعل تشكيل ثاني أكسيد الكربون والماء.

وتعتبر الهيدروكربونات النفطية موادَ كيميائية طبيعية المنشأ؛ لذا فإنَّ الكائنات الدقيقة القادرة على تحليل المركبات الهيدروكربونية موجودة من الأساس في البيئة؛ حيث إنَّ تطوير هذه الكائنات الدقيقة باستخدام تكنولوجيات تستخدم في تحلل المواد الكيميائية الاصطناعية، والتي تعتمد على نتائج الأبحاث المطورة للسلالات الطبيعية أو المحسنة وراثيا من الكائنات الحية الدقيقة للحد من هذه الملوثات إلى أشكال أقل سُميَّة.

وتتميَّز المعالجة البيولوجية الموقعية (In Situ) بالحد الأدنى من التأثير السلبي على البيئة في موقع التلوث. وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر أقل تكلفة من معالجة التربة التقليدية والتي تتطلب إزالة التربة الملوثة واستبدالها بتربة نظيفة؛ حيث لا يوجد نقل المواد الملوثة للعلاج خارج الموقع. إلا أن المعالجة البيولوجية الموقعية تشملها عدة قيود؛ منها أنها ليست مناسبة لجميع أنواع التربة، كما أنه من الصعب تحقيق التحلل الكامل، إضافة إلى أنه يصعُب السيطرة على الظروف الطبيعية (مثل درجة الحرارة) للوصول إلى التحلل الأمثل.

أمَّا المعالجة البيولوجية الخارجية (Ex situ)، فتشمل المعالجة البيولوجية باستخدام المفاعلات الحيوية وزراعة الأراضي، إضافة إلى الأكوام الحيوية (bio piles). ويتطلب استخدام المفاعل الحيوي خلطَ التربة الملوثة مع الماء والمكملات الغذائية، ويتم تحريك المفاعل الحيوي ميكانيكيا لتحفيز عمل الكائنات الحية الدقيقة. وتعتبر هذه الطريقة أكثر ملاءمة للتربة الطينية وعادة ما تكون أسرع من الطرق الأخرى.

تعليق عبر الفيس بوك