المؤتمر الدولي للاستثمار في النخيل والتمور يختتم أعماله اليوم.. وتوصيات مرتقبة بوضع آليات عملية لتعظيم الاستفادة من القطاع

المناقشات تركز على تبادل الخبرات والاطلاع على التجارب الناجحة

استعراض التقنيات الحديثة لمعاملات ما بعد الحصاد وخزن التمور والمقاييس المعتمدة لجودة التمور

المؤتمر يتداول أفضل السبل لتصنيع وتسويق التمور ومنتجات النخيل

توقعات بارتفاع مردود قطاع التمور خلال السنوات المقبلة مع تحسين إنتاجية الأصناف الجيدة

تواصلت لليوم الثاني على التوالي أعمال المؤتمر الدولي للاستثمار في قطاع النخيل والتمور "الواقع والآفاق" الذي تنظمه المديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة بديوان البلاط السلطاني بهدف التعرف على الرؤى العالمية في هذا المجال وتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب التسويقية الناجحة ووضع المقاييس المعتمدة لجودة التمور ومنتجاتها.

وعقدت الجلسة الأولى في اليوم الثاني للمؤتمر بعنوان "التقنيات الحديثة لمعاملات ما بعد الحصاد وخزن التمور" وترأسها الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام جائزة خليفة الدولية للابتكار الزراعي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومقرر الجلسة المهندس سليمان بن سعيد العبيداني مساعد المدير العام لمشروع المليون نخلة، وشارك في الجلسة كل من إياد الطويل وأسعد حميد من وزارة العلوم والتكنولوجيا بجمهورية العراق والدكتور إبراهيم الجبوري من جامعة بغداد والدكتور مجدي بن محمد بن قناوي فواز مهندس استشاري بالحدائق والمزارع السلطانية بشؤون البلاط السلطاني والدكتور خالد بن محمد الشعيلي من وزارة الزراعة والثروة السمكية. والدكتورة آلاء سلمان وخلفان الشرجي وراشد الحبسي من وزارة الزراعة والثروة السمكية

الرؤية - فايزة الكلبانية

واستعرض بداية إياد الطويل من وزارة العلوم والتكنولوجيا بدائرة البحوث الزراعية بجمهورية العراق ورقة عمل حول "استثمار التقنية النووية وعناصر المكافحة المتكاملة لحشرات عث التمور في بساتين ومخازن التمور في العراق كنموذج للدول الأخرى، أوضح فيها بأنّهتصيب أنواع العث التابع لجنس Ephestia spp. الذي يضم عثة التين E. cautella وعثة الكشمشE. figulilella وعثة الزبيب E. calidella التمور في البساتين على العذوق قبل قطافها ومن ثم تنتقل مع التمور الى المخازن وتحدث ضررا كبيرا إذا تركت دون اعتماد التقنيات التقليدية أو الحديثة لمكافحتها ،لأنه دون ذلك تصبح التمور المخزونة تالفة وغير صالحة للاستهلاك البشري.

وأشار إلى أنه وللحد من هذه الإصابة بالعراق الذي ينتج بين 600 -700 ألف طن من التمور سنويا ، أنجزت مجموعة من الدراسات لاستعمال التقانات المقبولة بيئياً المتمثلة في التقنية النووية وعناصر المكافحة المتكاملة ودهان الجدران المدعم بمواد غير ملوثة للبيئة والإنسان بديلا لغاز بروميد المثيل الذي منع استخدامه دولياً لكونه مادة مسرطنة ومستنزفة لطبقة الأوزون بموجب اتفاقية مونتريال. وأظهرت النتائج أن جرعة أشعة كاما القاتلة لكافة أدوار حشرات عث التمور هي 0,7 كيلو غري (700 غري) حيث سببت هذه الجرعة عقما كليا في حشرات عث التمور التي وجدت بالتمور المشععة (1-2 يوم) بعد التشعيع مقارنة بحشرات معاملة المقارنة التي كانت خصبة (نسبة فقس البيض 87%) . أما فحص التمور المشععة بعد (30-180 يوما) فلم تشر إلى وجود أي حشرة حية داخل عبوات التمور المشععة فضلا عن ذلك أشارت نتائج فحوصات السمية إلى عدم تأثر المكونات الأساسية للتمور بأشعة كاما، ولذا أقرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الصحة الدولية ومنظمة الغذاء والزراعة الدولية صلاحية التمور المشععة للاستهلاك البشري.

