مشروع بحثي بجامعة السلطان قابوس لتطوير مستوى القراءة لدى طلاب الصف الأول ورياض الأطفال

برنامج مبني على "الوعي الفونيمي والفونولو جي" ممول من "البحث العلمي"

مسقط - الرُّؤية

نظَّم فريقٌ بحثيٌّ من كلية التربية بجامعة السلطان قابوس، ندوة حول القراءة، تزامناً مع الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، الذي يُوافق 21 فبراير، ويوم المعلم الذي يوافق 24 فبراير من كلِّ عام، ضمن مشروع بحثي إستراتيجي بعنوان "تطوير مستوى القراءة لدى طلاب الصف الأول ورياض الأطفال عن طريق برنامج مبني على الوعي الفونيمي والفونولوجي"، الممول من مجلس البحث العلمي.

وأقيمت الندوة تحت رعاية سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج، بحضور رئيس الجامعة وعدد من المختصين في مجال التربية والتعليم بقاعة المؤتمرات بالجامعة.

ويضمُّ الفريقُ البحثيُّ 7 أعضاء؛ هم: البروفيسورة ثويبة البروانية رئيسة الفريق البحثي، والمكرمة الدكتورة ريا المنذرية، والدكتورة سحر الشوربجي، والدكتورة أمل الكيومية، والدكتور علي الزاملي، والدكتور راشد المحرزي، والدكتورة بدرية المحروقية.

ويهدفُ البحثُ التجريبيُّ إلى قياس أثر تطبيق برنامج لتدريس الوعي الفونيمي والفونولوجي؛ من خلال أنشطة تعتمد اللّعب التربوي الهادف على مستوى القراءة لدى طلاّب رياض الأطفال والصف الأول؛ حيث يجري اختيار فصلين في أربع محافظات بالسلطنة؛ أحدها يستخدم كمجموعة ضابطة والآخر كمجموعة تجريبية، وتطبيق اختبار قبلي وبعدي. ويشتمل البحث على تقنين اختبار حديث مبني على أفضل القرائن العلمية لتحديد مستوى الطلاب وقياس أثر التدريب باستخدام المتوسّطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة، واختبار "ت" وتحليل التباين المشترك لتحديد دلالة الفروق بين المجموعتين التجريبيّة والضابطة.

وحلَّل فريقُ البحث وثيقة منهج اللغة العربية وكتاب الطالب ودليل المعلم، فوجد أنها لا تواكب المستجدات التربوية؛ نظرا للغياب البارز لتمارين خاصة بتنمية مهارات الوعي الفونيمي والفونولوجي لطلاب الصف الأول رغم أهمية هذه المهارات حسب البحث العلمي. كما لاحظ الفريق افتقار الأدب التربوي العربي لدراسات حديثة حول الوعي الفونيمي والفونولوجي وغياب اختبارات تواكب أهم التطورات في مجال القراءة خلافا للكم الهائل من الدراسات والاختبارات في اللغتين الإنجليزية والفرنسية مثلا. ومن أجل استطلاع الواقع الحالي فيما يخص الوعي الفونيمي والفونولوجي في مدارس السلطنة، نظم الباحثون استبانة استطلاعية لمسح آراء مجموعة من مديري المدارس والمعلمين حول الموضوع.

وبعد تحليل النتائج، تمَّ الكشف عن عدة أوجه للقصور.. وهي: عدم استخدام اختبار موحد ومقنن على البيئة العمانية للوقوف على المستوى الحالي للتلاميذ في مجال القراءة، وعدم وجود برامج تدريبية علمية تساعد في تعليم القراءة ابتداء من المراحل المبكرة وإن وجد بعضها فهي عبارة عن اجتهادات ذاتية أو برامج تطبق في بعض المدارس دون الأخرى مثل (اقرأ وفكر) ودون تدريب جيد للمعلمين عليها، والافتقار إلى الأبحاث التطبيقية والتجريبية الوطنية التي تساعد في تحديد الطرق المناسبة لعلاج مشكلات القراءة بالسلطنة والاكتفاء بتطبيق ما يتم استيراده من البلدان الأخرى.

وتضمنت الندوة كلمة الفريق البحثي ألقتها الدكتورة ريا المنذرية عضو مجلس الدولة وأستاذ مساعد بكلية التربية، قالت فيها إن المراجعات النقديّة للبحث العلمي بيّنت بصورة قاطعة أن الوعي الفونيمي والفونولوجي مكوّن أساسيّ لعلم القراءة الحديث باعتباره عائقا كبيرا لدى حوالي 90% من الطلاب المبتدئين ذوي الصعوبات في القراءة. لهذا ركّز الغرب اهتمامه على إدراج الوعي الفونيمي والفونولوجي في تطوير طرائق تدريس (الدمج، والحذف، والتقطيع، والربط، والتعويض، والعد، والتصنيف)، وبناء المناهج، وتقنين اختبارات السنّ المبكّرة.

وأشارت المنذرية إلى أن تدريس اللّغة العربيّة في رياض الأطفال والصف الأول يشهد غياب الوعي الفونيمي والفونولوجي من المناهج، والاختبارات، والتنمية المهنيّة للمعلمين مما يؤثّر سلبا على مهارة القراءة وعلى التحصيل الدراسي ككل.

وتحدثت الدكتورة سحر الشوربجي عن فكرة المشروع البحثي، مشيرة إلى القراءة وتقسيماتها. وتضمنت الندوة عرض 3 أوراق عمل، الأولى عن عنوان المشروع البحثي وقدمها الدكتور علي الزاملي والدكتور راشد المحرزي والدكتورة أمل الكيومية. وجاءت الورقة الثانية بعنوان "القصور في أداء فونيمات العربية في التراث: أسبابه ووسائل تنمية الوعي الفونيمي والفونولوجي لمتأخري النطق لتلاميذ الروضة والسنة الأولى للتعليم الأساسي" وقدمها البروفيسور مناف الموسوي. وقدم الدكتور بدر القطيطي الورقة الثالثة بعنوان "علاج صعوبة النطق باستخدام الفونيمات فوق التركيبية، المفصل الصوتي، والتنغيم نموذجاً". وتخللت الندوة أسئلة ومناقشات عامة، فيما ألقت الكلمة الختامية للفريق البحثي المكرمة الدكتورة ريا المنذرية.

تعليق عبر الفيس بوك