رمضان .. مغفرة ورحمة

يستقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها غداً أول أيام شهر رمضان المُبارك، وهو الشهر الفضيل الذي تنثر أيامه ولياليه نفحات روحانية وإيمانية عظيمة، يستفيد منها عباد الله في شتى بقاع الأرض.

ورمضان هو خير شهور الله، ففيه يتضاعف ثواب الأعمال الخيرة، وينعم الخالق عزّ وجلّ على عباده بالرحمة والمغفرة. ويحلُ شهر النور والبركات على أمتنا الإسلامية وهي تنشد السلام والاطمئنان، على أمل أن تحقق فريضة الصيام السلام النفسي والروحي لكل فردٍ، وأن تخمد نيران الفتن والحروب، وأن يلتقي المسلمون في ساحات المساجد بعيدًا عن أتون المعارك.

ويجتمع المسلمون في هذا الشهر على موائد عامرة بما رزقهم الله من المأكل والمَشرب، فتتحول موائد الإفطارات إلى فرص ذهبية لصلة الأرحام بين الأسر والأشقاء، وعليها أيضًا يلتقي الأصدقاء، في مشهد لا يتكرر إلا مرة كل عام. لكن لا يفوتنا أن نذكر بعدم الإسراف في هذه الموائد، حماية للنفس وتحقيقًا للاستهلاك الرشيد لكافة المُنتجات.

ولقد اعتاد المسلمون في هذه الأيام المعدودات، على خير العبادات، فتُعمّر مساجد الله في أصقاع الأرض، ويصطف المصلون خلف الأئمة في صلاة التراويح والقيام، ويتنافس أصحاب الأيادي البيضاء على مساعدة المحتاجين والفقراء، طلباً لنيل المغفرة من رب السماء.

ومن الواجب القول إنّ رمضان ليس فقط فريضة سنوية تحل علينا، فنصوم عن الطعام والشراب فحسب، بل إنّها ينبغي أن تعظم في أنفسنا قيم الصدق والإخلاص في العمل، ولا يتعين أن يتحول الشهر إلى مُناسبة للتكاسل وإهمال العمل بحُجة الصوم أو ارتفاع درجات الحرارة، ولكن مواصلة العطاء والمساهمة في بناء وطننا الغالي.

لقد كان الرعيل الأول من المُسلمين، يترقبون رمضان عاماً بعد عام، آملاً في الفوز بعبادة تغفر لهم وترزقهم الجنَّة، وصحبة النبي الكريم، دون كلل أو ملل، بل بروح وثَّابة نحو الارتقاء إلى أعلى المراتب الإيمانية.

إنّ رمضان فرصة عظيمة من فقدها فقد خسر، ومن نالها فقد فاز بخير الدنيا والآخرة، نسأل الله أن يُنعم على أوطاننا بالخير والسلام والاطمئنان، وأن يجعل هذه الأيام المُباركة أيام ود وتلاحم وعمل مُخلص لوجهه الكريم.

تعليق عبر الفيس بوك