انطلاق فعاليات ومناشط أسبوع المرور الخليجي الـ 32 تحت شعار "قرارك يحدد مصيرك"

الخروصي والزبير يفتتحان اليوم معرضين مروريين بـ"سيتي سنتر" و"جراند مول"

الرواس: 47% انخفاضًا في نسبة وفيّات الحوادث المروريّة بالسلطنة مقارنة بالعام 2012

وفود دول مجلس التعاون تشارك غدًا في افتتاح فعاليات ومناشط أسبوع المرور في نزوى

معارض مروريّة ومحاضرات توعوية وتوزيع كتيبات إرشاديّة في إدارات المرور بالقيادات الجغرافية

مسقط - الرؤية

تشارك السلطنة ممثلة في الإدارة العامة للمرور بشرطة عمان السلطانية نظيراتها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فعاليات ومناشط أسبوع المرور الخليجي الثاني والثلاثين تحت شعار (قرارك يحدد مصيرك) والذي تنطلق فعالياته اليوم، بهدف نشر الثقافة المرورية لدى مستخدمي الطريق والتقيد بالقواعد والأنظمة الصحيحة، حيث يرمز شعار هذا العام إلى أهميّة اتخاذ القرار المناسب أثناء استخدام الطريق، ويؤكّد على دور مستخدم الطريق في تحقيق السلامة المرورية كونه المتحكم في العملية المرورية.

ويرعى فضيلة الدكتور الشيخ كهلان بن نبهان بن عبدالرحمن الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة اليوم افتتاح المعرض المروري بمركز المدينة (مسقط سيتي سنتر)، فيما يرعى رشاد بن محمد الزبير رئيس مجلس إدارة مؤسسة الزبير افتتاح المعرض المروري بالمركز التجاري (مسقط جراند مول)، إضافة إلى عدد من الفعاليات والمناشط التي استعدت لها إدارات المرور في مختلف محافظة السلطنة.

وتشارك وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية صباح الغد في افتتاح فعاليات ومناشط أسبوع المرور في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية، كما تحتفل إدارات المرور في القيادات الجغرافية بافتتاح معارض مرورية في عدد من محافظات السلطنة، إضافة إلى إلقاء المحاضرات وتوزيع الكتيبات الإرشاديّة.

نشر مفاهيم السلامة

وقال العميد مهندس محمد بن عوض الرواس مدير عام المرور إنّ حوادث السير وما تسببه من أضرار بشرية ومادية تعد من أبرز معضلات العصر الحديث لما تستنزف من موارد بشرية واقتصادية، إضافة إلى ما تخلفه من مآس اجتماعية، ولذلك يعمل الجميع لإيجاد وتنفيذ الحلول للحد من تلك الحوادث وآثارها السلبية. وعند الحديث بلغة الأرقام عالمياً تتسبب تسبب في وفاة أكثر من (1.25) مليون شخص، وبذلك أصبح تحقيق السلامة المرورية مطلب وهدف لجميع المجتمعات في كافة دول العالم، ونحن في السلطنة ـ والحمد لله ـ انخفض عدد الحوادث وأضرارها البشرية بشكل كبير، ونأمل وبتعاون الجميع الاستمرار في تحقيق النتائج الإيجابية المتمثلة في انخفاض نسبة الحوادث المرورية والوفيّات والإصابات لجعل طرق السلطنة أكثر أماناً لمستخدميها مؤكدين بأنّ المسؤولية جماعية ولا تقتصر على جهود الشرطة والجهات المعنية، ونتطلع إلى استمرارية جهود الجميع.

وأشار الرواس إلى انخفاض الوفيّات في الحوادث بنسبة (47%) عما كان عليه عام 2012م. وتشير الإحصاءات وللسنة الثالثة على التوالي إلى انخفاض في الإصابات (14%)، والحوادث (26%)، عما كان عليه عام 2012م، ونتطلع هذا العام استمرار الانخفاض في حوادث المرور وأضرارها البشرية.

