اكتشافات أثريّة وقيمة تاريخيّة

يؤكّد الكشف عن حطام سفن الهند الشرقيّة البرتغاليّة التي كانت جزءًا من الأسطول الحربي للبحَّار البرتغالي فاسكو دي جاما المتجه إلى الهند مطلع القرن السادس عشر الميلادي والغارق في المياه العمانية، والذي أعلنت عنه وزارة التراث والثقافة، أمس، المكانة التاريخيّة للسلطنة وتميّز موقعها الجغرافي الإستراتيجي، كما يعكس دورها المحوري في الملاحة البحرية بالمحيط الهندي، وأنّها شكلت ملتقًى لمختلف الحضارات خلال العصور التاريخيّة المتعاقبة.

كما أنّ تنفيذ السلطنة لمشروع اكتشاف حطام سفن فاسكو دي جاما، يأتي من منطلق الوعي بالقيمة التاريخيّة لهذا الكنز الأثري، والذي يسلط الضوء على تلك الفترة من التاريخ البحري، وقد حقق هذا المشروع الذي يُعدُّ باكورة المشاريع التي تُعنى بالبحث والتوثيق والحماية للآثار المغمورة بالمياه في السلطنة، والذي جاء ملتزمًا بالمعايير العالمية المتمثلة في بنود اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه، نجاحًا كبيرًا بالعثور على ما يربو على 2800 قطعة من المقتنيات الأثريّة التي لا تقدر بثمن لأهميّتها التاريخيّة، وقد جاء هذا النجاح نتيجة للجهد المُشترك بين وزارة التراث والثقافة والجهات الحكوميّة الأخرى، وعلى رأسها البحريّة السلطانيّة العمانيّة؛ التي سخّرت جميع إمكانيّاتها لخدمة المشروع، إضافة إلى تعاون الجهات الأهليّة، إلى جانب التنسيق بين فريق المشروع المكوّن من عدد كبير من المستشارين العلميين الذين قدموا خبراتهم في تفسير تاريخ ومواصفات بعض القطع الأثريّة المُكتشفة بشكل علمي منهجي دقيق. مما يسهم في خلق نواة لأول فريق وطني مُتخصِّص في التعامل مع متطلبات حماية التراث الثقافي العماني المغمور بالمياه؛ ويجعل السلطنة من الدول القلائل في المنطقة التي اهتمت ببناء القدرات الوطنية؛ للعناية بمفردة مهمَّة من مفردات التراث الثقافي.

تعليق عبر الفيس بوك