وتتعدَّد وجوه وحشيَّة الاحتلال

الجريمة الجديدة التي اقترفها المستوطنون، مطلع هذا الأسبوع، وللمرة الثانية، ببلدة دوما جنوب نابلس، بإحراق منزل الشاهد الوحيد في قضية إحراق عائلة سعد دوابشة قبل عدة أشهر، تأتي في سياق مُتصل مع جرائم الاحتلال بحقِّ الفلسطينيين، كما تأتي ضمن التداعيات السلبية للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وهذا النشاط غير المشروع هو الذي يتسبَّب في نسف أية جهود تهدف لاستئناف مُحادثات السلام، كما أجهض المحادثات الفلسطينية-الإسرائيلية التي توسَّطتْ فيها الولايات المتحدة العام قبل الماضي.

... إنَّ مفاوضات السلام لا يُمكن أن تقوم أو تسفر عن نتائج مادامت عملية توسيع المستوطنات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية جارية على قدمٍ وساقٍ، وبشكل منهجي، وفي ظل سعي الاحتلال لإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية ومصادرة الأراضي.

كما أنَّ خيار حلَّ الدولتين الذي يُنادي به المجتمع الدولي لا يمكن أن يُكتب له النجاح، مادامت إسرائيل لا ترى تعارضًا بين توسيع المستوطنات وجهود التسوية السلمية.

ولا يُمكن كذلك الحديث عن الانخراط في مفاوضات سلام جديدة، بينما إسرائيل تواصل سياساتها المتعلقة بالسيطرة التدريجية على المسجد الأقصى المبارك، وتطلق العنان للمستوطنين ليكرِّروا اقتحاماتهم للحرم القدسي بحماية من قوات الاحتلال، في استفزاز ظاهر للفلسطينيين، وتحدٍّ سافر لمشاعر كل العرب والمسلمين. ويهدفُ الاحتلال من وراء كلِّ هذه الممارسات الاستفزازية إلى كسب الوقت وتكريس سياسة الأمر الواقع لإجهاض حل الدولتين.

والشاهد أنَّ مُمارسات المستوطنين -وبدعم سلطات الاحتلال- لن تتوقف، والمطلوب وقفة حازمة من المجتمع الدولي لمواجهتها وردعها إن كان يرغب حقًّا في استئناف المفاوضات للتوصل إلى تسوية سلمية من خلال تبني خيار حل الدولتين.

تعليق عبر الفيس بوك