سوريا: مقبرة جماعية في تدمر.. والجيش الأمريكي يبدأ برنامجا معدلا لتدريب مقاتلي المعارضة

واشنطن تدرس تعزيز نشر قوات خاصة.. والمعارضة "غير متفائلة" بمحادثات جنيف

بيروت - رويترز

قالت ْ الوكالة العربية السورية للأنباء إنَّ القوات السورية عثرت على مقبرة جماعية تضم نحو 40 جثة في مدينة تدمر التي استعادتها قوات الحكومة من تنظيم الدولة الإسلامية يوم الأحد الماضي. وقالت الوكالة إنَّ المقبرة التي ضمت جثث الكثير من النساء والأطفال كانت في الطرف الشمالي الشرقي من المدينة. وكانت بعض الجثث مقطوعة الرأس. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم الدولة الإسلامية قتل عددا من الأشخاص في وقت سابق ودفنهم على مشارف المدينة.

وفي سياق آخر، نقلت قناة تليفزيونية عن منسق المعارضة السورية رياض حجاب، قوله: إنَّ المعارضة السورية ليست متفائلة بشأن محادثات السلام المقرر إجراؤها في جنيف لعدم وجود إرادة دولية للإنتقال السياسي. وقالت المعارضة السورية مرارا إنها ترغب في وقف الهجمات على المدنيين وتريد أن تسفر محادثات جنيف عن هيئة حكم انتقالية لا تشمل الرئيس بشار الأسد. ونقلت قناة (العربي الجديد) عن حجاب -منسق الهيئة العليا للمفاوضات- قوله "ليس هناك إرادة دولية وخاصة من الجانب الأمريكي وأنا لا أتوقع من المفاوضات أن ينتج عنها شيء." وأوضح حجاب أن الهيئة العليا للمفاوضات ستحضر الجولة القادمة من المحادثات المقرر أن تبدأ في التاسع من أبريل نيسان في جنيف قائلا "سنذهب إلى مفاوضات جنيف في جولة المفاوضات المقبلة لتمثيل القضية العادلة للشعب السوري." لكنه أضاف: "أنا أكون واضح مع شعبنا.. ما عندنا أي تفاؤل في عملية المفاوضات الدائرة في جنيف". وقال حجاب: "نحن لا نخشى التقارب الأمريكي الروسي ولكن ما نخشاه الغموض. هناك عدم وضوح وعدم شفافية ولا نعلم ما هي الاتفاقات التي تمت بكل الأحوال." وأضاف: "ما يحدث في سوريا هي حرب وكالة." وتابع: "ذهبنا إلى جنيف من أجل مطالب السوريين وفضح النظام وداعميه. نحن ذهبنا إلى جنيف ونحن نعلم أنه لا يوجد هناك إرادة دولية لفرض انتقال سياسي".

وعلى جانب آخر، قال الجيش الأمريكي إنه بدأ تدريب عشرات من مقاتلي المعارضة السورية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في إطار برنامج معدل يهدف لتجنب أخطاء شابت أول مسعى لتدريب أولئك المقاتلين في تركيا العام الماضي. وقال الكولونيل الأمريكي ستيف وارين المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية لمراسلي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن البرنامج الجديد لم يخّرج حتى الآن أي مقاتلين سوريين.

وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز: إنَّ الإدارة الأمريكية تدرس خطة لزيادة عدد القوات الخاصة الأمريكية التي أُرسلت إلى سوريا بشكل كبير مع تطلعها للتعجيل بالمكاسب التي تم تحقيقها في الآونة الأخيرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وامتنع المسؤولون الذين على علم مباشر بتفاصيل الاقتراح عن كشف النقاب عن الزيادة التي يجري دراستها على وجه الدقة. ولكن أحدهم قال إنها ستجعل وحدة عمليات القوات الخاصة الأمريكية أكبر عدة مرات من حجم القوة الموجودة حاليا في سوريا والمؤلفة من نحو 50 جنديا حيث يعملون إلى حد كبير كمستشارين بعيدا عن خطوط المواجهة.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن التنظيم يخسر معركة ضد قوات حُشدت ضده من جوانب كثيرة في المنطقة الواسعة التي يسيطر عليها. وفي العراق تقهقر التنظيم منذ ديسمبر عندما فقد الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بغرب العراق. وفي سوريا طردت القوات الحكومية السورية التي تدعمها روسيا تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة تدمر الإستراتيجية.

وقال المسؤولون الأمريكيون إنه منذ أن استعادت القوات المدعومة من الولايات المتحدة بلدة الشدادي السورية الاستراتيجية في أواخر فبراير شباط عرض عدد متزايد من المقاتلين العرب في سوريا الانضمام إلى القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

تعليق عبر الفيس بوك