دعوا الرواد يقودون أنديتهم

فايزة الكلبانية

faiza@alroya.info

لا يختلف اثنان على أهمية أندية رواد الأعمال ودورها في الارتقاء بالخدمات المقدمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويتطلع الجميع أن تكون هذه الأندية في حجم التطلعات المعقودة عليها خاصة مع الإعلان عن تأسيس باكورة هذه الأندية ممثلا في نادي رواد الأعمال بمسقط، وسيليه تأسيس ناديين في شمال الباطنة ومحافظة ظفار.. ويأتي ذلك تنفيذا لقرارات ندوة سيح الشامخات لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي عقدت بأوامر سامية من جلالة السلطان المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ في سيح الشامخات.

ولأهميته للقطاع، يكاد يستحوذ الحديث عن هذه الأندية على ما عداه من أحاديث في مجالس رواد الأعمال، والمهتمين بقطاع ريادة الأعمال عموما..

ومع إعلان غرفة تجارة وصناعة عمان مؤخرًا عن تأسيس نادي رواد الأعمال بمسقط وبدء التسجيل الرسمي لعضوية النادي والجمعية التأسيسية، بدأ رواد الأعمال في الاستعداد لذلك، وإن كان هناك مخاوف من هيمنة مجموعات معينة على هذه الأندية، باعتبار أنّ الممارسة الديمقراطية في انتخاب مجالس الأندية قد تكرس لذلك، حيث أقرت اللجنة التأسيسية لنادي رواد الأعمال آلية اختيار مجلس إدارة النادي عبر الانتخاب السري.

ورغم تحفظات البعض على آلية الانتخاب، وتبرير ذلك بالخوف من أن تتكرر بعض التجارب السابقة التي عايشوها في انتخابات مجلس الشورى على سبيل المثال في عدد من دوراته السابقة، بحيث يتم انتخاب العضو بدوافع عديدة قبلية وجهوية وغيرها دون مراعاة لعامل الكفاءة والمؤهلات العلمية والخبرات ومواصفات القيادي الناجح، ولا يخفي هؤلاء خشيتهم من أن نجد أنفسنا أمام صراع شبابي جديد بين عشوائية وتخبط الشروط والمعايير وتقلباتها؛ فقد يتقدم للترشح لمجلس إدارة النادي عددًا من رواد الأعمال ممن لهم مسيرتهم الطموحة والبعض ممن تكون متواضعة من النجاح ولكنّهم لا زالوا في بداية مشوارهم الذي هم بحد ذاتهم في حاجة لمن يأخذ بيدهم، وقد يتفق معهم البعض من الرواد ويعترض عليهم البعض الآخر..

ورغم كل هذا، إلا أنني من الداعمين لفكرة أن يتم اختيار مجلس إدارة النادي بالانتخاب، حتى وإن أفرزت العملية الانتخابية بعض السلبيات، أو قننت سيطرة مجموعة معينة على مجريات الأمور في النادي، إلا أنه ومن المعروف أنّ الممارسة الديمقراطية تصحح مسارها من تلقاء نفسها، حيث إنه ومع زيادة الوعي ستتمخض التجربة عن عناصر مؤهلة وقادرة على التعبير الحقيقي عن آمال وتطلعات رواد الأعمال، وتقود هذه الأندية لتحقيق أهدافها.

خلاصة القول والرسالة التي لابد وأن نأخذها بعين الاعتبار هي أنه قد يكون هناك ممثل بمجلس الإدارة من "الغرفة" ومن "ريادة" إلا أن الواقع يقول إن النادي من وإلى رواد الأعمال وهم الأحق والأولى بإدارته.

ونتطلع أن نرى في قادم الأيام أندية فاعلة لرواد الأعمال تعبر عن مضمون التوجيهات السامية التي تهدف إلى التطوير والارتقاء بهذا القطاع الحيوي في مسارنا الاقتصادي والتنموي.

تعليق عبر الفيس بوك