بن علوي يرعى حفل تدشين كتاب "مسيرة من الإنجاز والعطاء" لعبدالقادر عسقلان

يحمل سمت السيرة الذاتية.. ويُؤصِّل لمرتكزات النجاح عبر سياسات العمل الممنهج

الرُّؤية - فايزة الكلبانيَّة

تصوير/ راشد الكندي

رَعَى مَعَالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، مساء أمس، حفل تدشين كتاب "مسيرة من الإنجاز والعطاء" لعبدالقادر عسقلان.

وقال معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية: إن عبدالقادر عسقلان الصديق والأخ العزيز، عرفناه في القطاع البنكي بمهنية امتدت طوال 57 عاما مع البنك العربي ثم بنك عمان العربي، من نابلس في فلسطين العزيزة على قلوبنا جميعا إلى بلادنا الحبيبة سلطنة عمان، مرورا بالأردن الشقيق واليمن السعيد والإمارات العربية المتحدة "رأس الخيمة".. مضيفا: إنها هي مسيرة زاخرة، أعطى فيها عسقلان في سلطنة عمان بإخلاص وسعة معرفة، ورجاحة عقل واستشراف بصيرة، ومن مكنونات قلبه العامر بالمحبة والولاء حتى صار من ناسها وأهلها، كان عمله الدؤوب وتصميمه الثابت يؤكدان على شراكة فعالة للمؤسسة التي كان يديرها البنك العربي المحدود ثم بنك عمان العربي خلال مسيرة النهضة العمانيةة في قطاعات عديدة في البنية التحتية، وكان عبدالقادر قريبا جدا من أصحاب القرار في حكومة مولانا جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه.

وتابع معاليه قائلا: لقد أحب عسقلان بلادنا العزيزة قيادة وشعبا، وأحبه أهلها، والكتاب الذي يعرض تلك المسيرة بلا شك يضيف الجديد إلى المكتبه العمانية في مجال الإدارة في القطاع البنكي ورأس المال، وهذا المجال يعد من قطاعات الحياة المهمة وخاصة في عالمنا المعاصر.

من جانبه قال عبدالقادر عسقلان: هذا الحفل هو تكريم لكل إنجاز تم تحقيقه للجهد والإخلاص والمثابرة في كل عمل ناجح في مجال التنمية وترسيخ لاستدامة هذه التنمية فالمؤسسات الناجحة وخاصة المالية منها والصناعية تبقى عماد الاستقرار الاقتصادي ومرتكزات التنمية لكل بلد. وأوضح أن هذه المناسبة هي "تكريم لإنجاز لم يتم بجهدي لوحدي، ولكن كان معي زملاء وزميلات، كانت جهودهم وأمانتهم هي مرتكزات نجاح قيام مؤسسة مصرفية نالت في العام 2009م المركز الأول بين المؤسسات المصرفية هي "بنك عمان العربي".

وأضاف عسقلان: الكتاب من خلال سطور صفحاته يظهر مراحل تدرج الجهود والمثابرة من أجل إنجاح عمل مؤسسة بنك عُمان العربي على مدى 57 عاما، وطيلة مدة عملي بالبنك والتي امتدت 57 عاما كنت أشعر دومًا بأنَّ العمل والإخلاص للبنك العربي هما تأكيد الانتماء لجذور الأرض وتأكيد الإخلاص للوطن، لذلك لم يكن وجودي واستمراري طيلة هذه المدة بالبنك مهنة أو وظيفة أو راتب أو مرتبه، بل كان عملي بالبنك هو "قضية ومهمة نبيلة وملاتبة وطنية وقومية وانتماء للوطن الصغير "فلسطين" والوطن الكبير هو "الوطن العربي". فالبنك العربي هو بنك عربي بالنسبة لي، حمل القضية العربيه اقتصادا وسياسة وصيرفة وتنمية مجتمعا وانسانا، وقد جس البنك كل هذا من خلال تواجده في البلاد العربية عبر فروعه.

