سوريا: 135 قتيلا في مناطق تشملها الهدنة.. ووزيرا خارجية روسيا وأمريكا يدعوان لبدء المحادثات سريعا

مبعوث الأمم المتحدة يتوقع "بداية ضعيفة" للمفاوضات.. وانتخاب العبدة رئيسًا للائتلاف

عواصم - الوكالات

قال المرصدُ السوري لحقوق الإنسان، أمس، إنَّ 135 شخصا في المجمل قتلوا في الأسبوع الأول من هدنة هشة في سوريا في مناطق يشملها اتفاق وقف الأعمال القتالية. وذكر المرصد أنه في المناطق التي لا يشملها الاتفاق الذي بدأ سريانه يوم 27 فبراير قتل 552 شخصا.

وقال مسؤول بوحدات حماية الشعب الكردية، أمس، إنَّ الجيش التركي أطلق النار على عناصرها قرب مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا قرب الحدود التركية. وقال ريدور خليل المسؤول بوحدات حماية الشعب إن القوات التركية أطلقت النار على أفراد من هذه الوحدات قرب مدينة القامشلي مما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح خطيرة. وأضاف أن تبادلا لإطلاق النار حدث بعد ذلك بين الجانبين وأن الوضع متوتر الآن.

ووحدات حماية الشعب شريك مهم للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لكنه يقاتل أيضا في الآونة الأخيرة ضد جماعات المعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا قرب حلب.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنَّ وزيري الخارجية الروسي سيرجي لافروف والأمريكي جون كيري تناولا خلال مكالمة هاتفية ضرورة بدء الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية سريعا. وقالت الأمم المتحدة إنه كان من المقرر أن تبدأ المحادثات التي تجري تحت إشرافها غدا في جنيف لكنها تأجلت حتى التاسع من الشهر ذاته "لأسباب لوجيستية وفنية وأيضا كي يستقر اتفاق وقف إطلاق النار بصورة أفضل".

وذكرت الوزارة في بيان أن "الجانبين طالبا ببدء المحادثات في أسرع وقت ممكن... بين الحكومة السورية ومختلف أطياف المعارضة والتي سيحدد خلالها السوريون أنفسهم مستقبل بلادهم." وأضافت الوزارة أن كيري ولافروف أكدا مجددا على ضرورة التعاون المتبادل لضمان وقف الأعمال القتالية في سوريا.

وانتخب الائتلاف السوري الوطني لقوى المعارضة، أمس، أنس العبدة رئيسًا له خلفًا لخالد خوجة، حسبما ذكرت قناة (العربية).

وقد ولد العبدة في دمشق في 1967، ودرس الجيولوجيا في جامعة اليرموك بالأردن، وحصل على الماجستير في الجيوفيزياء، ثم انتقل إلى بريطانيا وعمل في الإدارة التقنية هناك. وأسس حركة العدالة والبناء من لندن بوصفها حركة سورية معارضة لنظام بشار الأسد، وأصبح رئيسًا لإعلان دمشق في المهجر. وكثف العبدة جهوده لتوحيد المعارضة السورية فكان من مؤسسي المجلس الوطني السوري، ثم عضوًا في الأمانة العامة للمجلس الوطني، كما شارك في تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، ثم انتخب لمنصب أمين سر الهيئة السياسية للائتلاف الوطني.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس إن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يرحل في بداية العملية الانتقالية وليس في نهايتها. وقال الجبير خلال زيارة لفرنسا "بالنسبة لنا الأمر واضح جدا.. يجب أن يكون (رحيل الأسد) في بداية العملية وليس في نهاية العملية. لن يستغرق الأمر 18 شهرا." وجاءت تصريحاته قبل أيام من الموعد الذي تستهدف الأمم المتحدة فيه استئناف محادثات السلام في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام في سوريا.

وتراجعت الولايات المتحدة وحكومات غربية كانت تدعو من قبل لرحيل الأسد مبكرا عن مطلبها بعد أن تعزز موقفه بالتدخل الروسي في سوريا منذ سبتمبر. وقال الجبير إن السعودية ستتسلم شحنة من الأسلحة الفرنسية كانت قد طلبتها في الأصل من أجل لبنان. وعلقت السعودية في فبراير حزمة مساعدات قيمتها ثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني ردا على عدم إدانة بيروت لهجمات تعرضت لها بعثتان دبلوماسيتان سعوديتان في إيران.

وقال الجبير للصحفيين خلال زيارة لباريس "اتخذنا قرارا بأننا سنوقف منح الجيش اللبناني مساعدات عسكرية بثلاثة مليارات دولار وبدلا من ذلك سنعيد توجيهها إلى الجيش السعودي. لذلك سيتم استيفاء العقود (مع فرنسا) لكن الزبون سيكون الجيش السعودي". وفي مقابلة مع صحيفة الحياة اللندنية، توقع ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا بداية ضعيفة لمفاوضات السلام هذا الأسبوع فيما يصل المشاركون فيها على امتداد عدة أيام في "لقاءات غير مباشرة". وقال: "بحسب رأيي سنبدأ في العاشر من الشهر... البعض سيصلون في التاسع. آخرون بسبب صعوبات في أمور حجز الفنادق سيصلون في 11 ويصل آخرون في ال 14 من الشهر. سنعقد اجتماعات تحضيرية ثم سنذهب في العمق مع كل طرف في شكل منفصل لمناقشة القضايا الجوهرية." وستجري المفاوضات بصورة غير مباشرة وليس وجها لوجه.

