الريادة طريقنا

د. رحمة المحروقية*

لم يعد مصطلح ريادة الأعمال غريبًا في كلامنا ومحادثاتنا اليومية فجهود دولتنا معروفة في هذا المجال وهي إلى تطور وتنام مستمر. ورغم حداثة المصطلح النسبية إلا أنّ فكرته قديمة قدم الزمن وقدم وجود الإنسان على هذه الأرض. فالإنسان بما أعطاه الله من طاقات وإمكانات فكرية وفنية ومهارات عبقرية استطاع أن يخلق مجالات من العمل وأصناف من المهن هي من التنوع بحيث يحار معها العقل الإنساني نفسه. وريادة الأعمال قد تبدأ بفكرة عبقرية تلاقي قبولا من البعض مما يشجع صاحب الفكرة على المضي قدما في تطويرها وتنقيحها حتى تصير قابلة للتنفيذ ودارة للربح تمكن الشخص من كسب لقمة عيشه. وقد يتنامى الكسب ليصبح ممولا للتوسّع في العمل عن طريق فتح فروع عدة أو تنويع المعروض من السلع أو إضافة مميزات وسمات جديدة من تصاميم أو نكهات أو ألوان أو غيرها. وقد تطورت ريادة الأعمال في عصرنا هذا لتشمل مجالات تتعدى المجالات الصناعية ومجالات الإنتاج لتشمل أعمال فكرية وعلميّة واجتماعية ونفسية وغيرها. كما أضحت ريادة الأعمال مشروعًا ممنهجًا له أسسه وقواعده وطرقه وأساليبه. فهناك الجهات المختلفة التي ترعى رواد الأعمال وتدعم جهودهم وتأخذ بأيديهم إلى سبل النجاح. وتعمل جامعة السلطان قابوس ممثلة بمكتب نائبة رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي وبعمادة البحث العلمي وخاصرة دائرة شؤون الابتكار وريادة الأعمال على تنمية توجه ريادة الأعمال عند طلبة الجامعة كافة. وتقوم دائرة الابتكار وريادة الأعمال بدور فعال في تنظيم ورش العمل التي تهدف إلى غرس الثقة في الأجيال الشابة من طلبة الجامعة ليحولوا أفكارهم واختراعاتهم إلى مشاريع تجلب لهم الدخل وتضيف قيمة للسوق المحلي وربما العالمي. ويساند الدائرة في ذلك برنامج دعم الابتكار الأكاديمي بالجامعة والذي يموله مجلس البحث العلمي والذي يوفر جوائز لمشاريع فائزة بالدعم لمساعدة أصحاب المشاريع المقترحة في الوصول إلى مصنعين يحولون الفكرة إلى واقع ملموس.

إن تعاون المصنعين وأصحاب المؤسسات الخاصة أمر في غالية الأهمية في دفع عجلة الإنتاج حتى لا تأخذ من الوقت أكثر مما يجب فيصاب صاحب الفكرة بالإحباط أو فقدان الأمل الذي قد يدفع به إلى التنازل عن الفكرة وتركها دون تطبيق. إنّ تعاون جميع الجهات والمؤسسات سواء كانت حكومية أو خاصة والقطاعات المختلفة سواء كانت أكاديمية أو صناعية أو خدمية لهو من الأهمية بمكان بحيث يكفل نشوء جيل من رواد الأعمال قادرين على كسب عيشهم بأنفسهم وتوفير فرص لغيرهم من المواطنين. فلنعمل معا لتشجيع ريادة الأعمال فهي طريقنا إلى دخل متنوّع يستغل طاقاتنا البشرية ومواردنا الطبيعية ويرفد المجتمع بما يحتاجه من مستلزمات تكفل راحته ورفاهيته.

*نائبة رئيس جامعة السلطان قابوس للدراسات العليا والبحث العلمي

mrahma@squ.edu.om

تعليق عبر الفيس بوك