"أين عصاك يا موسى؟" ضراعةٌ تستمطرُ مُزن السؤالِ لتغسلَ من جوانحِها مرارةَ الانهزام

سعيدة خاطر توقِدُ قناديل الشعر بقبس النص القرآني

 

قراءة: مُحمَّد علي العوض

 

لمن هذه الأغنام؟!

تضرب في بيداء التيه

ترعى شوك الانهزام؟

سيناء تضيق.. تتسع

والنهايات تعود بدايات

تمج دوامة الضياع

عقيمة تستمر مزن السؤال

 

منذ الوهلة الأولى التي تلامس فيها شغاف بصيرتك قصيدة "أين عصاك يا موسى؟" للشاعرة العُمانية سعيدة خاطر الفارسية، تُدرك أنَّك إزاء مشاهد جمالية غارقة في ثيمة التساؤل الممضي، والاستفهام الممعن عبر بنية التناص الحقيقي والمعنوي.. تستمطر الفارسية مزن السؤال الوجودي المقلق، والنابع من تلافيف روح متشظية، مفجوعة بإرهاصات الواقع الذي تسعى لتغييره بإكسير المعجزات، والاستنجاد بكرامات الأنبياء المتجسِّدين في شخصية سيدنا موسى عليه السلام.

تُعد الفارسية في هذه القصيدة مسرحها البيئي/ الواقعي الخاص وهي تسير حافية على أشواك الانهزام، ترعى أغنامها في بيداء التيه، وسدرة اللامنتهى حين تعود النهايات إلى تماس البدايات الأولى.

لقد وظَّفت النصَّ القرآني عبر قصيدتها توظيفا حيًّا، يعكسُ ثقافتها الثريَّة واطلاعها الواسع وارتباطها القوي بالنص القرآني الخالد، ولا عجب في ذلك إن علمنا أن خاطر بجانب تخصُّصها في الثقافة الإسلامية واللغة العربية المتَّسمة عندها بنضارة العبارة، وجزالة السبك وثراء الأسلوب، فقد نشأتْ في مدينة صُور العفية، أقدم مدينة عُمانية استوطنها الإنسان العُماني؛ فقد سكنها الفينيقيون منذ 7000 سنة قبل الميلاد؛ حين كانت عُمان في ذلك الوقت تُسمَّى "مجان"، واشتهرتْ صُور بسُفنها الكبيرة التي بنتها لتمخر عباب المحيطات؛ تجسيدًا لمعنى الانفتاح على العالم والتحاور مع الثقافات الكونية الأخرى؛ وربما أسهمتْ دينامية المكان وتفاعلاته مُجتمعة في إثراء معجمها الشعري وتفجُّر رؤاها الشعرية وحُسن الصنعة.

يُمثل الملفوظ الشعري لعنوان قصيدة "أين عصاك يا موسى؟!" للشاعرة سعيدة خاطر الفارسية جزءًا من البنية العامة للقصيدة، واستهلالا يسير بك رُويدا رويدًا نحو أضابير النص، فقد استدعتْ الشاعرة في عنوان القصيدة نصًّا دينيًّا وتاريخيًّا هو قصة سيدنا موسى - عليه السلام- بالاتكاء على أساس وظيفي يجسِّد التفاعل الخلاق بين الماضي "عهد موسى" وواقعنا الآني المعاصر. وقد حدَّدت من خلال هذا التناص علاقة نصها الحاضر بالنص التاريخي الغائب وتعاملت معه بوعي متحرك ومنفتح.

وتُحيلنا سيميائية عنوان القصيدة إلى اكتشاف نزعة التشظي عند الفارسية ومحاولاتها الدؤوبة للانعتاق من عوالم الواقع الآسن؛ والبحث عن مراغم ومعجزة العصا التي تقيل عثرة اختلال الواقع؛ فالعنوان المتسائل يُعلن عن فحواه، ويهيِّئ القارئ للبحث عن إجابات مُمعنة في المثالية؛ فهو يتميَّز - على مستوى البنية التركيبية - بالاستهلال باسم الاستفهام "أين؟" الواقعة خبرا لمبتدأ محذوف؛ كما أنّها تفيد التكثير كقول المعري:

 

صاح، هذي قبورنا تملأ الرحب

فأين القبور من عهد عاد؟

 

فالتكثيرُ في بيت المعري مُتماثل في صدر البيت "هذي قبورنا تملأ الرحب"، إلا أنه عند خاطر مجازي يعتمد على ذاكرة المتلقي ومعرفته بالسياق التاريخي لكثرة مآرب العصا عند موسى -عليه السلام- فهو مرة يهش بها على غنمه، وأحايين أخرى يتوكأ عليها، واستحالت ذات مرة إلى حيّة تسعى وتلقف ما يأفكه سحرة فرعون "فألقاها فإذا هي حية تسعى"، ومرة ضرب بها كليم الله الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا.