وأضاف: لقد أشارت نتائج استعمال المكافحة البيولوجية بإطلاق متطفلي البيض Trichogramma evanescens واليرقات Bracon hebetorلوحدها أو مع الفرمونات والفرمونات المربكة لعملية التزاوج Dismate PE إلى أن معدل النسبة المئوية لإصابة التمورلم تتجاوز 1.4% مقارنة مع 17.9% في المقارنة بعد ستة أشهر من الخزن. ولغرض استكمال الوسائل النظيفة تنفذ حاليا تجربة ريادية يستعمل فيها دهان الجدران Inesfly المدعم بمواد غير ملوثة للبيئة والإنسان والتي هي قيد المتابعة حاليًا قد تكون مشجعة في المستقبل للسيطرة على حشرات عث التمور في مخازن التمور في العراق والدول العربية المنتجة للتمور.

آفات التمور المخزونة

فيما ألقى الدكتور مجدي فواز مهندس استشاري بالحدائق والمزارع السلطانية بشؤون البلاط السلطاني ورقة عمل بعنوان "الإدارة المستنيرة لآفات التمور المخزونة" أوضح فيها إن الإجراءات التي يجب اتباعها في الحقل هي فحص التمور قبل جمعها بفترة كافية وهي على النخلة للتعرف على مدى إصابتها ببعض حشرات المخازن والمعروف أنها يمكن أن تصيب ثمار النخيل في الحقل وتنتقل مع التمور إلى المخزن إضافة إلى التخلص من التمور المتساقطة وعدم خلطها مع التمور التي يتم جمعها من النخلة ويجب جمع التمور في موعدها المحدد للتقليل من فترة تعرضها للإصابة بالحشرات.

وأشار إلى أنه عند نقل التمور لأماكن التعبئة والتخزين يجب استخدام وسائل نقل نظيفة وخالية من أية بقايا أو مخلفات المحاصيل الزراعية الأخرى خاصة التمر الملتصق على جدرانها من المحصول السابق .. أما في المخازن فيجب الاهتمام بالنظافة العامة في المخازن والمكابس والتخلص من بقايا التمور من المواسم السابقة والتأكد من تغطية الفتحات والمنافذ الموجودة بالمخزن بسلك ذي ثقوب ضيقة لمنع دخول الحشرات والفئران.

طرق التجفيف

من جانبه أوضح الدكتور خالد بن محمد الشعيلي رئيس قسم بحوث الصناعات الغذائية بوزارة الزراعة والثروة السمكية في ورقته "الطرق الحديثة لتجفيف التمور" أن ثمار النخيل يتم استهلاكها في الأطوار الثلاثة الأخيرة من النضج وهي البسر والرطب والتمر وقد تتم عملية إنضاج الثمار وتجفيفها إلى مرحلة التمر على النخيل كما في حالة "الفرض" أما في أغلب الأصناف الأخرى مثل"النغال والخلاص" فتتم عملية إنضاج الثمار بقطفها وتجفيفها على الأسطح مؤكدًا أن هذه الطريقة تؤدي إلى تلف قسم من المحصول نتيجة لتعرضه للعوامل الجوية والحشرات والطيور.

وأشار الشعيلي إلى أن الباحثين بقسم الصناعات الغذائية بوزارة الزراعة والثروة السمكية قاموا بتجارب عديدة للحصول على التصميم الأمثل لغرفة تستخدم لغرض تجفيف ثمار النخيل وتم التوصل لتصميم يعتمد على تجميع الحرارة اللازمة لعملية الإنضاج/التجفيف/ مع التهوية المناسبة ضمن حيز يحمي الثمار من عوامل التلف المختلفة التي تم تطويرها لاحقاً لتصنع من مادة /البولي كربونيت/ لضمان الحصول على نتائج إيجابية منوهًا إلى مراعاة حصاد الثمار بطريقة صحيحة وبعناية في مرحلة نصف الرطب أو بمجرد بدء طرف الثمرة البعيد عن العنق بالترطيب.

