"التربية" تكرم 140 طالبًا وطالبة من الفائزين بمسابقة حفظ القرآن الكريم على 6 مستويات

"تعليمية الداخلية" أولا وجنوب الباطنة ثانيا وشمال الشرقية ثالثا

مسقط - وضحى الجهورية - محمد خلفان

تصوير/ خلفان الجلنداني - يوسف العويسي

كرم فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر الفائزين بمسابقة حفظ القرآن الكريم للعام الدراسي 2015/2016م بحضور سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج، ومديري عموم ديوان عام الوزارة والمحافظات التعليمية، ومديري الدوائر بالوزارة والمشرفين الأوائل ومشرفي ومعلمي مادة التربية الإسلامية. وضمت قائمة الفائزين أكثر من 140 طالبا وطالبة تنافسوا على حفظ القرآن الكريم في 6 مستويات مختلفة هي حفظ جزء واحد من القرآن الكريم وحفظ جزءين متتاليين، وحفظ ثلاثة أجزاء متتالية، وحفظ أربعة أجزاء متتالية، وحفظ خمسة أجزاء متتالية، وحفظ عشرة أجزاء من القرآن الكريم. وأضيفت هذا العام مسابقة خاصة بالطلبة ذوي الإعاقة ومسابقة إتقان التلاوة والصوت الحسن، وحصلت تعليمية الداخلية على المركز الأول وجاءت تعليمية جنوب الباطنة في المركز الثاني، وتعليمية شمال الشرقية في المركز الثالث.

وافتتح الحفل بتلاوات من آيات الذكر الحكيم للطالب يوسف بن عبدالله الحبسي، والطالب عبدالعزيز بن إبراهيم النعماني، والطالبة جنة بنت فهد العبرية، والطالبة لطيفة بنت هاشل الحارثية. وألقى حمد بن سالم الراجحي مدير دائرة التربية الإسلامية كلمة الوزارة قال فيها: تأتي عناية وزارة التربية والتعليم بكتاب الله تعالى على رأس أولوياتها باعتباره منهاجا تربويا خالدا يستقي منه المسلم ما يصلح به شؤون حياته كلها، وكان من هذه اللفتة الكريمة أن خصصت مقررات دراسية للعناية بعلوم القرآن الكريم تلاوة وحفظا وفهما وتفسيرا وفق المراحل العمرية المتعددة، وهيأت المعلمين والمعلمات بتخصيص برامج تدريبية في التلاوة والتجويد على أرفع المستويات لنيل الإجازة برواية حفص بن عاصم.

وأضاف الراجحي أنّ مسابقة القرآن الكريم السنوية تأتي تتويجا لهذا الجهد المبارك، حيث جددت الوزارة في صيغتها ومقرراتها وآليات تحكيم مستوياتها فقد اشتملت على مسابقة عامة في ستة مستويات لمدارس التعليم الأساسي وما بعد الأساسي بحيث يتدرج مقرر الحفظ من جزء واحد وحتى عشرة أجزاء، والمسابقة الخاصة وهي للطلبة ذوي الإعاقة السمعيّة والفكرية وخصص لها قدرًا يتناسب مع ملكاتهم وقدراتهم، وأفردت مسابقة أخرى تعنى بجمال الصوت وحسن التلاوة. واختتم كلمته بإشارته إلى أنّ هذه المسابقات جميعا يتم تعميمها على مدارس السلطنة الحكومية والخاصة، وتتابع تصفياتها لجان فرعية برئاسة مديري العموم في كل المحافظات التعليمية، وتشرف عليها لجنة رئيسة برئاسة المدير العام للمديرية العامة لتطوير المناهج، وهذه اللجان مجتمعة تشكل بقرار وزاري مع بداية كل عام دراسي.

وألقى راعي الحفل فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة كلمة رحب فيها بالحضور، وهنأ الطلبة الفائزين وأولياء أمورهم وأساتذتهم على عنايتهم بكتاب الله سبحانه وتعالى، وقال: من شأن المسابقة أن تفتح وعي الطلاب، وتصقل مهاراتهم، وتفتح أذهانهم إلى مزيد من التطلع والطموح نحو النهل من معين كتاب الله حتى يتمكنوا من عمارة أوطانهم بأحسن ما تبنى به الأوطان. وأضاف: نجد أنّ الله سبحانه وتعالى قد لفت أنظارنا إلى حقيقة هي غاية في الروعة والإبداع لو أحسنا النظر فيها وتدبرنا معانيها لما فرطنا فيها قيد شعرة، فالله يمتن على عباده ذاكرًا صفة الرحمة الغامرة الشاملة ممتنًا على عباده أولا بتعليم القرآن ثم بخلق الإنسان ثم بتعليمه البيان في سياق ظاهره الانفصال لكن جوهره وحقيقته تمام الاتصال فعدم وجود رابط بين هذه الآيات هو دليل اتصال هذه المعاني التي اشتملت عليها، وكأنّ هذه الحياة لا تستقيم أبدا إلا بالقرآن.