أمَّا كلمة "عصاك"، فتتموضع إعرابيا كمبتدأ مُؤخر، وهنا لابد من الإشارة إلى أن المبتدأ يعرف وظيفيا بأنه المكون الذي يحدد "مجال الخطاب"، وبنية الخطاب الشعري هنا وطاقاته الخبيئة تتخذ من عصا موسى "المعجزة" معادلا موضوعيا لنشدان التغيير؛ من خلال رغبة الفارسية في تقديم تشكيل جديد للواقع، وتقترب خاطر نحو المتلقي أكثر بأسلوب النداء "يا موسى"، وللنداء جمالية بلاغية تأتي في دلالة السياق العام للجملة فهو في المقام الأول يدل على الاستغاثة الطلب والحوجة والاستنجاد، وثانيا فإنَّ أداة النداء "الياء" تستخدم لنداء البعيد، ولعلَّ في ذلك دلالة على بُعد حقبة موسى.

ويتكرَّر العنوان ذاته "أين عصاك يا موسى؟!" داخل القصيدة عدة مرات؛ فهو يتكرر بداية كل مقطع؛ مما أغنى موسيقى القصيدة من الداخل وفق تراتبية مدروسة، فأكسب النص ظاهرة جمالية أشبه ما تكون بالتدفق الإيقاعي الخفي بين ثنايا المقاطع، وقد أدَّى التكرار دور الوظيفة الإيقاعية هنا، ووظيفة التأكيد المراد بها إثارة التوقع لدى المتلقي، وتأكيد المعاني وترسيخها في ذهنه.

ويحتشدُ العنوان أيضًا بالتكثيف؛ فمبجرد سماعه يُحيلك مُباشرة للقصِّ القرآني، ويسرد في ذاكرتك القصة كلها. وعلى الرغم من قلة مفردات العنوان، إلا أنَّه حَوَى بنية سردية مكثفة بجميع الصور وعناصر البناء من مكان تشير إليه لفظة "أين"، وفضاء زماني مُتخيَّل قرينته لفظتا "العصا" و"موسى"، ثم الشخوص "موسى" و"العصا" و"السائل/ الشاعر"، والحدث هو مُعجزة العصا بتحوُّراتها وانزياحاتها المختلفة بحسب المشاهد ولحظة المعجزة. وتمثِّل الأسطر الأولى من النص والمستهلَّة أيضا بتساؤل: "لمن هذه الأغنام؟!" دفقة شعورية مكثفة تواجهك منذ البداية، وهي محاولة لتصوير الخروج من براثن الفجيعة وبناء عالم آخر أكثر بريقاً وأشد صفاءً، وهذا الموقف الذي بدأتْ به الشاعرة قصيدتها أقل ما يُمكن أن يُقال فيه أنه موقف انفجاري.

يزخرُ نصُّ الفارسية بكم من الحقول الدلالية؛ منها ما يدل على الحالة النفسية المتشظية فيبدو الواقع الحاضر عندها مُوحشا فارغا يعمُّه الخراب ونحيب الفجيعة؛ مثل: "بيداء التيه" و"شوك الانهزام" و"سيناء تضيق" و"دوامة الضياع" و"انكسرت مزاميرهم" و"يبس الكلام" و"الملح والانقسام":

 

لم يعلم الرعاة مشربهم

بين الملح والانقسام

قلت أشربوا نخب وحدتـكم

تردد الرعاة..

انكسرت مزاميرهم

ولم تعد الأغنام ترقص

في مرابط الأنغام

 

