القمَّة الإسلامية.. تحدِّيات وآمال

تأتي القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامى -التي تلتئم اليوم فى العاصمة الإندونيسية جاكرتا، حول فلسطين والقدس الشريف- في توقيت بالغ الدقة؛ جرَّاء تصاعُد الاعتداءات الإسرائيلية بحقِّ أبناء الشعب الفلسطينى، وفي ظل تزايد حِدَّة الانتهاكات الإسرائيلية للمقدِّسات الإسلامية فى الأراضى الفلسطينية -وفي مقدمتها: المسجد الاقصى- الأمر الذي يُعد خرقا فاضحا، وانتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولى التي تُؤكد ضرورة حماية المدنيين، والكف عن توقيع العقاب الجماعى عليهم، وعدم جواز تغيير الواقع على الأرض بالقوة.

.. تنعقد القمَّة الإسلامية مع تواصل الحملة الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الطابع الديموغرافي لمدينة القدس الشريف، وهدم منازل العائلات المقدسية، وفي ظلِّ انتهاكات تطال مُقدَّساتها وأهلها، والتضييق عليهم لإرغامهم على الخروج من المدينة.

ويُنتظر من القمة الطارئة الخروج بقرارات للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية للعالم الإسلامى، وأن ما تشهده بعض الدول الإسلامية من نزاعات، لا ينبغي أن يَصْرف الانتباه عن القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، أو يقذف بها في غياهب النسيان والتجاهل.

ويُرتجى أنْ يَصْدُر عن القمة كذلك تأكيد حاسم على أنَّ العالم الإسلامي لا يقبل السكوت على الانتهاكات التي يُمارسها الاحتلال بحقِّ الشعب الفلسطيني، وأن تبعث برسالة واضحة مفادها التزام وتوحد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بالقضية الفلسطينية وتوحدهم وراءها، بغية الوصول إلى حلٍّ عادل لهذه القضية؛ من خلال تبني أحد الخيارين؛ أولهما: تنظيم مؤتمر دولي قد يفضي إلى استئناف المفاوضات، وثانيهما: بذل قصارى الجهد لإحياء اللجنة الرباعية.

ولأهمية وحدة الصف الفلسطيني، يُؤمل أن تضطلع منظمة التعاون الإسلامي بدور ملموس في دفع الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية؛ باعتبار أنَّ ذلك سيُسهم في تحقيق التطلعات الفلسطينية بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

تعليق عبر الفيس بوك