أكدت في المؤتمر الدولي بجنيف اتخاذها تدابير لمنع الظاهرة
جنيف - العمانية
أكدت السلطنة أنّها أخذت لأكثر من عقدين من الزمن ما تضمّنته خطة معالي الأمين العام للأمم المتحدة لمنع التطرف العنيف حيث نبهت إلى تنامي ظاهرة التطرف وخطورتها، وأدركت أهم الأسباب التي تغذي هذه الظاهرة، ووضعت خططا تناولت الجوانب التشريعية والقانونية الكفيلة بتعظيم قيم المساواة بين المواطنين بغض النظر عن الأصل أو الديانة أو العرق ووفرت الحماية بكل أشكالها..مثمنة الخطة مع الإدراك التام للآثار السلبية التي يخلفها أي فكر متطرف على السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان وسيادة القانون .
كما أكدت السلطنة في جلسة رفيعة المستوى في المؤتمر الدولي حول التطرف العنيف الذي عقد بجنيف على أهمية قرار الجمعية العامة رقم 70/254 بتاريخ 12 فبراير 2016 بالأخذ في الاعتبار ملاحظات الدول. مشيرة إلى أن التطرف كمفهوم يفتقد لتعريف محدد حسبما أشارت إليه الخطة؛ ومن هذا المنطلق اختلفت الرؤى ووجهات النظر حسب المفاهيم التي تصف هذه الظاهرة، في حين أن الخلط بينها وبين مفهوم الإرهاب وارد في سياق الخطة؛ مما يستوجب النظر إلى قراءة دقيقة لهذا المفهوم والأسباب المؤدية.
وقال سعادة السفير عبدالله بن ناصر الرحبي المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف الذي ترأس وفد السلطنة في المؤتمر أنّ السلطنة تثمن الجهود المبذولة للتصدي لهذه الظاهرة التي تهدد الاستقرار والأمن والإرث الحضاري الإنساني، مع الإشارة إلى ألا علاقة لهذه الظاهرة بدين أو مجتمع معين كما أنّه لا يجوز وصف دين معين ونسبته إلى جماعات متطرفة لتلصق تهمة بربع سكان العالم حتى لا يفضي ذلك إلى تنامي الكراهية بين الديانات والشعوب، حينما يذكر الإسلام بمجموعة لا تمثله في مبادئه العظيمة وقيمة السامية كما ورد في تسمية هذه المجموعة بـ"الدولة الإسلاميّة."
وأضاف سعادته أنّ السلطنة اعتنت بقيم التسامح في برامجها التعليمية والتثقيفية وفي الخطاب الديني وحذرت من انخراط الشباب في النزاعات المسلحة ووضعت خطة لمواجهة فكر التطرف منذ سنوات اشترك في إعدادها أكاديميون ومتخصصون من مختلف قطاعات الدولة مع التركيز على الجانب التنموي بشكل عام.
وأكد سعادته بأنّ ثقافة التسامح والرؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- في حل النزاعات بطرق سلمية ودعواته المتكررة لتعظيم وإشاعة قيم التسامح والالتزام بمبادئ التعايش وسياسة عدم التدخل في شؤون الغير، والتوجيه بإنشاء مراكز متخصصة أبرزها مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم وإعداد الكوادر القادرة على استيعاب معطيات العصر، والقيام بإعداد ندوات في هذا الإطار قدمها علماء ومفكرون وباحثون ومتخصصون من مختلف ثقافات دول العالم وركزت على قيم ومفاهيم التسامح وتجديد الفكر الديني والفقهي لمواكبة معطيات العصر، بالإضافة إلى جهد برنامج "رسالة الإسلام من عمان" التي تجوب العالم بهدف التقارب والتفاهم بين الشعوب، إلى جانب إنشاء كراسي السلطان قابوس العلمية في عدد من أشهر الجامعات الإسلامية والأوروبية والأمريكية بهدف تعميق أسس الحوار بين الأديان التي أسهمت جميعها بشكل ملموس؛ لتكون سياجًا يحمي المجتمع العماني من الوقوع في الأفكار الدخيلة، التي تدعو إلى العنف والكراهية والتعصب والتشدد والاستبداد بالرأي وعدم قبول الآخر، وغيرها من الأفكار المتطرفة التي تؤدي إلى تمزيق المجتمع.
وأشار سعادة السفير مندوب السلطنة الدائم في جنيف إلى أنه من أسباب التطرف والتي لا يمكن إغفالها أيضا هو التدخل في شؤون الغير ومحاولة فرض فكر وثقافة ومفاهيم تعمل على تعميق تصادم الثقافات والسعي إلى الهيمنة من خلال الاحتلال الذي يحرم الشعوب من حق تقرير مصيرها كما أنّ تنامي ظاهرة كره الأجانب والإسلاموفوبيا تحتاج لشمول ومعالجة في هذه الخطة.
وقد أعرب سعادته في ختام بيان السلطنة عن الأمل في أن تصل الدول جميعها إلى رؤية موحدة وقناعة صادقة للوصول إلى حزمة من الأفكار والرؤى لتنفيذ خطط وطنية تعمل على تجفيف أسباب هذه الظاهرة لتعيش الشعوب في أمن وسلام وأن تلتفت الدول للتعاون مع أجل التنمية بعيدا عن الصراعات وفقا لخطة الأمين العام للأمم المتحدة.
من جانبه أشار معالي الأمين العام للأمم المتحدة في بداية الجلسة رفيعة المستوى لهذا المؤتمر؛ الذي حضره عدد من رؤساء حكومات ووزراء من عدد من دول العالم والسفراء المعتمدين لدى الأمم المتحدة في جنيف إلى ظاهرة التطرف العنيف، وضرورة مواجهتها من قبل دول العالم وفق الخطة التي عرضت في الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت سابق، وما تمّ التوصل إليه من أفكار وما سوف يتم طرحه من خلال هذا المؤتمر.