قرارك يحدد مصيرك

وقال العميد مهندس محمد الرواس إنّ أسابيع المرور تعد نافذة يطل من خلالها المعنيون بالتوعية المرورية بأجهزة المرور بدول المجلس، يرفعون شعاراً موحداً يهدف إلى تنمية الوعي المروري لدى المجتمع الخليجي، وتأتي الرسالة وللعام الثاني على التوالي تحت شعار (قرارك يحدد مصيرك) تأكيداً على أهمية السياقة الوقائية وضرورة اتخاذ القرار المناسب والصحيح مع أهميّة أخذ الحيطة والحذر والتركيز في السياقة، فالحادث المروري غالباً ينتج عن قرار خاطئ يتّخذه مستخدمو الطريق قد تكون نتيجته مؤلمة، فالجميع يعرف بأنّ السرعة الزائدة واستخدام الهاتف النقّال أثناء السياقة والتجاوز غير الآمن جميعها قرارات خاطئة، فالحرص على اتخاذ القرار الصحيح والتقيد بآداب وقواعد المرور وهي السبيل الوحيد للحفاظ على أرواحنا وأرواح مستخدمي الطريق بشكل عام.

وعن أهميّة أسابيع المرور، أوضح مدير عام المرور أنّ لها دور كبير تعزيز الوعي والثقافة المرورية بتسليط الضوء على المعضلات المرورية وآليات الوقاية والحد منها، وتمثل تكاتف الجهود لإدارات المرور في دول المجلس لنشر الوعي المروري وهذا ما لمسناه من خلال أسابيع المرور السابقة المستمرة لأكثر من 33 عاماً، والتي تلقى اهتماماً وتفاعلا كبيراً من الجمهور الخليجي من خلال تنفيذ العديد من برامج التوعية المرورية بمشاركتهم، مما أدى إلى شعورهم بالمسؤوليّة والعمل الجماعي والتي ساهمت بلا شك في تعزيز كفاءة ومقدرة مستخدمي الطريق ومساهمتهم في تحسين أدائهم مهما كان له الأثر الإيجابي في الحد من الحوادث المرورية ومخاطرها على المجتمع، بجانب الإجراءات الفعّالة الأخرى التي تتخذها أجهزة المرور في دول المجلس.

المعارض التوعوية

وفيما يتعلق بالمناشط، أشار الرواس إلى أن الأسبوع يشهد تنفيذ العديد من المعارض وبرامج التوعية في جميع محافظات السلطنة، تستهدف كافة شرائح وفئات المجتمع من خلال العديد من المحاضرات والمعارض التوعوية بمشاركة أجهزة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

وحول الوضع المروري في السلطنة والإحصاءات المرورية والجهود المبذولة، أكّد العميد مهندس الرواس أنّ المتابع للوضع المروري في السلطنة يشعر بالارتياح ولله الحمد لما تحقق من انخفاض كبير وملحوظ في عدد وفيّات الطرق يزيد عن (48%) مقارنة بما كان عليه الوضع في العام 2012م، في ظل ارتفاع أعداد المركبات في السلطنة بنسبة (9%) سنوياً تقريباً، وأعداد السواقين (10%) سنوياً. ويرجع ذلك إلى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للحد من الحوادث المروريّة، والجهود المبذولة من قبل شرطة عمان السلطانية في نشر أجهزة ضبط السرعة، والتي بلا شك ساهمت بشكل كبير في الحد من السرعات العالية وبالتالي انخفاض أعداد الحوادث والإصابات والوفيات لكون السرعة العالية السبب الرئيسي للوفيات والإصابات، وما يجدر الإشارة إليه أنّ الإحصاءات لهذا العام وبدخول العام الرابع شهدت انخفاضًا في أعداد الحوادث وأضرارها فمنذ بداية العام وإلى نهاية شهر فبراير هناك انخفاض في عدد الوفيّات والإصابات والحوادث مقارنة بنفس الفترة من نفس العام الماضي. وهذه المؤشرات ولله الحمد تعكس حجم الجهود المبذولة وتعاون مستخدمي الطريق بالتقيد بقواعد وأنظمة المرور.