وكان دي ميستورا قد حاول عقد مفاوضات السلام في يناير الماضي لكن مساعيه باءت بالفشل في مهدها. وراح أكثر من ربع مليون شخص ضحية الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات والتي تخلفت عنها أزمة ضخمة للاجئين لجأوا إلى لبنان وتركيا ودول الاتحاد الأوروبي.

وتجيء خطوة المفاوضات في أعقاب تنفيذ هدنة جزئية منذ أسبوع على الرغم من استمرار القتال في عدة مناطق بسوريا لأن وقف إطلاق النار لم يتضمن تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة. وأدى تراجع العنف إلى تسهيل توصيل شحنات المعونات إلى بعض المناطق في البلاد لكن دي ميستورا قال إنه يتعين على الحكومة السورية توصيل إمدادات المعونة بسرعة أكبر.

وقال "الشاحنات تنتظر 36 ساعة ويجب السماح بمعدات طبية". وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء إن مسؤولين سوريين رفضوا تسلم إمدادات طبية منها أطقم لعلاج الإصابات والجروح والحروق والمضادات الحيوية في قافلة كانت متجهة إلى بلدة المعضمية المحاصرة قبل ذلك بيومين.

وقال دي ميستورا إنه يعتزم دعوة أعضاء من الحكومة ومن المعارضة والمجتمع المدني ونساء لحضور مفاوضات السلام. وأضاف "النساء مهمات بالنسبة إلينا لأن لديهن الكثير من الأفكار حول مستقبل سوريا. سنلتقي بهن على نحو منفصل. ووصلت المساعدات الإنسانية أول أمس لمناطق قرب العاصمة السورية دمشق حيث يدور القتال بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية لكن جماعات المعارضة تقول إن المساعدات التي تصل ليست كافية.

وقال يانس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن قافلة مساعدات غذائية وإمدادات أخرى تحركت من دمشق متجهة للغوطة الشرقية شرقا مستغلة وقف الأعمال القتالية.

وسهل وقف الاقتتال الذي دخل حيز التنفيذ السبت الماضي من وصول مساعدات الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري إلى المناطق التي كان يصعب الوصول إليها. لكن القتال استمر في بعض المناطق بالبلاد. وقال منسق الأمم المتحدة المقيم يعقوب الحلو أول أمس إن القافلة تم إرسالها لمدن هزاع وسقبا وعين ترما وتأمل الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري في توصيل المساعدات لمدن أخرى في الغوطة الشرقية خلال يومين. وقال الحلو للصحفيين في دمشق "توصيل المساعدات سيستمر في الفترة القادمة ونحن (وشركاؤنا) مستعدون تماما لاستغلال الظروف المواتية في تلك الفترة التي انخفض فيها القتال بشكل ملحوظ."

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 25 شاحنة محملة بالمساعدات والإمدادات الطبية وصلت لمدينة سقبا. لكن جماعات المعارضة انتقدت العدد غير الكافي من شحنات المساعدات التي وصلت إلى السوريين منذ بدء وقف الاقتتال.

وقال محمد علوش رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام إن تسليم مساعدات لمناطق تحت سيطرة المعارضة خلال الأيام الماضية "لا تكفي عشرة في المئة من الحاجات المطلوبة وأكثر المناطق لم يدخلها شيء."

وعلوش عضو في الهيئة العليا للتفاوض وهي الهيئة الأساسية الممثلة للمعارضة التي تضم مسلحين ومعارضين سياسيين للرئيس بشار الأسد.

وتقدر الأمم المتحدة أن ما يقرب من نصف مليون شخص يعيشون تحت الحصار في سوريا من بين 4.6 مليون شخص يصعب الوصول إليهم بالمساعدات. وسلمت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس مساعدات طبية لبلدتي عفرين وأعزاز شمالي حلب من خلال الهلال الأحمر العربي السوري. وشملت المساعدات التي نقلتها المنظمة أكثر من 100 ألف جرعة علاج من بينها مضادات حيوية ومسكنات وأدوية للربو والقلب وأدوية مضادة للإسهال وفيتامينات وأدوية للأمراض غير المعدية.

وقالت المعارضة السورية إن الحكومة تحشد قواتها على عدة جبهات على الرغم من اتفاق وقف القتال وشككت في إمكانية استئناف محادثات السلام المزمعة هذا الأسبوع. وبينما سقطت صواريخ أطلقتها القوات الحكومية قرب مدينة جسر الشغور الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة إدلب قال تجمع مهم للمعارضة إنه لا يمكن أن يكون هناك وقف لإطلاق النار مع استمرار الهجمات.

تعليق عبر الفيس بوك