نوفّر وضعًا خاصًا للزائرين العمانيين ونسعى للتوسّع في برامج التبادل الطلابي والثقافي
الرؤية - نجلاء عبدالعال
ثمّن سعادة أرجان موقاش سفير جمهورية كازاخستان في سلطنة عمان دور صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في دعم ومساندة مسيرة بلاده منذ استقلالها. وقدم سعادة السفير خلال مؤتمر صحفي عقد أمس بسفارة جمهورية كازاخستان بمناسبة الذكرى 25 سنة على استقلال كازاخستان نبذة عن الإنجازات التي شهدتها الجمهورية الوسط آسيوية. وقال سعادة السفير إنّ الزيارة الرسمية المتوقعة لمعالي الوزير يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العمانية إلى كازاخستان بدعوة من نظيره الكازاخستاني معالي الوزير إيرلان إدريسوف من المنتظر أن تسهم في تنشيط العلاقات بين البلدين الصديقين.
وأشار سعادته إلى أنّ سلطنة عمان كانت من أولى البلدان العربية التي اعترفت باستقلال كازاخستان حيث بدأت العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية كازاخستان وسلطنة عمان بتبادل المذكرات الخاصة في 27 أبريل عام 1992م. وقال إنّ هناك تشابها كبير بين السياسة التي تتبناها كل من سلطنة عمان وجمهورية كازاخستان والتي تتبنى الالتزام بمبدأ التعددية، وبناء عالم السلم، والأمن والتنمية، والفعالية العالية في المساهمة في التنسيق لحل المشكلات بين الدول الأخرى. وأوضح أنه في ظل قيادة فخامة الرئيس المؤسس نورسلطان نزارباييف أطلقت كازاخستان مبادرات دولية هامة، مثل مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا (السيكا) ومؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية الذي يعقد كل ثلاث سنوات. كذلك ترأست كازاخستان المنظمات الرئيسية مثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة التعاون الإسلامي، وأيضا الدولة تستمر في تقديم المبادرات العالمية والإقليمية الهامة مثل إنشاء العالم الخالي من السلاح النووي والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، مؤكدا أنّه خلال العقدين أصبحت كازاخستان نموذجًا مثاليا في التاريخ الاقتصادي والجيو سياسي الناجح. أبدت الدولة رغبتها لتكون شريكا آمنا في الإقليم الذي يتعرض لعديد من التحديات.
وتحدث عن التطور الاقتصادي الذي شهدته كازاخستان قائلا إنّ الربع قرن الماضي شهد تضاعف القوة الاقتصادية لكازاخستان، وارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 13 ألف دولار، وهو مستوًى مشابه لمستوى تركيا وماليزيا والبرازيل، ومعظم دول أوروبا الشرقية، كما أنّ كازاخستان دخلت في عام 2014 في قائمة الدول 50 الأكثر تنافسية في العالم، وحاليا تستهدف الإستراتيجية الوطنية " كازاخستان - 2050" دخول قائمة الدول 30 الأكثر تطوراً في العالم، وذلك عبر تغيرات ضخمة حددها الرئيس نور سلطان نزارباييف في خطة الـ 100 خطوة لتنفيذ الإصلاحات المؤسسية الخمسة.
وأضاف سعادته أنّ العلاقات الثنائية بين عمان وكازاخستان متينة على جميع الأصعدة حيث قام رئيس كازاخستان بزيارتين رسميتين للسلطنة في عامي 1997 و 2008، كما منح الرئيس نازاربايف صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وسام "الصداقة" وهو أعلى جائزة من جمهورية كازاخستان، وذلك لمساهمته البارزة في تطوير وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.
وأعرب السفير عن جزيل الشكر والتقدير للحكومة العمانية على دعمها في ترشيح كازاخستان في العضوية غير دائمة في مجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة في الفترة 2017-2018 ويأمل أن يواصل الطرف العماني دعمه ترشيح كازاخستان في جميع مراحل التصويت للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن. وأشار إلى أنّ هذا الدعم ليس جديدًا على سلطنة عمان التي كانت الأولى بين الدول العربية التي أقامت علاقات اقتصادية مع كازاخستان في الأيام الأولى من استقلالها، وقدمت السلطنة المساعدة الملموسة في تطوير عاصمة كازاخستان الجديدة - أستانا. ففي عام 1998 منح السلطان قابوس 10 مليون دولار لإنشاء "قصر السلطنة التي تعتبر واحدة من أجمل المباني في المدينة، وكانت عمان أحد المشاركين الرئيسيين في إنشاء مشروع خط أنابيب بحر قزوين في التسعينيات، وفي الوقت الحاضر تشارك شركة "نفط عمان" الحكومية في تطوير حقل "لؤلؤة" النفطي في القطاع الكازاخستاني من بحر قزوين والحقل دونجا البرية في محافظة مانغيستاو.
وتطرق سعادته إلى تطور التعاون في المجال الثقافي والتعليمي بين البلدين ومن بين أمثلته التعاون بين جامعة السلطان قابوس والجامعات الرائدة في كازاخستان، وخلال السنة الحالية هناك عدد من الطلاب الكازاخستانيين بجامعة السلطان قابوس، وكذلك يدرس الطلاب من كازاخستان في كلية البحرية الدولية في صحار وذلك في مجالات النقل البحري والملاحة. وفي المجال الثقافي شاركت فرقة الرقص الشعبية الكازاخية في مهرجان مسقط السنوي فترة 14 يناير و 14 فبراير عام 2016، كما يشارك فريق الدراجات "أستانا" بنجاح منذ عام 2012 في المسابقة الدولية السنوية "طواف عمان".
