اقتصاديون: "صندوق الرفد".. مؤسسة تمويلية تعزز متانة الاقتصاد الوطني على المدى البعيد

داعم رئيسي لرواد الأعمال ومحفز حكومي لترسيخ ثقافة العمل

< كشوب: السياسات الإدارية الجديدة مكنت الصندوق من تحقيق الكثير من النجاحات

< د. العويسي: "الرفد" مطالب بتبني توجهات إستراتيجية توجِد بدائل جديدة للاستثمار

< الخوالدي: آليات تبسيط الإجراءات وتسهيلها عززت الدور المرجو من الصندوق

أشاد عددٌ من المهتمين بالشأن الاقتصادي بالدور الذي يلعبه صندوق الرفد في دعم قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ باعتباره إحدى مؤسسات دعم الابتكار وتعزيز قدرة الشباب على إيجاد بيئة داعمة لهم في أنشطتهم الاقتصادية التي تخدم المجتمع.. وثمَّنوا في هذا الصدد التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة الداعمة لهذا القطاع الواعد.. وقالوا إن توجه حكومتنا نحو تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يأتي في إطار ترسيخ ثقافة العمل وتعزيز بناء أرضيات اقتصادية تشكل على المدى البعيد نسبة إسهامات كبيرة في الاقتصاد الوطني.

وأشاروا -في حديثهم لـ"الرُّؤية"- إلى أن الصندوق يدعم الطاقات الشبابية وإبداعاتهم ومستمر في العطاء، معتبرين أنه سلسلة مترابطة بحلقاتها لتقوية فكرة العمل وترسيخ جذورها.

مسقط - راشد البلوشي

وقال الإعلامي أحمد كشوب: إن التوجيهات السامية التي أنشئ بموجبها صندوق الرفد، لتعكس الاهتمام السامي بهذا القطاع الواعد وأنه بات من الآن لاعبا رئيسيا في مسيرة النهوض والبناء.. وأضاف: لقد توفَّرت للصندوق الإمكانيات الجيدة المادية والبشرية وتم توزيع الصلاحيات وانتشار الفروع وفرق العمل مما مكن إدارة الصندوق من القرب من رواد الأعمال والتعايش مع تحدياتهم وتذليل كافة الصعوبات والتحديات.

واستدرك كشوب بقوله: إلا أن الأمر لا يزال يتطلب إيجاد تشريعات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومحطة واحدة للرواد لتخليص كافة المعاملات، كما يجب أن يتم توفير إدارة للاستشارات المالية والإدارية في كل الفروع لدعم رواد الأعمال، وإيجاد إستراتجية واضحة للصندوق عن القطاعات الأساسية التي يتم دعمها وفق الفرص الاستثمارية في كل محافظة.

أما د.رجب بن علي العويسي، فقال: إنَّ ما يلاحظه المتابع لأنشطة صندوق الرفد والتسهيلات التي يقدمها للشباب لنمو ثقافة الاقتصاد الحر القائم على قواعد وأسس ضبطية متكافئة، ليستشعر الخطى الحثيثة نحو التحول لاقتصاديات السوق، والاقتصاد التشغيلي وتكوين بدائل متعددة تعزز من وجود الاستثمارات الأجنبية في السلطنة، بما يُسهم في تحقيق شراكات معها للكثير من الأعمال اللوجستية المساندة.. وقال: إنَّ ما تشير إليه النتائج من تعدد المستفيدين من الصندوق والنجاحات التي تحققت للعديد من الكفاءات الوطنية الشابة التي انخرطت في هذا المجال -خاصة فئة الإناث- وتكوين صاحبات الأعمال ورائدات اقتصادية بدأت نتائج إداراتهن لمشاريعهن الاقتصادية تظهر في السوق الوطني، وهذا ما يؤكد على أهمية الاستمرار في هذا النهج والاستفادة من الخبرات الدولية والإقليمية في إدارة صناديق الرفد وتوجيه الموارد نحو تبني إستراتيجيات مستدامة وخلق مشاريع نوعية قادرة على تحقيق رواج اقتصادي نوعي واستثمارات مناسبة.

وتابع د.العويسي: لابد أن يضمن ما يقدمه هذا الصندوق تحولا نوعيا في الأنشطة الاقتصادية التي يقوم بها الشباب من جهة، وكذلك قدرتهم على المنافسة مع المؤسسات الأخرى والأفراد وبشكل خاص العمالة الوافدة في تلك الأنشطة المشتركة، وهو ما يستدعي توفير برامج داعمة تعمل على تأصيل ثقافات مهنية من خلال توجيه الشباب المستفيدين من الصندوق في طريقة إدارة المشاريع وآلية تحديد الدراسات المسحية لرصد النواتج الاستثمارية التي يمكن أن يحققها المشروع، وبالتالي فإن تكوين بيئة مستدامة تعزز من ممارسة المشروع وبيئة معززة للاستثمار يستدعي تعريض المستفيدين من الصندوق للتدريب والتثقيف وصقل المواهب والخبرات لمزيد من التحسن في إدارة هذه المشاريع.. وأوضح أنَّ إيجاد بيئة تنافسية للمشاريع الممولة من الصندوق يعتمد على مستوى الترويج للمنتج ومدى قدرة النشاط على تحقيق المنافسة وإيجاد منطقة جذب له من قبل المواطنين أو الفئات المستهدفة بالمشروع الاقتصادي. وعليه؛ فإنَّ قدرة الصندوق على الاستمرار في تحقيق الأهداف المرسومة لها والتي وجه إليها عاهل البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- يستدعي أن تقوم إدارة الصندوق بتبتني توجهات إستراتيجية للمتابعة والتقييم والتوجيه وإيجاد بدائل وسيناريوهات جديدة للاستثمار في حالة وجود أي إخفاق في المشاريع الممنوحة للشباب أو المستهدفين منها، وأن يصحب ذلك دراسات حالة للمشاريع، وأن يعمل الصندوق في إطار وطني تستفيد منه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في عمليات إدارة المشروع وبناء القدرات الوطنية القادرة على تحقيق الإجادة في مشاريعها الاقتصادية، فإن الامتيازات النوعية والتسهيلات التي يقدمها الصندوق سوف تشكل مدخلا مهما في سبيل تحقيق جدية المستفيدين منه في بناء مشاريع اقتصادية ذات مردود اقتصادي نوعي يسهم بنتائج ريادية على المستوى الشخصي والمجتمعي.

