م. إبراهيم المعمري *
استكمالا لحديثنا السابق حول ثقافة ريادة الأعمال، نُواصل سرد مفردات هذه الثقافة من جميع جوانبها المختلفة، والتي تمثل في مجموعها الأضلاع الثلاثة لمثلث النجاح؛ وهي: التشريعات، والجهات الداعمة، إضافة إلى رائد العمل نفسه، والذي يعتبر القاعدة التي يقوم عليها هذا المثلث.
وعليه، فإنه عندما نتحدث عن الأمر الأول وهو التشريعات، فإننا نعني بذلك القوانين والأنظمة التي تؤطر جانب ريادة الأعمال، وتساعدها على التكيف والنمو والإزدهار. فمتى ما وجدت القوانين والتشريعات الكفيلة بتشجيع هذه الثقافة، وتوفير الأرض الخصبة لها، فإنَّه بلا شك سيمثل ذلك رافدا مهما يلهم رجال الأعمال، ويدفعهم إلى الريادة، سعيا لتحقيق طموحاتهم وأهدافهم، وصولا إلى دفع عجلة الاقتصاد وتنميته، وانتهاء إلى التكامل المنشود لنا جميعا. أما ثاني قواعد ريادة الأعمال وهي الجهات الداعمة، فإنها تعتبر ركيزة مهمة يستند إليها رواد الأعمال في مراحلهم الأولى. ويتمثل هذا الدعم في مختلف جوانبه المالية والإدارية والفنية والإشرافية وغيرها.
... إنَّه من البديهي أن يلعب الدعم الذي تقدمه الحكومات -ممثلة في مؤسساتها المدنية والتمويلية- دورا بارزا لرفع كفاءة رواد الأعمال. أما أهم أضلاع مثلث النجاح، فيتمثل في رواد الأعمال أنفسهم الذين تقوم عليهم عجلة النجاح، وتستمر بهم في الدوران حول محور العمل والمثابرة والاجتهاد. إنه من المسلمات أن نُدرك بأنَّ قصة النجاح تقوم على من ابتكرها، ونهض بها، وسعى عليها، وأخلص عمله، وبذل جهده حتى تحقق له ما أراد. وعليه، فإننا نؤكد على أنَّ رواد الأعمال يحتاجون لصبر ومصابرة وجهد ومتابعة، وأنهم يجب أن يواصلوا مسيرة الريادة دون توقف أو تردد. إنَّ رحلة ريادة الأعمال طريق شاق تتخله العديد من العقبات، وتعترضه الكثير من المطبات والمنغصات، التي تحتم علينا التحلي بالصبر والتخلي عن اليأس؛ لأنه لابد دون الشهد من إبر النحل. وما قيل:
وما استعصى على قوم منال... إذا الإقدام كان لهم ركابا
... إنَّ الشركة العمانية للمصافي والصناعات البترولية "أوربك" لتؤمن بأهمية ريادة الأعمال وتجعلها في مقدمة أولوياتها؛ لذلك فهي تعمل على تأصيل هذه العناصر الثلاثة والمتمثلة في التشريعات والدعم ورائد العمل؛ فكانت توجهاتها وسياسات عملها متوافقة مع هذه العناصر، خدمة لريادة الأعمال، وتأكيدا للمشاركة الفاعلة في مسيرة بناء الاقتصاد العماني، ماضين قدما خلف التوجيهات السديدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.
* مدير دائرة القيمة المحلية المضافة - "أوربك"