تصنيع التمور

أما الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان "تصنيع وتسويق التمور ومنتجات النخيل"وترأسها الدكتور رعد البصام استشاري التخمرات الصناعية من الولايات المتحدة الأمريكية، ومقرر الجلسة المهندس أسعد المسروري مساعد مدير دائرة التربة والمياه والري، فقد ناقشت مشاريع استثمار المنتجات الثانوية للنخيل (مخلفات النخيل) وتصنيع الخل من التمور العمانية ودور الهيئة العامة للصناعات الحرفية في تطوير الصناعات الحرفية المرتبطة بالنخلة والمشتقات الرئيسية للتمر في الجزائر وإنتاج وتسويق التمور في تونس وتنظيم قطاع نخيل التمر وتطوير الأغذية الزراعية بالإضافة إلى عرض فيلم قصير عن تصنيع منتجات وأثاث من النخيل.

وشارك في الجلسة كل من المهندس فؤاد منصور استشاري بوزارة شؤون الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة والدكتور خالد بن محمد الشعيلي من وزارة الزراعة والثروة السمكية وسليمان بن حمدان الحارثي ومحسن بن علي العوفي من الهيئة العامة للصناعات الحرفية والدكتور عبد العزيز بن عزيز من جامعة بسكارة بالجزائر والدكتور محمد صالح من المركز الدولي للبحوث الزراعية "إيكاردا" وجون بيكر مدير الصناعات الغذائية بصندوق الاحتياطي العام للدولة وسعيد بن سالم الوردي من مشاريع ابن الوردي المتحدة.

وقال الدكتور رعد البصام أستاذ التقنية الحيوية بجامعة براورد بالولايات المتحدة الأمريكية رئيس الجلسة الثانية: إن تطور علوم التقنية الحياتية يعد أحد العلوم الحديثة التي تبحث في توفير بدائل طبيعية واقتصادية مهمة لسد حاجة تطور الإنسان عن طريق استخدام الأحياء الدقيقة مثل البكتيريا والخمائر في إعادة تصنيع تمور الدرجة الثانية والتمور الرديئة خارج التسويق الزراعي وتحويلها إلى منتجات جديدة ذات قيمة غذائية واقتصادية كبيرة.

صناعات حرفية مرتبطة بالنخلة

وفي ورقة عمل مشتركة للهيئة العامة للصناعات الحرفية أكد سليمان بن حمدان الحارثي خبير الصناعات الحرفية ومحسن بن علي العوفي مدير دائرة التدريب والإنتاج الحرفي أن تنمية قطاع الثروة الزراعية لاسيما النخيل، تعد خطوة هامة نحو الاستفادة القصوى بما تجود به هذه الشجرة المباركة خاصة في السلطنة التي تزخر بأفضل وأجود أنواع نخيل التمور وأشهرها وكانت مصدر دخل لعدد كبير من المزارعين وتساهم بشكل مباشر في رفع المستوى المعيشي للفرد آنذاك.

واستعرض الباحثان نبذة تاريخية عن الصناعات الحرفية المرتبطة بالنخلة والأهمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للصناعات الحرفية المشتقة من خام النخيل.

من جانبه قال الدكتور محمد بن صالح منسق مشروع إنتاج نخيل التمر بدول الخليج العربي بالمركز الدولي للبحوث الزراعية إيكاردا إن قطاع التمور بتونس يمثل مثالًا للتنظيم ابتداءً من الإنتاج على الحقل الى حد الترويج والتسويق وقد نجحت تونس في تسويق نسبة كبيرة من الإنتاج تفوق النصف على مستوى الأسواق الخارجية.

فيلم " الدروازة"

وقد تمّ خلال هذه الجلسة عرض فيلم وثائقي قصير لسعيد بن سالم الوردي من مشاريع ابن الوردي المُتحدة عن "الدروازة" تطرق إلى بدايات "الدروازة" في مجال تحويل بقايا النخيل إلى منتجات وأثاث وتصنيع الغرف والمظلات بطابع معماري حديث مبتكر يحاكي الماضي حيث أعطى الفيلم فكرة واضحة عن علاقة "الدروازة" والنخلة.

