خلل فني في بطولة الدوري

ضربة حرة

محمد العليان

بطولة دوري المحترفين في خطر، ومستقبل الأندية كذلك؛ إذا استمر الوضع الذي أفرزته البطولة إلى الآن، وهذا يحدث تقريبا لأول مرة في تاريخ الكرة العمانية التي أصابها خلل وعطل فني وفوضى عارمة، وهو عدم الاستقرار الفنّي للبطولة لكل الأندية إلا إذا استثنينا فريق السويق فقط تقريبًا، والسبب هو الاستغناء عن الأجهزة الفنيّة للأندية بصورة غريبة وعجيبة وهي ظاهرة الموسم.

بدأت الحرب الكروية على المدربين من الأندية من الجولة الثالثة أو الرابعة من البطولة أي منذ بدايتها، ووصل إلى الجولة العشرين إلى الآن رقم كبير حسابيًا من المدربين بأرقام مخيفة حيث وصل العدد تقريبا إلى 19 مدربًا إما تمّ الاستغناء عنهم أو طلبوا الاستغناء، ووصلت هذه العدوى إلى معظم الأندية وهو وضع غير طبيعي في عالم كرة القدم وهذا أدّى إلى سلبيات كثيرة وعطل وخلل فني في البطولة؛ ومنها أولا عدم الاستقرار الفني، وثانيا عدم الاستقرار في النتائج، وثالثا التراجع في المستوى الفني، ورابعا الخسائر المالية جراء هذه الظاهرة، وخامسا فقدان البطولة للمتعة والاستقرار من كل النواحي.

والسبب يعود إلى الأندية، وهذه كانت ردة فعلها عن سير ومجريات البطولة والنتائج والتراجع والعروض؛ فكانت الإقالات حاضرة في كل وقت، وفي كل جولة، ومن خلال الموسم باستمرار، لتمحو الأندية إخفاقاتها؛ وكأن الأندية تلعب بأسلوب (الشوكة والسكين) في وقت لا تحتاج فيه الأندية لأن تلعب بهذه الأدوات ولا بهذه الطريقة وهي في غنى عنها إذا عملت الأندية بروح الجماعة وليس بروح الفرد الواحد في اتخاذ القرارات.

كانت البطولة تحتاج إلى الاستقرار، وكذلك الأندية كانت تحتاج أن تعالج الأخطاء بطريقة صحيحة وبهدوء؛ ولكن حدث العكس من إدارة الأندية، وتكبدت مبالغ مالية من وقت لآخر بعقود جديدة في ظل الظروف التي تعانيها الأندية، وفي النهاية الكرة العمانيّة هي التي تدفع الثمن جراء هذه الظاهرة والقرارات الفرديّة والخاطئة مما انعكس على البطولة وظهورها بصورة سلبية في معظمها، وكذلك الموسم الكروي، فعلى الأندية أن تراجع حساباتها وإخفاقاتها وسياساتها التي تتبعها في هذا الموسم بالذات، فليس من المعقول أن تتنافس الأندية على البطولة أو بطولات الموسم وهي غير مستقرة، ويتولى تدريب الفريق أكثر من 5 مدربين أو 4 في الموسم وإدارة دفة الفرق بطريقة غير منظمة بقرارات وقناعات لا تمت للاحترافية في إدارة الأمور الفنية والإدارية بصلة؛ وللأسف أدت هذه القرارات لتراجع الأندية وخلل في البطولة ومن ثم العودة للخلف.

آخر الكلمات: (الابتسامة ليست لغة بل ترجمة لكل اللغات)..

تعليق عبر الفيس بوك