افتتاح المؤتمر الإقليمي لصون الموارد الوراثية الحيوانية بمشاركة 108 مختصين من 19 دولة

مسقط - الرؤية

رعى سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس، صباح أمس الثلاثاء حفل افتتاح المؤتمر الإقليمي لصون الموارد الوراثية الحيوانية وذلك بمدرج الفهم في مركز الجامعة الثقافي وبحضور سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي، وسعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للزراعة وسعادة نجيب بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية، ينظم هذا المؤتمر مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية بمجلس البحث العلمي وبالتعاون مع الجامعة ووزارة الزراعة والثروة السمكية.

يشارك في المؤتمر 108 مشاركين من 19 بلداً ويقدمون 42 بحثاً علمياً. كما يشارك فيه أربعة متحدثون رسميون من دول مختلفة منها البرتغال والسويد وفرنسا بالإضافة إلى منظمة الزراعة والغذاء للأمم المتحدة ويبلغ عدد الأوراق عشرين بحثاً شفوياً و29 على شكل ملصقات علمية كما يتضمن المؤتمر أربع محاور عن الوراثة وصون الموارد والتناسل والتغذية والاقتصاد الزراعي.

في حفل افتتاح المؤتمر ألقت الدكتورة نادية بنت أبوبكر السعدية المدير التنفيذي لمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية ورئيسة اللجنة العلمية المنظمة للمؤتمر كلمة ذكرت فيها أنّ الموارد الوراثية هي المورد الأول من الموارد الطبيعة على هذا الكوكب بعد الهواء والماء والأرض. فهي الصلة من جيل إلى جيل آخر للمادة الحية، هي جوهر الزراعة وإنتاج الغذاء كما أنّها ذات قيمة اجتماعية وثقافية واقتصادية غير عادية. إلا أنّ التنوع الوراثي الحيواني تحت التهديد أو الخطر وأن معدل انقراض هذه الموارد أصبح يشكل مصدر قلق عميق. والأكثر مدعاة للقلق ما يجري من خسارة الموارد الوراثية الحيوانية غير المسجلة حتى قبل أن نتمكن من دراسة خصائصها وإمكانية تقييمها.

وأضافت الدكتورة نادية في الصدد ذاته قائلة: يتعين بذل جهود مضنية لفهم وتحديد الأولويات لحماية الموارد الوراثية الحيوانية وهذا هو الالتزام المشترك والذي يجمعنا اليوم في مسقط، ومن المعترف به وعلى نطاق واسع أن الموارد الوراثية الحيوانية للأغذية والزراعة هي جزء أساسي من الأساس البيولوجي للأمن الغذائي العالمي التي تساهم في سبيل معيشة السكان، وضمن تقديرات منظمة الغذاء والزراعة للأمم المتحدة فإنّ ما يقرب من 805 ملايين من 7.3 مليار سكان العالم أو 1 من 9 يعانون من نقص التغذية للفترة بين عامي 2012 و2014 ومعظم هؤلاء يعانون من الجوع في البلدان النامية ومن المعدل الحالي للنمو السكاني، فإنّ استهلاك الغذاء والمنتجات الزراعية خلال العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين يعادل ما استهلك لفترة 10000 سنة مضت.

كذلك قالت الدكتورة نادية: في حين يرتفع عدد سكان العالم إلا أنّ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة هي تماماً لم تتغير منذ بدأ الإنسان بممارسة الزراعة أو ما يقرب من شخص واحد لكل 25 هكتارا من الأراضي، أما اليوم ونتيجة لكثافة السكان أصبح المعدل 25 شخصاً وربما سيزيد إلى 1200 شخص للهكتار الواحد وخاصة في المراكز الحضرية (المدن). إن هذا النمو السريع جعل نقص الغذاء مزمناً أو متكرراً في الدول النامية، واستجابة لهذه التحديات فإنّ قمة الأمم المتحدة والتي عقدت في سبتمبر[HGA1] 2015 حيث ضم مجموعة من دول العالم وقد تمّ اعتماد جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة والذي تضمن مجموعة من 17 هدفا من[HGA2] أهداف التنمية المستدامة للقضاء على الفقر ومكافحة عدم المساواة والظلم ومعالجة تغير المناخ بحلول عام 2030 وأن الكثير منكم سيكون على بينة بأهداف التنمية المستدامة والتي ستعزز تحقيق نهاية الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز وتشجيع الزراعة المستدامة، وأن أحد الأنشطة المحددة في تحقيق هذا الهدف هو الحفاظ على التنوع الوراثي للبذور والنباتات المنزرعة والحيوانات المزروعة (المستأنسة)، بالإضافة إلى الأنواع البرية ذات الصلة بما في ذلك من خلال بنوك الجينات للبذور والنباتات المتنوعة ويجب أن تدار بشكل سليم وعلى المستوى الوطني والإقليمي والدولي، إن ضمان الوصول إلى التقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن استخدام الموارد الوراثية بالإضافة إلى المعارف التقليدية المرتبطة بها والمتفق عليها دوليًا بحلول عام 2020 سيؤدي إلى تغيير كبير في الاهتمام والمحافظة على الموارد الوراثية.

