خواتيم

حسين الغافري

(1)

نعيش لحظة من أهم اللحظات الرياضية في حُلمنا الكروي، وهو حلم يصطدم بمفترق طرق لمباراتين فقط.. حُلم لطالما تمنيناه أن يكون واقعا نعيشه رغم المسلمات التي تقول دائماً بأن مثل هذه الأحلام تحتاج إلى عمل وجهد وتأسيس قواعد حتى لا نندب الحظ بعد كل سقوط. فعلاً، من قال بأن الأحلام لا يمكن أن تكون واقعا طالما سعى لها الإنسان سعياً حقيقياً وحولها واقعاً ملموساً. وحلمنا الكروي هذه المرة قُدّر له الاصطدام بمباراة جوام وإيران ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا في أبوظبي 2019 وقبلها بعام التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم بروسيا 2018. قبل السفر إلى إيران سيكون المُنتخب على موعد مع ضرورة تجاوز جوام الأسبوع المقبل، وهي مباراة لا ينبغي أن نخرج منها إلا بفوز عريض وإعطاء دفعة معنوية للاعبين والجمهور قبل كل شيء لإبقاء كل الآمال والاحتمالات متاحة قبل السفر إلى طهران، والسعي للفوز بلقاء ستاد أزادي بالعاصمة الإيرانية.

فعلياً تبدو المهمة صعبة ومعقدة بشكل كبير خصوصاً لقاء المنتخب الإيراني على أرضه وهو ما يحتم أن يكون المدير الفني للمنتخب الإسباني لوبيز كارو قد درس كل التكتيكات الفنية وكان على علم بكل الجوانب الفنية التي يمتلكها الإيرانيون ومنتخب جوام من أجل كسب اللقاءين. ولو أن المنتخب حصل على أكثر من فرصة للذهاب بعيداً بالنقاط والتأهل المُبكر في ظل خسارة أغلب أضلاع المجموعة لنقاط سهلة نسبياً، إلا أن منتخبنا كذلك أكل من هذا الصحن وسقط مراراً كلفته نقاط كانت في المتناول وحسّنت جدول الترتيب. الوقت الآن يحتاج تجاوز هذه الأمور والمرحلة الماضية بكل أحداثها طالما أصبحت طي الماضي، والتفكير بالقادم مطلب هام وحساس وهو يمثل حلم ينشده مليونين ونصف المليون يعيشون على أرض السلطنة. نراهن كذلك بوقفة ضرورية مع المنتخب في لقاء جوام وملىء المدرجات عن بكرة أبيها وهي دعوة قد لا أحتاج لتوجيهها لشعب كان ولا يزال متيمًا بالكرة وخلف منتخبه في مختلف ظروفه. خاتمة كل الأمنيات لها أن تكون باللون الأحمر للمنتخب. خاتمة نتمنى أن نذهب فيها بعيداً والتأهل للأدوار المتقدمة والسعي للحلم المنتظر.

(2)

أيضاً، نعيش لحظات حساسة في لقاءات دوري عمانتل للمحترفين مع مراحلة الختامية. أربع لقاءات تفصلنا عن رؤية هوية البطل، ولو أن ملامحه أصبحت محصورة بشكل شبه رسمي بين الثلاثي فنجاء والسويق والعروبة. كل لقاء يتشكل بحد ذاته.. وكل لقاء يعني للطرف الآخر الشيء الكثير في صراع المنافسة. العروبة يسعى بسعي دؤوب للمحافظة على لقبه الذي حققه بامتياز في العام المنصرم. والغريب أن الثلاثة الأوائل بدورينا خرجوا مبكراً من بطولة الكأس مما يعني أننا على موعد برؤية بطلين هذه المرة في المسابقتين. صراع التنافس غير محصور فقط على مقاعد اللقب حيث أن الخوف من الهبوط للدرجة الأولى يلقي بظلاله. شكلياً صلالة يبدو بأنه أول الهابطين إلى دوري المظاليم. أما أصحاب المراكز من التاسع وحتى الثالث العشر ففرص الهبوط لديهم متقاربة. صور والشباب والخابورة ومسقط والمصنعة في خطر حقيقي ومنافسة شديدة تتطلب الانتباه جيداً في كل لقاء وهم كذلك على ارتباط ببقية المباريات. الخواتيم .. ووقت الحصاد مُرتبط بأندية دورينا كما هو حال منتخبنا. نتمنى كذلك ومع شراسة المنافسة في مراحلها الأخيرة رؤية قيمة فنية كبيرة في لقاءات الدوري القادمة. فكيف سيكون شكل الخاتمة؟! إنه أمر مثير للمتابعة حقاً.

HussainGhafri@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك