"لغة الثأر" تكتب سطور اللقاء المرتقب بين أتليتكو والريال بنهائي "أبطال أوروبا"

الرؤية - أحمد السلماني

تستعد العاصمة الأسبانية مدريد لأن تطلق أفراحها مساء بعد غد السبت عندما يلتقي فريقا ريال مدريد ومنافسه أتليتكو مدريد في نهائي دوري أبطال آوروبا على ملعب سان سيرو بميلانو في إيطاليا.

وسيسعى أتلتيكو مدريد للثأر من غريمه التقليدي الريال الذي حرمه من التتويج بأول ألقابه في البطولة الكبرى قبل عامين في لشبونة. ورغم مرور عامين على نهائي لشبونة، إلا أن الذكرى لا تزال حاضرة في أذهان لاعبي وجماهير أتليتكو (الروخيبلانكوس) الذي كان على وشك التتويج بالبطولة لأول مرة في تاريخه، لولا رأسية سرخيو راموس التي أدركت التعادل للميرنجي في اللحظات الأخيرة من المباراة. وبعد الهدف الذي حوله راموس برأسه من ركلة ركنية للوكا مودريتش في الدقيقة 93 ليدرك التعادل للريال الذي كان قد تأخر في النتيجة عن طريق الاورجواني دييجو جودين، انهار الاتلتي في الوقت الإضافي بأهداف الويلزي جاريث بيل والبرازيلي مارسيلو والبرتغالي كريستيانو رونالدو.

وعمل سيميوني على تأهيل فريقه والتركيز على النهائي الكبير والتضحية بالدوري المحلي إدراكا منه بصعوبة المهمة محليا بوجود العملاقين برشلونة الذي اقتنص اللقب والريال الوصيف ليخسر في الجولة قبل الأخيرة ويخرج من السباق المثير ويركز على الثأر في النهائي المرتقب في نبوءة تحدث عنها فور خروجه قبل عامين بأنه سيثأر، وها هو اليوم يرى تلك النبوءة التي توقعها والتي قد يحققها، في ميلانو، حيث سيكون أتلتيكو قد تعلم من درس الهزيمة وأصبح أكثر استيعابا لأسلوب مدربه دييجو سيميوني، القائم على الإغلاق في الخلف والصلابة في الدفاع.

ولا يزال التتويج بالكأس ذات الأذنين حلما يراود لاعبي الاتلتي بين الفينة والأخرى مثل مدافع الفريق جودين، الذي صرح بذلك عندما جدد عقده في 2015. وبمجرد تأهل الريال للمباراة النهائية، تجنب أتلتيكو مدريد ولاعبوه وجهازه الفني الحديث عن أن المباراة ستكون ثأرا من نهائي لشبونة، واعتبروها "فرصة جديدة" تسنح لهم مجددا. وتضع كرة القدم من جديد الأتلتي على أبواب لقب مستعصي عليه منذ 42 عاما، وسيمثل اجتيازه ثأرا حلو المذاق وسيحقق الهدف المنشود للروخيبلانكوس.

من جانبه، يسعى الفريق الملكي إلى حصد لقبه الـ11 في تاريخ البطولة ومحاولة إنقاذ موسمه الثاني بدون ألقاب بتحقيق اللقب الكبير وبالتخصص، الريال وبعد الأنباء التي تحدثت عن إمكانية زج مدربه زيدان بهداف الفريق رونالدو الذي تعافى من إصابته إلا إنه وحتى يوم أمس لم يكمل الحصص التدريبية حتى النهاية.

وسيعول زيدان على الويلزي القاطرة غاريث بيل في خلخلة دفاعات الخصم ومحاولة إقتناص هدف مبكر رغم التنظيم الدفاعي القوي لأتليتيكو وهو ما وضح جليا في مباراتيه التي أقصى فيها أقوى فرق أوروبا والعالم برشلونة وبايرن ميونيخ على التوالي، وبالتالي فإنّ تأخر التسجيل بالنسبة للريال يعني صعوبة المهمة.

أوراق كثيرة لدى زيدان قد يدفع بها في المباراة وخطورة الفريق الملكي تبدأ من الأطراف مارسيلو وكاربفاخال ومن العمق من لاعبي الارتكاز مودريتش وكروس في مد وصنع الكرات لجاريث بيل ورونالدو في حين يمثل وجود راموس وبيبي وفاران في قلب خطي الدفاع صمام أمان لتأمين مرمى نافاس حارس ريال مدريد، كما وأن اللاعب في غاية الأهمية قد يزج به زيدان وهو لاعب العمق الدفاعي كاسميرو، اللاعب الحر والذي قد تناط به عملية مراقبة والحد من خطورة المهاجم الفرنسي جريزمان أخطر مهاجمي أتليتكو مدريد.

تعليق عبر الفيس بوك