أسر "أطفال التوحد" يطالبون بإنشاء مركز جديد للعلاج ودعمه بعدد كاف من الإخصائيين

الأهالي يعانون من عدم كفاية الحصص التعليمية وسوء حال "كرفانات" المركز الحالي

 

أم محمد الراسبي: نُثمّن جهود القائمين على مركز جعلان للتوحد في ظل نقص الإمكانيّات اللازمة لتحسين الخدمات

 

أم سندس الدرعية: التوسع في نشر فصول الدمج بالمدارس الحكومية يساهم في سرعة تأهيل أطفال التوحد

 

أم سعود المشايخي: تأخر صرف المعونات المادية الشهرية من "التنمية الاجتماعية" يزيد من معاناة الأسر

 

الأطفال يعانون يوميًا في الانتقال إلى موقع المركز الحالي لبعده عن المناطق السكنية

 

مطالب بمزيد من مراكز التأهيل المزودة بالكوادر المتخصصة في تحسين السلوك والنطق وعلاج التوحد

 

 

 

 

 

جعلان - علي سليم برياء

 

تعاني أسر أطفال اضطراب طيف التوحد بولايات جعلان بني بوعلي، وجعلان بني بوحسن، والمناطق الساحلية الممتدة على الشريط الساحلي للبحر العرب التابعة للولايتين وولاية الكامل والوافي؛ من تحديات ومعوقات تواجه آمالهم، وتطلعاتهم لعلاج وتأهيل وتعليم أبنائهم المرضى.

وقد رصدت "الرؤية" مطالب أسر الأطفال؛ سعيا إلى التخفيف من معاناتهم في محاولة لإيجاد أذن صاغية من قبل المعنيين في القطاعين الحكومي أو الخاص، لإيجاد حلول دائمة لضمان تقديم خدمات ذات جودة أفضل في المركز المخصص لعلاج الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.

 

وأشار عدد من أفرد أسر هؤلاء الأطفال إلى أنّ مركز جعلان للتوحد مكون من مواد غير ثابتة مثل "الكرفانات" مما يشكل خطرا عليهم، كما أن هذه المواد غير الثابتة تصدر أصواتا مزعجة تأثرا بحركة الأطفال، فضلا عن عدم كفاية الكوادر المتخصصة في رعاية هذه الفئة من الأطفال؛ مما يترتب عليه قلة الحصص والأوقات المخصصة خلال الأسبوع حتى يتلقى الأطفال الرعاية بالقدر الكافي، إضافة إلى بعد موقع المركز عن ولاية جعلان بني بوعلي والمناطق الساحلية والقرى التابعة لها؛ مما يزيد من معاناة الأسر والأطفال المضطرين للانتقال إلى مسافات بعيدة قد تصل إلى 100 كيلومتر ذهابًا وإيابًا يوميًا. وطالبوا الجهات المعنية باستمرار متابعة هذه الفئة من الأطفال والسعي لإضافة فصول الدمج في المدارس الحكومية لخدمة أطفال التوحد بالولايات المذكورة.

 

 

 

وقالت أم البراء الراسبي عن حالة نجلها: يبلغ ابني من العمر 10 سنوات ويعاني من اضطراب طيف التوحد والتحق مع بداية افتتاح مركز التوحد بجعلان وكانت فرحتنا لا توصف بعد انتظار سنوات لقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية والتعليمية المتخصصة، لكن الفرحة لم تكتمل حيث فوجئنا بنقص الخدمات المقدمة لأطفالنا.

وأوضحت أم البراء أنّ طفلها يداوم 3 أيام في الأسبوع وهذه الفترة غير كافية فهو محتاج إلى علاج وتأهيل وظيفي ونطق وتخاطب وتربية خاصة وأنّ المركز ينقصه الكادر التعليمي المتخصص وهذا كله على حساب أبنائنا الذين لا يزالون في حاجة للتعليم والتأهيل أكثر من غيرهم. ونطالب وزارة التنمية الاجتماعية بالنظر إلى هؤلاء الأطفال بعين الإنسانية فهم في أمس الحاجة لكوادر مؤهلة أكاديميا وتدريبيا. ونتمنى أن تكون خطط وأهداف واستراتيجيات وزارة التنمية الاجتماعية واضحه لأولياء الأمور للاطمئنان على مستقبل الأبناء والشعور بالأمان نحوهم.

 

تأخر صرف المعونات

 

وقالت أم سعود بن بدر المشايخي إن نجلها يبلغ من العمر 6 سنوات ويعاني من مشكلة قلة النوم وعدم إدراكه للأشياء المحيطة به فضلا عن تشتت تركيزه وعدم الانتباه وقلة إدراكه للمخاطر، وارتأينا تسجيله بالمركز. ومع مرور الأيام واجهتنا بعض المشاكل منها تأخر صرف المعونات المادية الشهرية المقدمة من وزارة التنمية الاجتماعية وكذلك تأخر مواعيد المراجعة للعيادات التخصصية التي قد تصل إلى أكثر من سنة، أمّا وزارة التربية والتعليم فقد رفضت استقبال هذه الفئة من أطفال التوحد للدراسة في ظل عدم توفر فصول الدمج في الروضات والمدارس الحكومية، إلى جانب قلة البرامج التوعوية والتثقيفية في وسائل الإعلام المختلفة لأفراد المجتمع حول هذه الحالات التي قد تصيب الأطفال وكيفية تعامل الأسر معهم في منازلهم.