كذلك تحدثت الدكتور نادية عن خطورة فقدان الموارد الوراثية فقالت: فقدان هذه الموارد سيُهدد قدرة المزارعين على الاستجابة للتغيرات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك تغير النظام الغذائي وأذواق المستهلكين، وبعبارة أخرى ستؤثر هذه الخسائر على كل واحدٍ منّا ولكن لحسن الحظ فإنّ الله قد حبا السلطنة بوفرة غنية من الموارد الوراثية الحيوانية وفقا للبيانات المنشورة في الكتاب السنوي للإحصاءات الزراعية والسمكية، وزارة الزراعة والثروة السمكية، لعام 2013م، يقدر بوجود 243 ألف رأس من الجمال، و360 ألف رأس من الأبقار، ومليوني رأس من الماعز، و548 ألف رأس من الضأن. إن الموارد الوراثية الحيوانية قد ساهمت بالغذاء والزراعة لأكثر من 12 ألف عام ووفرت اللحوم والحليب والبيض والألياف والأسمدة للمحاصيل بالإضافة إلى استخدامها من قبل الإنسان. إذن الموارد الحيوانية هي جزء من تراثنا المشترك كما أنّ الزراعة تمثل جزءًا من الدخل الإجمالي الكلي للسلطنة وتشكل أساس السلسلة الغذائية، وهنا أصبحت أمرا ضروريا ليس فقط لرفاهية أولئك المرتبطين بالأرض للعيش بل لكل واحدٍ منّا وللأجيال القادمة، وليس من المناسب إهمالها. بل العمل على بذل كافة الجهود لصيانتها والمحافظة عليها وأن الالتزام والتعاون في مجال الاستخدام المستدام وتطوير وصيانة الموارد الوراثية الحيوانية بشكل مستدام هي ضرورة حتمية مطلوبة.

كما ألقى البروفيسور عثمان محجوب جعفر أستاذ بقسم علوم الحيون والبيطرة بكلية العلوم الزراعية والبحرية في جامعة السلطان قابوس ونائب رئيسة اللجنة العلمية المنظمة للمؤتمر كلمة ذكر فيها بأن هذا المؤتمر يختص بصون الموارد الوراثية الحيوانية للحيوانات المنتجة للغذاء والمستخدمة في الزراعة. ويستقطب متخصصين ذوي مستوى رفيع من المنطقة المجاورة ومن مختلف انحاء العالم، بالإضافة الى أصحاب المصلحة والمهتمين وصانعي السياسات. الهدف الرئيس للمؤتمر هو مناقشة الأمور المتعلقة بالموارد الحيوانية الوراثية وسبل صونها في العالم وفي السلطنة على الخصوص.

كما يتميز بأنه يأتي في فترة مهمة حيث يواجه العالم أوقاتاً حرجة وتحديات مصيرية من بينها التغيرات المناخية الكبيرة والظروف الاقتصادية العالمية الصعبة بالإضافة إلى تناقص الموارد الطبيعية الملحوظ.

وأضاف البروفيسور عثمان على الصعيد ذاته قائلاً: إن موضوع الموارد الوراثية وصونها يعد ذا أهمية قصوى لأنها تعد أساس الحصول على الأمن الغذائي والحفاظ على الموارد. وهناك حاجة ماسة لحماية الموارد الوراثية الحيوانية وصونها من التلوث الوراثي والاندثار وهو أمر مهم لتطوير المجاميع الحيوانية الوراثية. لقد تم إخضاع السلالات الحيوانية المحلية المختلفة لقرون من الانتخاب على مبدأ البقاء للأصلح أكثر من الانتخاب للصفات الوراثية الإنتاجية. ولكن بالرغم من أنّ السلالات المحلية في الظاهر تنتج أقل من السلالات المستوردة عالية الإنتاجية، إلا أنّها أثبتت أنها أكثر صلابة وتلاؤما مع الظروف المناخية الصعبة وأكثر مقاومة للأمراض والطفيليات المنتشرة في موطنها.

كذلك قال البروفيسور عثمان: هناك سلالات كثيرة في مناطق عديدة من العالم مهددة بالانقراض. كما أنّ هناك سلالات أخرى موجودة ظاهرياً لكن تركيبتها الوراثية قد تغيرت كثيراً وتلوثت بتركيبات وراثية غريبة نتيجة للتزاوج مع سلالات خارجية بطريقة طبيعية أو عن طريق التلقيح الصناعي. وتعطي كل هذه العوامل مؤشرات بأن هناك حاجة عاجلة لعمل طارئ لحصر الموارد الحيوانية الوراثية وصونها.

كانت السلطنة دائماً سباقة لبذل الجهود لحماية الموارد الحيوانية الوراثية المحلية، فعلى المستوى الوطني يظهر ذلك في الجهود الحثيثة التي تبذلها بعض الوزارات ذات العلاقة مثل وزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة البيئة والموارد المائية بالإضافة إلى ديوان البلاط السلطاني وشؤون البلاط. ويعتبر إنشاء مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية بأوامر سامية علامة فارقة في هذا المجال. كما أنّ جامعة السلطان قابوس يتم فيها إجراء بحوث علمية على مستوى عالمي في مجال الموارد الوراثية الحيوانية في العديد من الكليات والأقسام.

كلام الصورة:

1-1 سعادة الدكتور علي البيماني والحضور في حفل الافتتاح.

1-2 الدكتورة نادية السعدية تلقي كلمتها.

1-3 البروفيسور عثمان جعفر يلقي كمته.

1-4 صورة جماعية للمشاركين في المؤتمر


[HGA1]The year?

[HGA2]؟

تعليق عبر الفيس بوك