ومنها ما يدل على التعارض التضميني والتضاد، كما في: "تضيق/تتسع"، و"النهايات/بدايات"، و"عقيمة/مزن". وقد تميَّزت القصيدة -على مستوى الوحدة العضوية- بالترابط من حيث وحدة الموضوع المستمد من قصة موسى -عليه السلام- ومن حيث وحدة الشعور المتبدِّي داخل القصيدة والقائم على حالة اليأس الباحثة عن طوق نجاة تحت مظنة معجزة العصا. والنص مُتماسك من خلال السبك "التماسك الشكلي" والحبك "التماسك الدلالي"؛ فالقصيدة تتألف من 100 بيت، ويُمكن تقسيمها إلى ثلاث وحدات دلالية؛ الوحدة الأولى علاقتها بموسى وعصاه، والوحدة الثانية توقع على أهازيج عبور القنال وخط بارليف و"عبد الناصر"، وتشعر للوهلة الأولى أنَّ هذه الوحدة أُقحمت عرضا فبعثرت المشهد وفجَّرت مركزية القصيدة، ولكن سرعان ما تتماهي الفوارق ويصبح هذا الانزياح الخارجي جزءًا أصيلا من مكونات الصورة العامة للقصيدة حين ترمي الفارسية بحذاقة رائعة بجملة "ويوم القنال عقدت عصبة النصر"، والقنال هنا قناة السويس المفضي إلى صحراء سيناء "سيناء تضيق.. تتسع"، والتي تاه فيها بنو إسرائيل 40 سنة، وتمثل معظم الفضاء النصي الذي دارتْ فيه أحداث قصة سيدنا موسى -عليه السلام- كما أنَّ الوحدة نفسها تجمع بينها وبين الوحدتين الآخريين وحدة الشعور والهدف؛ وهو الحث على عدم الارتهان للمثبطين والعبور مرة أخرى لاسترداد أرض فلسطين من المحتل:

 

ويوم القنال عقدت عصبة النصر

فتهاوى البغاث عليك من كل صوب ٍ

البومة الكبرى والعقاب والغربان

قلت يا قوم إني منتصر بكم فانصرون

كل الرعاة تشككوا

حبسوا مزاميرهم والغناء..

وحدها الحمائم تغني أسرابها

والجبال ترفرف تأوب معها

كلنا ناصرك..

ناصر القلوب..

وكان انتصار يعمم القنال

وثم ابتهاج يعانق الجمال

فإن صلبوك اليوم

فالصلب جلجلة الأنبياء

طال الترحل

وأتعبنا التعقب والارتحال

أين عصاك يا موسى؟!

لا شأن لي بالأوصياء من بعدك

خانوا وصاياك

تفرعنوا وأووا إلى ركنٍ تهاوى

يظنه الموهوم سد لا يضام

هي عصبة لا تـرتـجى

دعها تنام قريرة..

دعها تنام...

(حرستها آلهة الطعام)

 

وتلغي الوحدة الثالثة المسافة البرزخية بين الوحدات، وتكوِّن أرضية تستند إليها القصيدة ككل، وهي ضرورة الانعتاق من واقع الهزيمة، الذي منح الشاعرة تجربة نفسية داخل النص تسير في خطين متوازيين: خط المأساة/وخط الحلم، وتدعم الفارسية تلك التجربة بمجموعة من الصور والرموز التي حاولت من خلالها نقل القارئ/المستمع إلى جو القصيدة.

تتناثر الصور الشعرية في معظم زوايا القصيدة، يُمكن وصفها بالمركبة التي تتداخل فيها العناصر بين ما هو حسي وما هو نفسي وعاطفي؛ حيث اعتمدتْ القصيدة تقنيات التجسيم والتشخيص، ونلمِّح ذلك في مقطع "والنهايات تعود بدايات تمج دوامة الضياع".. ونقول فلانا مجَّ الماء: أي لفظه وأخرجه من فمه يقول العباس بن الأحنف:

"إذا ما عصرنا الماء في فيه... مجَّه وإن نحن نادينا فغير مجيب".

وهنا نلمح حالة من التشخيص إذا شبهت خاطر النهايات بالشخص الذي يلفظ الماء، كما أن ذات الصورة تفضي بنا إلى حالة من التجسيم وهي تصوير دوامة الضياع كأنها في حالة سيولة؛ وثمة تقنية تجسيم أخرى تتبدى في جملة "والجبال ترفرف"، وكذلك "يبس الكلام" وتصويره كأنه غصن ريان أخضر.

أمَّا القافية، وإن كانتْ القصيدة تنتمي إلى مدرسة تكسير البنى الشعرية التقليدية -الشعر الحر- إلا أنها لا تخلو من الإيقاع الموسيقي والجرس الداخلي؛ فأغلب مقاطع القصيدة تختتم بحرف "الميم" بما له من دلالة تشي بالألم والأنين.

 

استلهام روح النص القرآني

غير أن أكثر ما يلفت في النص تلك العبقرية الفارسية التي تتجلَّى في استلهام روح النص القرآني والتاريخي داخل النص المستحدث بطريقة مدهشة وماتعة وتتمظهر بنية ذلك الاستلهام بداية بالعنوان بجانب المقاطع الأخرى:

 

أين عصاك يا موسى...