ووجّه فضيلته كلامه إلى المشتغلين بالتربية والتعليم قائلا: أهم ما يحكم منظومة التربية والتعليم ثلاثة عوامل اشتملت عليها بداية السورة الكريمة أولها: المعلم وكفاءته وروحه وجده واجتهاده وثانيها: المنهج وأي منهج خير من القرآن ولذلك قال "علّم القرآن" أما العامل الثالث فقد خص نفسه في أول السورة بقوله الرحمن فقد خص ذكر هذه الصفة ليبين العلاقة بين المعلم والمتعلم. وعلى المشتغلين بالتربية والتعليم أن يولوا جل عنايتهم بتجويد كفاءة المعلم ورفع مستوى المنهج وتطويره وضبط العلاقة الحاكمة بين هذه الأطراف، وهذه المسابقة مع سائر الأنشطة التي تنفذها وزارة التربية والتعليم هي لبنات في هذا الطريق.

وقدّم طلبة مدرسة الهداية الخاصة من تعليمية جنوب الباطنة أوبريتا تضمّن حوارًا وأدعية حول أهميّة القرآن الكريم في حياة المسلم، وقدم الطالب زايد بن سعيد البوسعيدي من مدرسة أبو الأسود الدؤلي من تعليميّة الداخلية كلمة الطلبة الفائزين قال فيها: كم نحن بحاجة معاشر الطلبة أن ننهل من معين القرآن العذب، فتتشربه نفوسنا فيصبح سلوكا نمارسه في حياتنا، لنكون بحق جيل الأمة الواعد، وأملها المشرق في بناء الحضارة على أساس من الحق والعدل والرحمة والتسامح، إنّها أخلاق القرآن وعقيدته التي تربي فينا هذه القيم، وتجعلنا نسلك مسلك الرعيل الأول الذين أكرمهم الله بنشر عقيدة التوحيد في أرجاء العالم بمبادئهم وأخلاقهم النبيلة. وأضاف: اهتمام الوزارة الموقرة بمسابقة حفظ القرآن الكريم انعكس على حرصنا على المشاركة في فعالياتها، والتنافس لنيل شرف الفوز بالمراكز المتقدمة فيها، وهو تنافس في الخير يرفع درجاتنا في الآخرة إلى جانب ما تساهم به مشاركتنا في هذه المسابقة من حرص على المثابرة والجد في التحصيل الدراسي، فإنه من المعلوم أن حفظ الإنسان لكتاب الله يجعله داخلا تحت مظلة الذين يحفظهم الله تعالى مصداقا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك.

وفي نهاية الحفل كرم فضيلة الدكتور الطلبة ذوي الإعاقة السمعية وطلبة المراكز الأولى والمدارس التي شارك منها الطلبة الفائزون وتكريم المديريات التعليمية الحاصلة على المراكز الأولى.

وقال الطالب محمد بن سعيد الرواحي في الصف العاشر بمدرسة الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي من تعليمية شمال الشرقية والحاصل على المركز الأول من المستوى الأول: سعيد بفوزي لأني حققت التفوق في جانب أفتحر به وهو حفظ القرآن الكريم الذي لو تمسّك به الإنسان كفاه هاديا ومرشدا، وكنت استعد للمسابقة بالاستذكار الدائم واليومي وتخصيص وقت للحفظ وتكرار مراجعة ما أحفظه، ولقد كان للوزارة دور ملموس فقد اهتمت بهذه المسابقة اهتماما كبيرا ورعتها رعاية عظيمة سواء على مستوى المدرسة أم المحافظة التعليمية أم مستوى الوزارة.

وقالت الطالبة داليا مصطفى العفيفي الششتاوي من مدرسة اللكبي للتعليم الأساسي بتعليمية الوسطى والحاصلة على المركز الأول عن المستوى الأول: الشعور بالفوز في مسابقة القرآن الكريم لا يوصف حيث إنّ هذه المرة الثالثة على التوالي التي أحصل فيها على المركز الأول على مستوى السلطنة خاصة في حضور والداي وإخوتي والفضل لله سبحانه وتعالى ومتابعة الأسرة ومدير المدرسة والإدارة التعليمية بمحافظة الوسطى، والحمد لله بذلت كل جهدي ووقتي لحفظ عشرة أجزاء من كتاب الله الكريم، وكنت أحفظ كل يوم صفحة واحدة وأسمعها وأكرر ذلك.

ويشار إلى أنّ المسابقة تهدف إلى تنمية الشعور بأهمية القرآن الكريم، والاعتزاز بمقوّمات الهويّة الإسلامية، وإكساب قيم القرآن الخالدة، وخدمة مناهج التربية الإسلامية في جميع المراحل الدراسية، وتحسين الزاد اللغوي لدى الطلاب، والتنافس في حفظ القرآن الكريم وتلاوته تلاوة صحيحة، وتشجيع الطلاب ذوي الإعاقة السمعية على المنافسة في حفظ كتاب الله، والتعود على شغل الوقت بما ينفع دينا ودنيا، وإكساب الطالب قوة نفسية وحصانة أخلاقية، وتفعيل دور البيت والمدرسة في متابعة الطلبة عند تلاوة القرآن الكريم، وتأكيد دور الوزارة الريادي في العناية بالقرآن، والإسهام في إعداد الطلبة للمشاركة في المسابقات المحلية والإقليمية.

تعليق عبر الفيس بوك