منتخبنا ومعارك مارس

أحمد السلماني

يعيش الوسط الكروي بالسلطنة حالة من التَّرقُب والرجاء بعد أن دخل شهر مارس الحالي، في انتظار العشر الأواخر منه الحاسمة بالنسبة للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم في ظهوره الرسمي الأول بقيادة الأسباني لوبيز كارو عندما يستضيف في الرابع والعشرين منه منتخب جوام وفي التاسع والعشرين منه سيواجه المنتخب الإيراني في أم المعارك على إستاد أزدي الشهير بطهران.

الموقعتان ستحددان مصير المُنتخب واستحقاقاته القادمة في العام 2016، فتأهله للتصفيات النهائية لكأس العالم 2018 والنهائيات الآسيوية 2019، بأبوظبي يمر من بوابتي جوام وطهران فإما مواصلة المشوار وبالتالي مواجهة زخم هائل من المباريات أو انتطار استحقاق وحيد وهو كأس الخليج والتي حسم ملفها أخير باستضافة الحدث في الدوحة بدلاً عن الكويت التي اعتذرت لدواعي إيقاف الرياضة الكويتية وشخصياً أجدها سانحة لأعبر عن شديد إعجابي بسيادية الموقف الرسمي الكويتي بعد أن تجاهل قرارات المُؤسسات الرياضية الكبرى التي الغارقة في الفساد الذي استشرى في دوائرها، فسلسلة فضائح الفيفا المالية لم ولن تتوقف قريباً وأتمنى أن تكون اللجنة الأولمبية العالمية بمنأى عن هكذا ممارسات فهذه إن لم تسمو ورسالتها التي قامت من أجلها فالأولى تجاهل كل ما يصدر منها أو حتى الانسحاب من منظومتها.

ليست هذه قضيتنا إنّما الشغل الشاغل اليوم هو إدارة الجهاز الإداري والفني لدفة المُنتخب في الموقعتين الحاسمتين بعد أن استقر اتحاد الكرة على كارو وجهازه المعاون وسمى كذلك أجهزته الإدارية ليُباشر الجميع عمله حيث نشهد هذه الأيام حراكاً غير مسبوق لهذا الفريق الذي وضعت على عاتقه مسؤولية العبور بالسفينة العُمانية الحمراء والتي تنتظرها أنواء صعبة للغاية فلا بديل للمنتخب سوى الفوز في المباراتين فالمجموعة يتصدرها المنتخب الإيراني بـ14 نقطة وتبقت له مواجهة مع المنتخب الهندي في دلهي، حيث يُعتبر الهندي الحلقة الأضعف في المجموعة ومن ثمّ لقاء أخير أمام جوام في مسقط يوم 24 وسيتوجه إلى طهران ليواجه البعبع الإيراني صاحب التصنيف الآسيوي الأول في معركة مصيرية عنوانها الأول" أكون أو لا أكون".

هذا المأزق كان نتاجاً منطقياً لحالة التراجع المذهل للمنتخب والخسارة أمام تركمانستان كشفت حالة الترهل التي يعيشها المنتخب وبالتالي كانت إقالة الفرنسي لوجوين أمرا حتميا وبتنا اليوم نعقد آمالا كبيرة لحضور عُماني بارز بأقدام لاعبينا المُخلصين أولاً وبالمدرسة الأسبانية التي وضع اتحاد الكرة ثقته بها والتي سندعمها بقوة من منطلقات يفرضها الواجب تجاه الوطن والقائد المفدى والجماهير المتعطشة لرؤية الأحمر وهو يعود كما كان "مدرسة برازيلية في قلب آسيا وشبه جزيرة العرب".

تحركات واسعة لكارو في متابعة اللاعبين بعد أن تعذّر عليه تجميع اللاعبين سوى لمرة واحدة تعريفية كانت في فبراير الفائت شهدت استدعاء 25 لاعباً، 9 منهم من فنجاء والأخير يعيش حالة من عدم الاتزان بعد الخسائر المتلاحقة في الدوري وخروج منطقي من الكأس بعد حضور هزيل للفريق وبالتالي فهي مناشدة للوبيز كارو أن يُعيد النظر في أسماء جلبت للمنتخب هناك من يستحق أن يكون مكانها بعد رحلاته المكوكية في ملاعب السلطنة حتى في الجنوب وهي نقطة تنبئ بأن الرجل جاد في عمله فضلاً عن أنه صرح بأنّ باب المنتخب مفتوح للاعبين المتألقين في أنديتهم وبالتالي قد نشهد في معسكر المنتخب القادم أسماء جديدة، واليوم فإن اللاعبين والجهاز الفني واتحاد الكرة ومن خلفهم الإعلام والجمهور لحمة واحدة في مواجهة جوام في مسقط وإيران في أم المعارك بطهران.

تعليق عبر الفيس بوك