نقاشات ساخنة في "عمومية القدم".. وانتقادات حادة من الأندية لتفاقم الديون والموقف المالي

الموافقة بالإجماع على كشف تفاصيل الإيرادات والمصروفات.. وإعلان تشكيل لجنة الانتخابات

◄ الديون تلامس حاجز مليوني ريال.. والمصروفات الإدارية تتجاوز "الفنية"

الرُّؤية - عادل البلوشي

عُقِد، أمس، اجتماعُ الجمعية العمومية السنوية للاتحاد العماني لكرة القدم للعام الجاري؛ بحضور السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس اتحاد الكرة، وأعضاء مجلس الإدارة وممثل الاتحاد الآسيوي مون سي سونج، ومندوبو 38 ناديا؛ وذلك في فندق جراند هرمز بولاية السيب. فيما تغيَّب عن الحضور 6 أندية؛ هي: الوحدة، ومجيس، والسويق، ومدحاء، والشباب، والاتحاد.

وافتتح السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس اتحاد الكرة، الاجتماع بكلمة ترحيبية.. قال فيها: إن الاجتماع يسلط الضوء على الانتخابات الجديدة التي سيشهدها مجلس إدارة اتحاد الكرة في الفترة المقبلة، حيث تعتبر هذه الجمعية العمومية هي آخر جمعية للمجلس الحالي. ووصف البوسعيدي العام 2016 بعام التحديات، مشيرا إلى أنَّ توجيهات الحكومة تقضي بتقليص أوجه الإنفاق، وبدورنا في الاتحاد ملتزمون بهذه التوجهات. وعن المعوقات والتحديات، وأضاف: "هناك العديد من المعوقات التي لا تزال يعاني منها معظم الأندية بالسلطنة، وفي مقدمتها تفعيل الاحتراف الكروي من ناحية تفريغ اللاعبين ودعم الاندية، مؤكدا أن الاتحاد يقف على أرضية صلبة لمرحلة جديدة قادمة لما بعد الانتخابات. وذكر السيد خالد ان الاتحاد نجح في صناعة وعي مجتمعي جديد بأهمية كرة القدم في السلطنة وتحقيق مبادرات عديدة بالسلطنة من خلال شراكات متميزة مع مؤسسات القطاع الخاص، علاوة على تأسيس القواعد الاحترافية.

تلى ذلك أولى المداخلات من الاعضاء؛ حيث تحفَّظ ممثل نادي عبري على اعتماد التقرير المالي باللغة الانجليزية، وأشار السيد رئيس الاتحاد إلى أنه تم إرسال التقرير بالبريد الإلكتروني لكافة الاندية. وتساءل بدر الرواس حول طلب النادي بتزويده بتفاصيل الإيرادات العينية والنقدية منذ الاجتماع السابق، ولم يتم استلام أية تقارير حتى الآن. وأجاب السيد خالد بأنه تم إرسال كافة الخطابات لجميع الأندية.

وتم عرض الميزانية العامة لشهر ديسمبر الماضي، شاملة كافة المجالات المالية بحسب المعايير الدولية، وبلغت مديونية الاتحاد للعام 2014 حوالي مليون وتسعمائة واثنين ثمانين ألفًا ومائتين واحدٍ وسبعين ريالا. وساق الاتحاد عددا من الاسباب التي تسبَّبت في العجز؛ حيث أكد الاتحاد أن هناك تغييرات أدت لتكبد عجز دفتري لسنة 2015، فرغم أن الاتحاد نجح في تحقيق إيرادات في العام 2015، إلا أنها انخفضت عن مثيلتها في 2014 بقيمة 871.322 ريال عماني، نتيجة انخفاض الدعم الحكومي بمبلغ 115.000 ريال عماني وقيمة إيرادات الاتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي بمبلغ 765.829 ريال عماني، وقد أدى هذا الانخفاض في الإيرادات مقارنة بالسنة السابقة إلى تأثر السيولة النقدية وحدوث ذلك العجز. أما من جانب المصروفات، فأوضح الاتحاد أن هناك زيادة في بعض بنود الصرف اهمها زيادة مصاريف الانشطة والمسابقات بمبلغ 599.086 ريال عماني، وزيادة مصاريف المنتخبات بمبلغ 257.089 ريالا عمانيا؛ ما تسبب في تسجيل عجز دفتري لسنة 2015 لا سيما مع انخفاض إجمالي الإيرادات في هذه الفترة.