واختتم بقوله: إنَّ المأمول من صندوق الرفد أن يكون أحد حاضنات الابتكار التي تعزز من وجود بدائل أخرى لدى المستفيد من الصندوق في إدارة مشاريعه الاقتصادية، وبالتالي تأتي قيمة الثقة والتمكين وبناء القدرات كأولويات يجب أن يحصل عليها المستفيد من الصندوق من خلال التدريب الذي يقدم له قبل بناء مشروعه الاقتصادي، وعندما تتوفر هذه الإرادة الناتجة عن الشعور الذاتي بأهمية العمل من أجل بلوغ المشروع مستويات عالية في الإدارة والإنتاجية وتتوفر فرص التقييم والمراجعة وإعادة المسار عندها سوف يحقق الصندوق فرصا غير مسبوقة في تعظيم قيمة المنافسة الاستثمارية الناتجة من مشاريع صندوق الرفد.

نظرة حكيمة

فيما يرى الكاتب الصحفي خالد بن علي الخوالدي: إنَّ الصندوق هدية قدمها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- للشباب العماني حتى يكون منتجا ويعتمد على نفسه بعيدا عن حسابات الوظيفة والبحث عنها والذي يأخذ من وقت الشباب الكثير من الجهد. وأضاف: إن نظرة جلالته دائما ما تكون ذات بعد مستقبلي وحكيم وهذه النظرة تتجلى من خلال هذا الصندوق الذي يفترض ان يخلق جيلا من الشباب يعتمد على نفسه ويؤمن بقدراته ويكون الصندوق هو الداعم والموجه لهذه الطاقات والأخذ بيدها إلى طريق النجاح وتحقيق الحلم المستقبلي الذي يطمح له كل شاب.

وأضاف الخوالدي: مع الإيمان بالدور الكبير الذي يقدمه صندوق الرفد في تعزيز مكانة الشباب العماني في سوق العمل المتميز بالمنافسة، إلا أنني أتمنى أيضا من الصندوق أن يتبنى أصحاب الابتكارات والاختراعات ويصيغ لهم جدوى اقتصادية لاختراعاتهم وابتكاراتهم فهم بذلك سيحققون ذواتهم أولا وسيعملون على توفير منتج فريد وغير متشابهة مع المطروح من منتجات التي غالبا ما يغلب عليها التشابه والتكرار والتقليد، كما أن مشروعات كهذه ستكون علامة تجارية متميزة للسلطنة لأنها ستصدر فكرًا آخر ونظرة أخرى للعالم، فسلطنتنا ليست دولة مستوردة بل مصدرة للمنتجات والأفكار الجديدة، كما أتمنى من الصندوق أن يجعل رؤية جلالته أمامه دائما وأن يسعى لتبسيط الإجراءات وتسهيلها للمستفيد، وأن لا تكون هناك تعقيدات أو بيروقراطية.

أما الإعلامية سميرة الجابرية، فأكدت أنَّ صندوق الرفد جاء بمرسوم سلطاني ليشجع الشباب أصحاب القدرات والإمكانيات والطاقات والاختراعات على استغلاله ليقوموا بما يمتلكون وما لديهم ليبثوها على الواقع وتكون لهم كينونه خاصه في الاعمال الخاصة. وتابعت: ومن حيث اطلاعي ومعرفتي بصندوق الرفد وجدت أنه سلاح قوي لدفع الشباب نحو الاستقرار الذاتي والمالي، وما شد انتباهي وإعجابي شروطهم وتعاملهم السلس مع المستفيدين حيث إنه لا يوجد ضغوطات أو احتكار في اﻷعمال وأيضا لا يعود على الصندوق أية فائدة أبدا، فقط يتم وضع خطة متقنة تتوافق مع رواد الاعمال والصندوق.

وأشارت الجابرية إلى أنَّ الصندوق يشجع مختلف المشاريع التي يجد فيها خطه متكاملة تدعم وتقنع الجميع، مشاريع كثيرة نجحت واستغلت العطاء الذي يظهره صندوق الرفد وأصبح لها كيانها ووجودها في سوق العمل وأصبحت تنافس الأعمال اﻵخرى، وهذا ان دل يدل على نجاح الصندوق ومتابعته الدائمة للمشاريع التي يدعمها ويكون حريصا دائما على نجاحها وبنائها منذ وضع اﻷساس. وأوضحت أنَّ الصندوق يغطي طاقات شبابية وإبداعات تعطي الكثير، ولسنا بحاجة سوى أن نختزل تفكيرنا ونظهره لصالحنا، وهذه فرصة لأولئك الشباب الباحثين عن العمل بأن يعدوا العدة ويفكروا ماذا يحتاج سوق العمل أو ما هو العمل الذي يحتاج للتطوير ومنها يبدأ العطاء والتعاون بينه وبين صندوق الرفد الذي أعتبره سلسله مترابطة بحلقاتها وبينه وبين المستثمر لتقوية فكرة العمل وبناء جذورها.

تعليق عبر الفيس بوك