"جمعية حماية المستهلك" توصي بإنشاء مختبر وطني لفحص المواد الغذائية لضمان خلوها من المضادات الحيوية

مسقط - الرُّؤية

أوْصَت ندوة نظمتها الجميعة العمانية لحماية المستهلك، أمس، بإنشاء مختبر وطني لفحص المواد الغذائية قبل توزيعها لضمان خلوها من المضادات الحيوية، وقد عقدت الندوة تزامنا مع اليوم العالمي للمستهلك والذي يوافق 15 مارس من كل عام.

وحملتْ الندوة عنوان "لا نريد مضادات حيوية في طعامنا"، وهدفت إلى التعرف على إيجابيات واستخدامات المضادات الحيوية، وبحث أفضل الاشتراطات الملائمة لوصف المضادات، والاطلاع على تجارب الدول العربية في مجال التقليل من الآثار السلبية للمضادات الحيوية. ورعى حفل الافتتاح سعادة محسن بن خميس البلوشي مستشار وزارة التجارة والصناعة وبمشاركة الاتحاد العربي للمستهلك وحضور عدد من أصحاب السعادة ومدراء العموم والمدراء من الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة وعدد من رؤساء الجمعيات الزراعية والحيوانية وعدد من عضوات جمعيات المرأة العمانية وعدد من طلاب وطالبات الكليات والجامعات الخاصة.

واشتملت الندوة على 8 أوراق عمل، تناولت عددا من المحاور المهمة ومنها: أثر المضادات الحيوية على القطاع الزراعي وعلى صحة الإنسان وطرق الوقاية من آثارها السلبية، وتسليط الضوء على الإجراءات الواجب القيام بها من العاملين في القطاع الصحي والأجراءات والتعديلات الممكنة على التشريعات والقوانين لمواجهة ذلك التحدي والخطر الناجم عن استعمال المضادات الحيوية، إضافة إلى الحديث عن ضرورات استخدام المضادات والأخطاء الشائعة في استهلاكها، إلى جانب الحديث عن أنواع وأسعار وتخزين المضادات الحيوية وصولا إلى واقع التشريعات الحاكمة حول مسألة تداول المضادات الحيوية.

من جهته، قال الشيخ سعيد بن ناصر الخصيبي رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية لحماية المستهلك: "إن الاعتدال في التعاطي والاستخدام المتوازن دون إفراط أو تفريط، هو سلوك فطري طبيعي، سيظل بحاجة إلى دعم البنى التشريعية والهياكل الرسمية من خلال شمولية القوانين والصرامة في تنفيدها، خصوصاً وأن مغريات الإسراف والتشجيع على إساءة استخدام المضادات الحيوية هي مع الأسف الشديد مناهج تجارية وطرق تسويقية مستحدثة تتبعها بعض الشركات المنتجة لهذه المضادات، وبالأخص في القطاع الزراعي".

واشتملت أجندة الندوة على كلمة لسعادة الدكتور محمد عبيدات رئيس الإتحاد العربي للمستهلك تحدث فيها عن تعمد بعض الشركات العالمية المتخصصة في الوجبات السريعة استخدام المضادات الحيوية في تجهيز اطعمتها بطرق لا تراعي معالجة البكتيريا. وأوضح أن الدراسات تشير إلى أنَّ استخدام هذه المضادات الحيوية في الاطعمة سينتج عنه وفاة 10 ملايين شخص بحلول عام 2050.

وانطلقت أعمال الندوة بورقة عمل بعنوان "معاً للحد من انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في سلطنة عمان"، وقدمتها الدكتورة أمل بنت خلفان الجابرية أخصائية الأحياء الدقيقة ومكافحة العدوى بقسم الأحياء الدقيقة بمستشفى خولة. فيما تناولت الورقة الثانية "أثر المضادات الحيوية على الإنسان والإجراءات الواجب إتباعها للوقاية من الأثار الناجمة"، وقدمها البروفيسور عصام توفيق كاظم من قسم علوم الحيوان والبيطرة بكلية الزراعة والعلوم البحرية من جامعة السلطان قابوس. اما ورقة العمل الثالثة فقد تحدثت المهندسة عايدة بنت سليمان الخروصي رئيسة قسم تغذية الأسماك من مركز الإستزراع السمكي بوزارة الزراعة والثروة السمكية فيها عن الإضافة العلاجية في علائق الأسماك المستزرعة. وفي ورقة العمل الرابعة تحدثت الدكتورة ندى نعمي مسؤولة قسم ومراقبة سلامة الغذاء وعضو هيئة إدارة جمعية المستهلك اللبنانية عن أهمية توعية المستهلك حول المضادات الحيوية وحقه في معرفة نسب المضادات في الغذاء الذي يتناوله وذلك تجنبا لتراكم تلك المضادات في الجسم وما قد تسببه من أضرار كبيرة في المستقبل. واستعرضت الصيدلانية روان سليمان الحياري رئيس شعبة الحاكمية الرشيدة للدواء بالمؤسسة العامة للغذاء والدواء من المملكة الأردنية الهاشمية بعض الأخطاء الشائعة في إستخدام المضادات الحيوية سواء من جانب المستهلكين لتلك المضادات أو من الجانب المؤسسي والشركات التجارية. واستعرضت أم كلثوم بنت حمد الكندية أخصائية أحياء بحرية بوزارة الزراعة والثروة السمكية، في ورقة العمل السادسة بعض التجارب على بدائل المضادات الحيوية من الطبيعة والتي ليس لها آثار سلبية، كما هو حال المضادات الحيوية الصناعية. وتحدثت الصيدلانية آمنة بنت محمد العلوية من ديوان البلاط السلطاني عن المضادات الحيوية من حيث طبيعتها وضرورات استخدامها وحثت الحضور على تجنب استخدام تلك المضادات واستبدالها بالمضادات الطبيعية.

وتضمنت توصيات الندوة دعوة وزارة الصحة إلى أخذ عينات من المأكولات التي تقدمها مطاعم الوجبات السريعة في البلدان العربية لفحصها للتعرف على المضادات الحيوية المستخدمة في إنتاجها وآثارها السلبية على صحة الأفراد والأسر والشباب، وحث الشركات المحلية على انتاج المأكولات السريعة بدون إضافة أي مضادات حيوية. كما أوصت الندوة بضرورة إيجاد أو تأسيس مختبرات علمية لفحص كميات المضادات الحيوية التي يمكن أن تكون موجودة في اللحوم الحمراء والدواجن المستوردة والمحلية. وأوصت الندوة بأهمية تعميم عدد من البرامج التوعوية وتنفيذ مؤتمرات علمية بالتعاون مع الجامعات ووزارة الصحة والمختبرات، كما أوصت الندوة بضرورة العمل على إصدار دليل إرشادى توعوي حول طرق وأساليب الإستخدام الممكنة للمضادات الحيوية للمستهلكين والمنتجين الزراعيين والصيادلة والأطباء.

تعليق عبر الفيس بوك