الحكومة السورية تسلم الأمم المتحدة وثيقة حل سياسي.. وروسيا تسجل 14 انتهاكا لاتفاق الهدنة

موسكو - رويترز

قال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات جنيف للصحفيين أمس إنّ الحكومة قدمت وثيقة بعنوان "العناصر الأساسية لحل سياسي" إلى ستافان دي ميستورا وسيط الأمم المتحدة في محادثات السلام. وأضاف بعد الجلسة الافتتاحية للمحادثات أنّه عقد اجتماعا إيجابيا وبناء مع دي ميستورا.

وقال مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا أمس إنّ سوريا تواجه لحظة الحقيقة وذلك خلال افتتاحه لأولى ثلاث جولات من المحادثات التي تهدف إلى التفاوض على الانتقال السياسي والتوصل إلى "خارطة طريق واضحة" لمستقبل سوريا. وأضاف أنّه لا توجد "خطة بديلة" سوى العودة إلى الحرب وطلب الاستماع إلى جميع الأطراف لكنّه قال إنّه لن يتردد في طلب تدخل القوى الكبرى بقيادة الولايات المتحدة وروسيا إذا تعثرت المحادثات.

وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي "إذا لم نر في هذه المحادثات أو في الجولات القادمة أي بادرة على الاستعداد للتفاوض.. فإننا سنحيل الأمر مرة أخرى إلى من لهم تأثير أي روسيا الاتحادية والولايات المتحدة.. ومجلس الأمن الدولي."

وهذه المحادثات الأولى منذ أكثر من عامين وتجري في ظل وقف لم يسبق له مثيل للعمليات القتالية برعاية واشنطن وموسكو وبموافقة الحكومة السورية ومعظم خصوم الرئيس بشار الأسد.

ونجحت الهدنة وهي الأولى من نوعها في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات في الحد كثيرًا من القتال خلال الأسبوعين الماضيين مما أحيا الآمال في أن تتمكن هذه المبادرة الدبلوماسيّة من تحقيق ما فشلت فيه كل الجهود السابقة. وتمّ الاتفاق على وقف القتال بعد أن ألغى دي ميستورا محاولة سابقة لإجراء محادثات الشهر الماضي.

ويجب أن تركز المحادثات على الانتقال السياسي الذي وصفه دي ميستورا بأنّه "أم القضايا" فيما ستتولى مجموعات عمل منفصلة القضايا الإنسانية ووقف الأعمال القتالية.

وقال دي ميستورا "على حد علمي فإنّ الخطة البديلة الوحيدة المتوفرة هي العودة إلى الحرب وحرب أشد حتى مما شهدناه حتى الآن."

والتزمت كل الأطراف التي تحضر المحادثات بانتقال سياسي سيعقب الحرب لكن مواقف الأسد وخصومه تتباين بشكل جذري حول ما يعنيه هذا الانتقال وما إذا كان يشمل رحيل الرئيس عن السلطة.

وتنتهي الجولة الأولى من المحادثات في 24 مارس تقريبا وتعقبها فترة راحة لمدة تتراوح بين سبعة وعشرة أيام ثم تجرى جولة ثانية لمدة أسبوعين على الأقل ثم فترة راحة أخرى تعقبها جولة ثالثة.

وقال دي ميستورا "نعتقد أنّه بحلول ذلك الحين يجب أن تكون لدينا على الأقل خارطة طريق واضحة. لا أقول اتفاقا بل خارطة طريق واضحة لأنّ هذا هو ما تتوقعه سوريا منا جميعا."

ولم يذكر دي ميستورا إن كان الزعماء الأكراد سيشاركون في المحادثات للمرة الأولى لكنّه قال إن شكل المحادثات غير المباشرة يمنحه مرونة لسماع أكبر عدد ممكن من الأصوات وإنّه يجب منح فرصة لكل السوريين. وأضاف "قانون اللعبة سيكون هو أن تشمل الجميع."

ومضى يقول "في الحقيقة سيتم التحديث المستمر لقائمة من سنقوم بالتشاور معهم أو لقائهم أو من أتمنى أن يكونوا جزءا ليس من المفاوضات غير المباشرة فحسب بل المفاوضات المباشرة في نهاية المطاف."

تعليق عبر الفيس بوك