دعمٌ إسلامي للقضية الفلسطينيَّة

يُؤرِّخ "إعلان جاكرتا" حول فلسطين ومدينة القدس الشريف، الصادر في ختام القمَّة الإسلامية الطارئة التي عُقدت في إندونيسيا، لمرحلةٍ جديدةٍ في التعاطي الإسلامي مع هذه القضية المركزية ليس للعرب فحسب، وإنما المسلمين في كافة بقاع الأرض.

فالإعلان حَفِل بالعديد من البوادر التي تُشير إلى أنَّ المرحلة المقبلة ستشهد تحركًا إسلاميا فاعلا يُستهدف تحقيقَ أكثر من هدفٍ، تصبُّ جميعها في غاية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ العام 1967، وصَوْن حُرمة مدينة القدس الشريف ووضعيتها الخاصة؛ من خلال التصدي للممارسات الإسرائيلية التي تَرْمِي لعزلِ المدينة المقدسة عن المدن الفلسطينية الأخرى، وإحاطتها بأحزمة استيطانية من جميع جوانبها، والعمل على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لوضع حدٍّ لاستفزازات الاحتلال المستمرة لمشاعر المسلمين في سائر أرجاء العالم، والضغط على المجتمع الدولي لمعالجة قضية الاستيطان الذي يتمدَّد في الأراضي الفلسطينية، ليقوِّض حل الدولتين.

إضافة إلى الحثِّ على توفيرالحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطيني، في ظل الممارسات القمعية التي تمارسها إسرائيل بحقه. وفي هذا الصدد، ينبغي تكثيف الجهود الرامية إلى فضح ممارسات الاحتلال والتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.. على أن يتواكب مع ذلك الدعوة لعقد مُؤتمر دولي للسلام لدعم الجهود الهادفة إلى تحقيق حل الدولتين على أساس حدود ما قبل عام سبعة وستين.

... إنَّ بنود "إعلان جاكرتا" تُمثِّل إضافة نوعية لزخم التضامن الإسلامي مع الشعب الفلسطيني، إلا أن المطلوب -وبشكل عاجل- تفعيل وتنفيذ القرارات الإسلامية العديدة التي تبنَّتها منظمة التعاون الإسلامي، إضافة إلى تعزيز الصناديق التي أُنشئت من أجل القدس وتنفيذ عملها على أرض الواقع، وإنشاء برنامج للتمكين الاقتصادي لدعم الفلسطينيين بالقدس، وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكل هذا من شأنه الإسهام إيجابا في حلِّ القضية وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

تعليق عبر الفيس بوك