وتابع: خلال مسيرتنا في عُمان والقرارات التي كنا نتخذها، كنا نعتمد عند اتخاذها على حكمة القيادة التي كانت وما زالت لا تفكر إلا في إحلال الرخاء والسلام والاستقرار والتنمية المستدامة لهذا البلد، وكل هذا الجهد أملى علينا ضرورة التجاوب مع مسيرة التنمية من اجل خلق مؤسسات اقتصادية ناجحة تُسهم في هذه المسيرة، من أجل استدامتها لخدمة الاقتصاد الوطني، وباني نهضة عمان الذي أراد لها أن تكون كما هي الآن جوهرة الخليج ودُرَّة بحره، وسويسرا العالم العربي من حيث حياها الايجابي ومساعيها الحميدة، ودبلوماسيتها الراشده، لرأب صفوف العرب من أجل أن يكون للوطن العربي الكبير موقع يليق به وبحضارته وإنسانه وطاقاته وموارده في هذا العالم.

وحول مسيرة الإنجاز والعطاء، قال عسقلان: التحقت بالبنك العربي عام 1957 وكنت قبل ذلك قد تقدمت بطلب للالتحاق بسلاح الجو بالجيش الاردني، حيث كان الإعلان عن طلب مرشحين بسلاح الجو وبعد المقابلات والفحوصات الطبية، تم قبول طلبي من قبل سلاح الجو، ولكن تم رفضه من سلاح والدتي خوفا عليَّ، التحقت بالبنك وعملت في صراعين "نابلس وعمان" لمدة سنة ونصف السنة، كانت بالنسبة لي فترة تدريب على العمل المصرفي، وقد تزامن عملي بالبنك مع ما يمكن تسميته المقاومة الاقتصاديه في وجه الاحتلال والذي اخذ بالتوسع وابتلاع الارض وقضم الموارد، وكان هم البنك منصبا على دعم الاقتصاد الفلسطيني من أجل بقاء الفلسطيني في أرضه وعدم النزوح عنه، فمرحله "نابلس وعمان" والتي دامت 18 شهرا قد علمتني أساس العمل المصرفي، وبذل الجهد مقرونا بالامانة والاخلاص والنزاهة، في اواخر 1958 بدات مرحله العمل باليمن، وبالتحديد في عدن والتي كانت تحت الانتداب البريطاني، وقد حرص الانجليز على توفير الرفاهية في العيش لرعاياهم وجنودهم، لذلك كانت مدينة عدن منتفحة والحياة فيها سهلة وممتعة، كانت تلك بدايتها ثم دخلنا في جحيمها وبدأت حرب الثوار مع الإنجليز وحرب الثوار مع الثوار.

وأضاف عسقلان: عملنا في البنك منذ العام 1963 حتى العام 1968 تحت وطأة نار الحرب، وقد كانت فترة محفوفة بالمخاطر انعدم فيها الاستقرار والأمان، وفي مجال البنوك لم يكن في عدن بنكا عربيا سوى "البنك العربي". أما باقي البنوك، فكانت بريطانية ومسيطرة بشكل مطلق على الساحتين "المصرفية والمالية" لذلك كان عمل البنك العربي في المنطقة صعبا وشاقا في ظل الهيمنة البريطانية، وقد بذلنا جهدا كبيرا من اجل استقطاب التجار اليمنين وتمكنا من انجاز الكثير واصبح البنك له وجوده وتـأثيره في مجال دعم التجار ومساعدتهم، وفي أواخر العام 1968 صدر قرار تأمين البنوك في البلاد؛ مما دعاني لترك عدن 1969، وفي العام 1970 بدأت مرحلة رأس الخيمة، وكان أمامي مهمة ثنائية الأهداف؛ الأولى استعادة ديون البنك المترتبه على القروض التي أخذت أثناء ثورة بيع وشراء الأراضي، والثانية: نقل فرع رأس الخيمة من حالة الخسارة والتعثر إلى التوسع، وقد تم تحقيق الهدفين خلال فترة وجودي في رأس الخيمة والتي امتدت إلى العام 1973م، حيث بدأت مرحلة "عُمان" وهي مرحلة تحقيق الذات والإنجاز والعطاء، وقد بدأ فرع بنك عُمان العربي في هذا العام بعدد من الموظفين لا يزيد عددهم على الـ5 موظفين وكان البنك العربي هو البنك العربي الوحيد بالسلطنة، وكان عليه أن يواجه بنوكًا عملاقة مضى على وجودها بالسلطنة 25 عاما، وأمام هذا التحدي كان عليَّ أن أجعل البنك العربي مؤسسة ناجحة بالسلطنة لها وجودها وحيثياتها ومساهماتها في تمويل المشاريع، على اختلاف انواعها الحكومية منها والخاصة.

تعليق عبر الفيس بوك