وقالت أم سهيل بن ناصر المحاجري الذي يبلغ من العمر 10 سنوات وهو من سكان ولاية جعلان بني بوعلي: ابني يتلقى التأهيل بالمركز من خلال نظام جلسات وقد خصص له يومان في الأسبوع لمدة 45 دقيقة وهذا الوقت غير كافي لأنّ طريقة التعامل وتعديل سلوكه يحتاج إلى وقت أكبر ولا تتمكن الإخصائية من إعطائه وقته المناسب مما يشكل عبئا على الإخصائية ويضطرها لبذل جهد كبير، كما نعاني من بعد المسافة وعدم توفر وسائل النقل إلى الولاية ونحن غير قادرين على صرف مبالغ على المدارس الخاصة، ورغم ذلك نوجه الشكر للقائمات على المركز من الإخصائيات والمعلمات والمشرفة على جهودهن الحثيثة من أجل توصيل رسالتهن السامية لهذه الفئة التي في أمس الحاجة لهذا التعليم والتأهيل والعلاج.  

 

بعد موقع المركز

 

وقالت أم أحد المصابين ويبلغ من العمر 5 سنوات من سكان المناطق الساحلية بولاية جعلان بني بوعلي إنّه يعاني من زيادة الحركة والصراخ لفتره طويلة ويشكل خطرًا على نفسه وعلينا في حال عدم متابعته المستمرة وخروجه من المنزل ولا يرجع إلا بعد البحث عنه لفترة طويلة، ومن أهم المشاكل التي نعاني منها بعد موقع المركز حيث يبعد منزلنا مسافة طويلة جدا عن المركز مما يجعلنا نوفر له وسيلة نقل يوميّة وما يترتب عليه من مخاطر الطرق، لذا نطالب بتوفير مركز بولاية جعلان بني بوعلي لتغطية المناطق الساحلية والقرى التابعة للولاية، وهي مناطق وقرى تصل إلى أكثر من 30 منطقة ساحلية وقرى بعيدة عن مركز الولاية، كما نطالب المدارس الحكومية بالسماح باستقبال ابنائنا وبناتنا الذين يعانون من هذه الحالة الصحية بعد تأهيلهم وتعليمهم وتحسين سلوكهم من المركز.

وقالت أم محمد يوسف الراسبي إنّه يبلغ من العمر 10 سنوات وهم من سكان ولاية الكامل والوافي: طفلي يعاني من اضطراب طيف التوحد ويعيش بدوامة حول نفسه وغير قادر على توصيل ما يريده لمن حوله، وتلقى محمد العلاج والتأهيل بالمركز خلال شهرين بنظام 3 أيام في الاسبوع وهي فترة غير كافية لجميع أطفال التوحد بالمركز، مضيفة أنّ المركز فتح منذ فترة بسيطة لا تزيد على شهرين من خلال توفير وزارة التنمية الاجتماعية كرفانات غير كافية وغير مؤهلة سواء لعدد الأطفال الملتحقين بالمركز أو طريقة استقطاب هولاء الأطفال لأنها في حال ترك الأطفال داخل الفصول دون متابعة يصدرون أصواتا مزعجة ويتحركون بعنف، لذلك نطالب الجهات المعنية بتوفير مواقع مناسب لدى أطفال التوحد بمواد ثابتة ومجهزة بكوادر متخصصة في مجال التربية الخاصة وأجهزة حديثة لخدمة هذه الفئة. 
وتساءلت أم محمد: إذا كان بالفصل 5 طلاب أو أكثر مع معلمة واحدة هل هذه المعلمة ستتمكن من السيطرة وتأهيل هولاء الأطفال؟ لافتة إلى أنّ هذه الفئة من الأطفال تختلف عن الأطفال بالمدارس الحكومية لأنّ المدرسة تعالج وتؤهل وتدرب فيقع على عاتقها جهد كبير لذلك نطالب الجهات المعنية بتوفير كوادر متخصصة لهولاء الأطفال.

وأضافت أنّ موقع المركز غير آمن لما تتعرض له محافظة جنوب الشرقية من منخفضات جوية مستمرة حيث تشكل هذه الفصول من الكرفانات خطرًا على أطفالنا وكذلك فإنّ هذه الكرفانات غير مهيأة للتعليم وتأهيل وعلاج هذه الفئة وإنما باتت تشكل خطرًا عليهم. ووجهت شكرها للقائمات على المركز من الإخصائيات والمعلمات والمشرفة وكافة العاملين والداعمين للمركز.  

