الإعلام ومسؤولية توطيد أركان الوئام الإنساني

يسعى أُسبوع التقارب والوئام الإنساني الخامس الذي انطلق ملتقاه العلمي أمس بعنوان "الإعلام ودوره في التقارب والوئام الإنساني العلمي" بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، إلى الإسهام في نشر ثقافة التسامح والسلم بين بني البشر كمنهج حياة، وتعزيز سُبل التّقارب والتوافق والتصالح بين دول العالم، بعيدًا عن الكراهية والبغضاء التي تُشعل الخلافات وتُغذي العدائيات..

وتُجسد احتفالية السَّلطنة بهذه المناسبة، الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظم - أيَّده الله - والهادفة إلى تكريس كل ما من شأنه خدمة التَّفاهم والوئام الإنساني، وتعزيز السلم والتَّقارب الحضاري بين مُختلف الشعوب، واتِّساقًا مع هذه الرؤية السامية نجحت السلطنة في تقديم نموذج يقتدى به للتسامح والحرص على نشر ثقافة التعايش مع مختلف الثقافات والحضارات..

إنّ الاحتفال بأسبوع التَّقارب والوئام الإنساني، يأتي تنفيذًا لقرار الأُمم المُتَّحدة بتخصيص أسبوع من شهر فبراير من كل عام أسبوعاً للوئام بين الحضارات، ويأتي اختيار عُنوان "الإعلام ودوره في التَّقارب والوئام الإنساني العالمي" لاحتفال هذا العام، من منطلق الإدراك الواعي لدور الإعلام، وأثره الكبير على التقارب الإنساني، خاصة في هذا العصر الذي اخترق فيه الإعلام الحواجز، واختزل المسافات، ولما يتسم به تناوله من تناقض أحياناً تحت تأثير عوامل متداخلة..

ولا شك أنّ التفاوت والخلل في النظام الإعلامي العالمي الراهن على كافة المستويات، لا يخدم قضية التقارب والوئام الإنساني بالصورة المأمولة مما يتطلب وقفات ومُراجعات لتحديد المنطلقات وآليات تعامل الإعلام معها بالصورة التي تُعزّز التقارب وتدفع المسير نحو الوئام الإنساني خطوات إلى الأمام، مع الأخذ في الحسبان ما يشهده العالم من توترات ومُشاحنات الأمر الذي يؤكد الحاجة الماسة إلى تفعيل دور الإعلام في نشر ثقافة التسامح وتوطيد أركان الوئام الإنساني.

تعليق عبر الفيس بوك