إنتاج وتسويق التمور

وفي الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز الجنوبي من جامعة الملك سعود، واصل الباحثون الحديث عن تصنيع وتسويق التمور ومنتجات النخيل واستعرضوا عدة أوراق عمل منها تحسين القدرة التنافسية لقطاع التمور وجهود وزارة الزراعة والثروة السمكية في الارتقاء بالنخيل في السلطنة والملامح التسويقية للبلح في محافظة الوادي الجديد بمصر والمكافحة الميكانيكية لسوسة النخيل الحمراء وإعادة تدوير مخلفات النخيل.

وشارك في هذه الجلسة كل من أندريس دي ليون من المنطقة الحرة بإمارة الفجيرة والدكتورة مها بنت خميس البلوشية والدكتور عرفان بوت والبروفيسور شهيد بهيان من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس والدكتور ماهر بن محمد بن عبد الحافظ من المعمل المركزي لأبحاث النخيل بجمهورية مصر العربية والدكتور عمر الجابري أستاذ مساعد ومتخصص في إدارة الأعمال والاقتصاد بجامعة السلطان قابوس والمهندس منير حسين اللواتي مدير عام التخطيط والتطوير بوزارة الزراعة والثروة السمكية والدكتور نبوي متولي من مؤسسة الأخضر العالمية بإيطاليا والمهندس كريم أحمد لاشين خبير أمراض فطرية ومحمود زهران المدير التنفيذي لشركة نجوم الهفوف للتجارة.

وقال ماهر بن محمد بن عبد الحافظ الباحث بالمعمل المركزي لأبحاث النخيل بجمهورية مصر العربية إنه بالرغم من أهمية محصول البلح في محافظة الوادي الجديد الذي يعتبر المحصول الرئيسي في المحافظة إلا أنّ المحصول تواجهه مجموعة من التحديات المتعلقة بالجوانب التسويقية مستعرضًا بعض الملامح التسويقية للبلح في محافظة الوادي الجديد من وجهة نظر تجار الجملة والتجزئة بالمحافظة.

من جانبه أكد المهندس منير بن حسين اللواتي مدير عام التخطيط والتطوير بوزارة الزراعة والثروة السمكية أن النخيل يعتبر المحصول الأول في السلطنة من حيث التعداد والانتشار بنظام بيئي متكامل حيث يوجد في السلطنة أكثر من8 ملايين نخلة لأكثر من 250 صنفًا موضحًا أنها ميزة تنفرد بها السلطنة حيث تلامس النخلة المجتمع العماني بكافة تفاصيله وتدخل في جميع مفرداته فمن النخلة الغذاء ومنها الدواء ومنها الكساء.

واستعرض اللواتي أهم الإحصاءات التحليلية المتعلقة بالنخلة والجهود التي بذلتها وزارة الزراعة والثروة السمكية للارتقاء بها من خلال الإستراتيجية الوطنية للنهوض بنخير التمر مصنفة إلى ثلاثة محاور رئيسية هي المشاريع والدراسات البحثية والتنموية، والمشاريع والدراسات الاستثمارية والتسويقية للتمور العمانية، والمشاريع الإرشادية والخدمية التي نفذتها الوزارة لتطوير النخيل.

من جانب آخر قال الدكتور عمر الجابري أستاذ مساعد ومتخصص في إدارة الأعمال والاقتصاد بجامعة السلطان قابوس إن تحسين القدرة التنافسية لقطاع التمور تدريجيًا مع وضع أهداف استراتيجية لتحسين جودة إنتاج التمور ورفع الإنتاجية لتصل على الأقل 100 كجم للنخلة سيعود بالنفع على المزارعين وعلى الناتج المحلي الإجمالي كما أنّه سيكون داعما للأمن الغذائي.

وتوقع الجابري في هذه الحال أن يرتفع مردود قطاع التمور خلال السنوات القادمة وأن يتم فيها إحلال نسبة من النخل ذي الأصناف الرديئة والأشجار القديمة إضافة الى تحسين إنتاجية الأصناف الجيدة مع توفير الدعم التسويقي وتوفير البيانات الصحيحة لمعرفة مقدار التنافسية حتى يعود التمر العماني منافسًا في الأسواق العالمية.

تعليق عبر الفيس بوك