إسحاق الشرياني*
كثيرًا ما ننسى أن نتذكر تلك الأفكار عندما كنا صغارًا نرسمها على جدران بيوت القرية تارة وتارة أخرى نشخبط بأقلامنا في دفاتر وكتب المدرسة.. أشياء خطرت تلك اللحظة في أذهاننا وفي كلتا الحالتين كنا نجد التوبيخ أحيانًا من آبائنا وأمهاتنا في المنزل والمعلم المدرسة؛ وكل ذلك لسبب أننا كنا نكتب ونرسم أشياء هنا وهناك لا حول منّا ولا قوة دون تركيز منا فيما كتب في السبورة ولا لجمال بيوت القرية كل ذلك لإبقاء المكان نظيفًا نظرًا لاهتمامهم الكبير بذلك..
بعد سنين مضت وما إن كبرت حتى عرفت الحقيقة المؤلمة في أنني لم أكن أعلم أنَّ تلك الرسومات والشخابيط ستكون كنزًا ثمينًا ليوم من الأيام إن حولتها لواقع!
إنّ استثمار الأفكار يجعلك تحول أهدافك إلى واقع؛ وكمثال حي على ذلك لكم في فطور فارس أسوة.. حينما بدأت الفكرة في تغريدة عبر هشتاق #فطور_فارس حتى تحول فيما بعد إلى كيان قائم يعرفه القاصي والداني في مدينة جدة وضواحيها؛ تلك الفكرة التي لم يكن صاحبها يعلم بأنّها ستصبح ذات شأن في حياته وغيّرت من أسلوب حياته والكثيرون من حوله؛ وذلك بما تحمله تلك الفكرة من رصيد لا يقدر بثمن قط!
وإنّه لمن المؤسف جدًا في عالمنا اليوم أننا لا نعطي لأفكار وتخيّلات أبنائنا أيُّ اهتمام يذكر..
وأننا كل ما نرجوه هو أن يكرس حياته للدراسة والجامعة ومن ثم الوظيفة.. ولكننا لو تفكرنا قليلًا واهتممنا بأفكارهم منذ الصغر وساهمنا معهم لتحقيقها لأجل المستقبل لأصبح الطفل الصغير غدًا ذو شأن عظيم بين أقرانه..
عزيزي الريادي الطموح:
اصنع من أفكارك واقعا يجعلك تعيش سعيدًا بنفسك وبشخصك وبفكرتك؛ تصبح بعدها
شخصا يشار له بالبنان بلا شك فلا تهمشها وحافظ عليها من أن تهرب منك وتصل في يد أحدهم"
· معد دراسات جدوى اقتصادية ورئيس مركز الطموح الشامخ