 

جلسات غير كافية

وقالت إحدى الأمهات: ابنتي اسمها سندس خالد الدرعية وعمرها 7 سنوات وتعاني منذ صغرها من مرض نادر جدا وهو توقف التنفس أثناء النوم (متلازمة نقص التهوية المركزي الخلقي) مما جعلها تستخدم جهاز التنفس الصناعي طول وقت نومها ولكي يسهل استخدام الجهاز في البيت تم عمل فتحه في القصبة الهوائية وكانت معاناة كبيرة لنا طوال هذه السنوات لأنّها كانت تتردد على المستشفى بين تنويم ومواعيد متابعة ولم ننتبه لتأخرها أو علامات التوحد بسبب انشغالنا بمرضها ومعاناتنا معها للتأقلم مع وضعها. وفي شهر مايو2015 تمّ تشخيصها باضطراب طيف التوحد وبات الوضع أكثر إحباطًا وسعينا لتسجيلها في المراكز الخاصه على حساب زارة التنمية لكن فوجئنا برفض الطلب من الوزارة لتوقف خدمة التأهيل على حساب التنمية في المراكز الخاصة ووعدنا بإدراجها في المركز الذي يفتتح في جعلان التابع للتنمية لكننا فوجئنا أنّ الأطفال قسموا على مجموعات وكل مجموعة لها أيام معينة أو جلسات لمدة ساعه و45 دقيقة في الأسبوع.

وأضاف أم سندي: صدمت لأنّ البرنامج الذي وضع لابنتي ساعة و45 دقيقة في الأسبوع فقط وهذا لا يرضيني أبدًا لأنني أريد نتائج جيّدة لابنتي وتأهيل مستمر وليس وقت مستقطع وهذا حق لها أيدته المراسيم السلطانية. وتساءلت: ماذا تفعل نصف ساعة مع كل أخصائي في الأسبوع ونحن لا نعرف شيئًا عن كيفية التعامل مع طفل التوحد وهو بحاجة ماسة إلى تعديل السلوك لفترة طويلة وللتأهيل والتدريب والتعليم. وتابعت: تقدمت بطلب التقاعد من وظيفتي من أجل التفرغ لابنتي لأنه تمّ اشتراط قبولها في المركز بشرط تواجدي الدائم معها بسبب وضعها الصحي. وأضافت: ألا تستحق ابنتي أن أسعى لها من أجل خدمه متكاملة؟ ألا يكفيها مرضها النادر الذي ابتليت به؟ أريد لها دواما كاملا يوميًا لكي تجتاز فترة التأهيل في أقصر وقت لكي تكمل دراستها فالتأخير ليس في صالحها.
واختتمت أم سندس مطالبة المسؤولين في وزارة التنمية الاجتماعية والقطاع الخاص بإنشاء مركز متكامل، وزيادة عدد الإخصائيين والمعلمات في مركز التوحد بجعلان نظرًا لزيادة أعداد أطفال التوحد في ولايات قطاع جعلان وكون المركز يغطي نطاقًا واسعًا على مستوى ثلاث ولايات بمحافظة جنوب الشرقية ذات كثافة سكانية عالية، كما إلى جانب مطالبة الجهات المعنية بأن يكون المركز مستقلا ومبنيا بالمواد الثابتة ومجهزا بأجهزة حديثة ومتطورة وليس كما هو الوضع حاليًا بـ (كرفانات) في ظل نقص عدد الإخصائيين في المركز الحالي، أو إعادة إدراج بعض الأطفال في المركز الخاص على نفقة وزارة التنمية كي يتلقوا التأهيل المناسب يوميًا.

 

خدمات رعائية متكاملة للمصابين بالاضطراب في مركز التوحد بجعلان

جعلان - الرؤية

يقدم مركز التوحد بولاية جعلان بني بوحسن بمحافظة جنوب الشرقية خدماته الرعائية للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، ويُعرّف التوحد بأنه اضطراب نمائي ناتج عن خلل عصبي وظيفي في الدماغ ويظهر في السنوات الثلاث الأولى من العمر ويلاقي بسببه الأطفال صعوبات في التواصل مع الآخرين إضافة إلى ظهور أنماط من السلوك الشاذ.

ويضم مبنى المركز غرفة للإدارة وأخرى للمعلمات و 3 قاعات تدريبية إضافة إلى قاعة تدريب وتخاطب وقاعة علاج وظيفي، ويشمل الكادر التدريبي إخصائيات للعلاج الوظيفي والنطق والتخاطب والتربية الخاصة ومعلمتين خريجات بكالوريوس. ويقدم المركز خدماته على مستوى ولايات جعلان بني بوعلي وجعلان بني بوحسن والمناطق الساحلية وولاية الكامل والوفي.

وتم افتتاح المركز في فبراير من العام الجاري. وتشتمل الخدمات الرعائية لفئة الأطفال تأهيل وتطوير وعلاج مشاكل الإعاقة العقلية والسمعية والحركية ومشاكل النطق إضافة إلى الإعاقة المزدوجة، كما يقدم المركز برامج وأنشطة دورية منها ترفيهية واجتماعية وثقافية بهدف دمجهم مع أفراد المجتمع. ويعمل المركز إداريا تحت إشراف جمعية رعاية الأطفال المعوقين وفنيا بإشراف وزارة التنمية الاجتماعية، بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية والجمعيات الأهلية والقطاع الخاص .

تعليق عبر الفيس بوك