واستنكر محمد اليحمدي رئيس نادي بدية تفاقم حجم المديونية، وقال إن مديونية الاتحاد آخذة في التراجع دون الصعود. أما ممثل نادي نزوى، فقد اعترض على تقديم تقرير مالي دون تفاصيل، وقال في مداخلته: "للعام الثالث على التوالي، نقدم ملاحظات على التقارير المالية لكن دون رد، كما أنه من غير المقبول تقديم إيرادات عينية تبلغ مليونين ريال عماني دون تفاصيل، وكنا قد طالبنا بالتفاصيل في أكثر من مناسبة، لكننا لم نتلق أي رد أو توضيح، لذا لن نصدق على تقرير مالي دون تفاصيل". وأضاف ممثل نادي نزوى متسائلا: "لماذا لم يتم إعداد جدول زمني لسداد ديون الاتحاد وتوضيح كيفية سدادها؟". وعبر ممثل نادي دباء عن قلقه من طغيان المصاريف الادارية على المصاريف الفنية، متسائلا عن المبرر وراء ارتفاع المصاريف الإدارية على حساب الفنية.

بينما تداخل عبدالرحيم البلوشي من نادي المصنعة بالحديث عن توجه الحكومة نحو ترشيد النفقات، وقال إن كرة القدم تمثل ثروة كبيرة في مختلف الدول، لذا يتعين الاستفادة منها قدر المستطاع، من خلال تفعيل الجوانب التسويقي. وتساءل أحمد البوسعيدي من نادي فنجاء حول زيادة النفقات في العام 2015 بنحو 40% مقارنة بالعام السابق، دون توضيح جوانب الصرف.

وجاء الرد من رئيس الاتحاد، قائلا إن بعض الجهات الداعمة والمساندة لأنشطة الاتحاد لا ترغب في نشر بعض الارقام المقدمة. لكن عددا من ممثلي الجمعية العومية طالبوا بضرورة الإفصاح عن الأرقام المقدمة كالرعاية والدعم، وتمت الموافقة بعدها بناء على طلب أغلب الاعضاء بموافاتهم بكشف كامل يتضمن كافة الأرقام والتفاصيل لكل الايرادات والمصروفات وخاصة توضيح ارتفاع نسبة المصروفات الادارية على حساب الفنية.

وتم اعتماد التقرير المالي للعام المنصرم بعد شد وجدب، وقد تم تخصيص ستة أسابيع بالاضافة الى تشكيل لجنة؛ للادلاء برأيها حول التقرير، على أن تكون هناك أعضاء من الجمعية العمومية في اللجنة. وبعد ذلك تم اعتماد الموازنة المالية للاتحاد بعد حديث ونقاش حول أسباب تقليص الدعم للاندية في مسابقات الدوري.

وفي بند اعتماد لائحة الانتخابات، أكد السيد خالد بن حمد أنه لا يوجد نص في النظام الاساسي، ينص على أن لجنة الانتخاب تتشكل عبر الاقتراع. وقال ابراهيم الاخزمي من الدائرة القانونية إن لائحة الانتخابات التي تم اعدادها جاءت بعد دراسة لائحة الانتخابات للاتحاد الاماراتي والسعودي والقطري، إضافة الى الاتحادين الدولي والاسيوي، وتم الخروج بهذه اللائحة بشكلها النهائي. وأوضح الاخزمي أن بعض أعضاء الجمعية العمومية هم من موظفي المؤسسات الحكومية، ولا يسمح لهم بالتواجد في لجان الانتخاب، حسب الشروط المدرجة من الاتحاد الدولي. فيما اعترض البعض على هذا التفسير القانوني.

وتم التصويت على أن العمل سيكون بنفس النظام السابق للجنة الانتخاب، بحيث تتكون اللجنة من سبعة أعضاء من بينهم أربعة قانونيين وثلاثة من ذوي الخبرة الرياضية وثلاثة احتياطيين، على أن يتم تعديل المادة 12 من بند الانتخابات بحيث لا يجوز الطعن على القرارات الصادرة عن لجنة الانتخابات الا أمام لجنة الاستئناف، وتم اضافة الفقرة التالية كتعديل في النظام وهي: "بإمكان التظلم في المحكمة الكروية بعد قرار لجنة الاستئناف".

وتشكلت لجنة الانتخاب من كل من طلال المعمري وطارق الهاشمي ومحمد الشكيري، بينما تألفت لجنة الاستئناف من عامر العلوي (ينقل) وصالح السلماني (الرستاق) وعبدالله الوهيبي نادي أهلي سداب. أما الاحتياطيون الثلاثة فهم هلال البوسعيدي (الرستاق) وأحمد البوسعيدي (فنجاء) والدكتور محمد العمري (مرباط).

تعليق عبر الفيس بوك