تلك التي ينصع منها اليقين

وتهش بها على غنم سمان

 

وهنا تدبّر جلي لقصة عصا موسى -عليه السلام- وقوله عز وجل: "وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى"- سورة طه الآيات 17-18 ويتَّضح ذلك في قول الفارسية:

 

ويوم ضربت الصخر

فانبجست منه اثنتا وعشرون فتنة كبرى

 

وهنا إشارة إلى استسقاء سيدنا موسى لقومهم حين حلَّ بهم العطش في حال التيه؛ فأمره ربه بأن يضرب بعصاه حجرا طوريّا -أي من جبل الطور- والذي كانوا يحملونه معهم في ترحالهم، فضربه موسى بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، لكل سبط عين معلومة مستفيض ماؤه: "وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا"- سورة الأعراف الآية 160.. ويتضح ذلك الاستلهام أيضًا في أبيات:

 

فالعجل عاد خواره

والسامريون تكاثروا

ليبشروا بمساس جديدٍ

وهنا إحالة مدهشة لقصة السامري، حين ذهب موسى -عليه السلام- إلى ميقات ربه في جبل الطور. فعمد رجل منهم يقال له السامري، إلى أخذ حلي بني اسرائيل، فصاغ منه عجلا وألقى فيه قبضة من التراب، كان أخذها من أثر فرس جبريل، حين رآه يوم أغرق الله فرعون على يديه. فلما ألقاها فيه خار كما يخور العجل الحقيقي. ولما رجع موسى -عليه السلام- إليهم، ورأى ما هم عليه من عبادة العجل، غضب وعنفهم ووبخهم وهجنهم.. يقول تعالى: "قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي"- سورة طه الآيات 84-88 وأيضًا قوله تعالى: "قال فاذهب فإنّ لك في الحياة أن تقول لا مساس"- سورة طه الآية 97.

وفي مقطع "لا شأن لي بألواحك"، إشارة واضحة لألواح موسى التي كان يكتب عليها وحي ربه وتعاليم التوارة الواردة في النص القرآني واقتباس بيّن من الآية: "قال يا موسى إنّي اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين وكتبنا له في الألواح من كل شيءٍ موعظة وتفصيلا لكل شيءٍ.." - الأعراف الآيات 144-145:

 

أين عصاك...!

لا شأن لي إن استقت الرعاة أم لم تستق

دعها فتاتـك في أمان

اضرب عصاك على مواطن الكنز السقيم

فربتما تتفجر مياه النور

ترتوي الأغنام

من شربة نبوية

تروي الظماء

ترمم ما تكسر فيها من زجاج التيه

تغسل من جوانحها مرار الانهزام

 

ولا يخفى على القارئ تأثر الفارسيّة في الأبيات السابقة بالنص القرآني الذي يشير إلى سيدنا موسى -عليه السلام- حين رأى الفتاتين- ابنتي شعيب اللتين تزوج إحداهما- مع غنمهما، لا يستطيعان الوصول إلى الماء بسبب غلبة الرعاة وازدحامهم على الماء؛ حيث سارع عليه السلام إلى مزاحمة الرعاة والسقي لهما، قال تعالى: "وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ" - سورة القصص الآية 23.

وحثَّت الفارسية في مقطع آخر الأمة العربية والإسلامية على القيام بدورها الريادي بين الأمم، واستنهاض همتها من أجل رد الأرض السليبة، وحضّهم على خلع دثار الخنوع والتقاعس عن القتال، وألا يتشبَّهوا ببني إسرائيل حين أمرهم -عزَّ وجلَّ- بأن يسيروا إلى الأرض المقدسة مع نبيهم موسى -عليه السلام- فلما كانوا قريبا من المدينة قال لهم موسى: "ادخلوها"، فأبوا وجبنوا، وبعثوا اثني عشر نقيبا لينظروا إليهم، فانطلقوا فنظروا فجاءوا بحبة فاكهة من فاكهتهم بوقر الرجل: أي مقدار ما يستطيع الرجل حمله، فقالوا: قدِّروا قوة قوم وبأسهم هذه فاكهتهم! فعند ذلك: "قالوا يا موسى إنّا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون..."- سورة المائدة الآية 24:

 

اذهب.. وقدسك قاتلا..

إنا هنا أو ها هنالك قاعدون

إنا هنا.. أو ها هنا.. متقاعسون

وإن كانت القصيدة -التي تحدثنا عن جزء يسير منها- تندرج ضمن خطاب الشعر الحر بخصائصه المعروفة من توظيف للغة الإيحائية المشبعة بالدلالات العميقة، إلا أنَّ التركيب الشعري عند الفارسية ليس عصيًا على الشعور به واستكناه معانيه؛ فاللغة عندها غنية بعناصر البناء الدرامي، وتشير إلى اكتناز مخيّلتها وقاموسها الشعري.

تعليق عبر الفيس بوك