رضا الجمهور

وعن مدى رضا الجمهور حول عمل وتطور المنظومة المروريّة بشكل عام ومدى نجاحها في الحد من الحوادث المرورية في السلطنة، قال العميد مهندس إنّ العمل المروري والمنظومة المرورية بشكل عام في تطور مستمر بفضل الجهود المبذولة واهتمام القيادة العامة للشرطة وعلى رأسها معالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك، ومتابعته المستمرة، كما يسرني الإشارة إلى أن المركز الوطني للإحصاء قام مؤخراً بإجراء استطلاع عن مدى فعالية عمل المنظومة المرورية ورضا الجمهور، ولله الحمد، وبفضل من الله وتعاون وتكاتف الجميع بلغت نسبة الرضا (94%)، وهذا مؤشر يسعد جميع العاملين في مجال السلامة المرورية، وحافز لمزيد من الجهد والعمل لجعل طرق السلطنة أكثر أماناً لمستخدميها.

وردا على سؤال عن حملات التوعية التي تنفذها الإدارة العامة للمرور، قال مدير عام المرور إنّ الإدارة تنفذ حملة عن السرعة بعنوان (شكرا على تقيدكم بالسرعة) بغيّة تعريف مستخدمي الطريق بالسرعة القانونية وتعريفهم بجهود شرطة عمان السلطانية والنتائج التي تحققت بتكثيف المراقبة المرورية ونشر أجهزة ضبط السرعة بجانب توعية مستخدمي الطريق وتشجيعهم على التعاون والعمل من أجل تحقيق المزيد من النتائج.

ويشهد الأسبوع الجاري تدشين حملة توعوية عن خطورة الهاتف النقال أثناء سياقة المركبات وتتضمن هذه الحملة العديد من الفعاليات والبرامج التوعوية وسيتم تنظيمها بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة كما سيتم إشراك لجان السلامة المرورية بالولايات والجمعيات المعنية بقضايا السلامة المرورية، وناشطي موقع التواصل الاجتماعي بهدف توصيل رسالة الحملة التوعوية وأهدافها وأهميتها لجعل الطرق أكثر أمناَ لمستخدميها تركز على خطورة الهاتف النقال لما لخطورة الاستخدامات السلبيّة من خطورة على سائقي المركبات، وأنّ استخدام الهاتف النقال والتحدّث وكتابة الرسائل النصية أثناء السياقة ظاهرة خطيرة وإدمان تعاني منه كافة المجتمعات المعاصرة، فاستخدام الهاتف النقال يتسبب في حصد الأرواح وإعاقة الكثير.

مفاجآت على الطريق

وأوضح الرواس أنّ حمل الهاتف النقال وكتابة وقراءة الرسائل أثناء السيّاقة تعيق السائق من التركيز والتحكم بالسياقة لانشغاله باستخدام الهاتف، وأشارت الدراسات أنّ احتمال وقوع حادث مروري عند استخدام الهاتف أثناء السياقة يزيد بدرجة عالية، فالسائق مستخدم الهاتف سرعته تكون غير منظمة ولا يتقيد بخط سيره ويفقد التركيز في ترك مسافة الأمان، والأهم من ذلك فقدان الانتباه لما يدور حوله في بيئة الطريق كذلك استجابته لمفاجآت الطريق تكون بطيئة أو محدودة في كثير من الأحيان، وأشارت الدراسات إلى أنّ نسبة (37%) تنخفض معدلات الاستجابة عند كتابة أو قراءة المركبة. وأضاف أنّ التوعية المرورية عمل مستمر ومتواصل طالما هناك مركبة وسائق وطريق وأنظمة وقوانين حديثة.

ووجه مدير عام المرور سائقي المركبات إلى ضرورة التقيد بالسرعات القانونية على الطرق والبعد عن استخدام الهاتف النقّال أثناء السياقة، وأكّد بأنّ حياة الفرد أثمن من كتابة أو قراءة رسالة نصية، يمكن تأجيلها وإذا كان هناك أمر هام فمن الممكن الوقوف في مكان آمن والقيام بذلك، وأنّ معظم الحوادث المرورية تقع بسبب السرعة العالية، والتهور في السياقة وعدم ترك مسافة الأمان والإهمال وغيرها، فالمطلوب التقيد بالسرعة الآمنة وعدم استخدام الهاتف النقال واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. واختتم بقوله: أدعو الله جلت قدرته أن يقينا جميعاً مخاطر الطريق، وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه، تحت رعاية قائد المسيرة المباركة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله- إنّه سميع مجيب.

تعليق عبر الفيس بوك