في رحاب الكويت

علي بن بدر البوسعيدي

أسعدتني حفاوة الاستقبال التي قابلني بها أهل الكويت وبشاشتهم المعهودة حينما وطأت قدماي أرض اللؤلؤ والتاريخ العريق للمشاركة في فعاليات هلا فبراير..

ولمن لا يعرف "هلا فبراير" فهو أبرز مهرجان سنوي يقام في دولة الكويت الحبيبة، ويقوم بدعمه القطاع الخاص وبعض المؤسسات من خلال تمويله ورعايته بوصفه مبادرة مجتمعية وحكومية. ويتضمّن المهرجان حفلا افتتاحيًا وكرنفالا استعراضيًا يتم في العادة على امتداد شارع سالم المبارك في منطقة السالمية. كما يضم مهرجاناً تسويقياً وأركانا تثقيفية وتوعية وفعاليات غنائية تعتبر من كبرى الحفلات الغنائية في الوطن العربي ويحييها كبار المطربين العرب. بالإضافة إلى الأمسيات الشعرية والأدبية وبعض الأنشطة الرياضية والترفيهية الأخرى.

ولأنني مولع بالتراث والثقافة فقد حرصت وصديقي خلفان الطوقي على أن أزور مخيّم "ماما غزالة" الذي تشرف عليه الناشطة في مجال حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة هدى بولند والمشهورة بـ "ماما هدى" والذي يضم جناحًا كبيرًا يوثق للأعمال التطوعيّة التي شارك المخيم في تنظيمها داخل الكويت وخارجها..

وانا أتجول بين أروقة المخيم لفت نظري ذلك الكم الهائل من الصور الفوتوغرافية المعروضة لأرض السلطنة، والتي التقطتها عدسة "ماما هدى" حينما زارات عمان ضمن جولاتها ومبادرتها التطوعية لتشجيع العمل التطوعي وإيلائه أهميّة خاصة.. فهذه صور لجمعيّة النور للمكفوفين، وتلك صور للجمعيّة الأهلية لمكافحة السرطان، وهذه للجمعية العمانية لأمراض الدم الوراثية، وأخريات للجمعية العمانية للعمل التطوعي وغيرها من الجمعيات التطوعية والمعنية بذوي الإعاقة.

لقد استطاعت ماما هدى إبّان زيارتها للسلطنة أن تصنع لها شعبية كبيرة ومحبة خاصة في نفوس ذوي الاحتياجات بتواصلها الإنساني معهم، ولحرصها على تسليط الضوء على هذه الفئة لدمجهم في إطار المجتمع العام ومشاركتهم في بناء الأوطان.

وفي أرض المعارض سعدنا بزيارة عدد من الأجنحة من بينها جناح القوات الكويتيّة والشرطة ومعرض السيّارات الفارهة (الكلاسيك) وعدد من الأجنحة التثقيفية والترفيهية الأخرى التي تشير إلى أن خليجنا العربي غني بالتنوع الثقافي والحضاري والمعرفي الذي يمكن أن يشكل لبنة أولى في صرح السياحة الخليجية الداخلية، ومصدرا مهما لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي لدول الخليج عامة.. فضلا عن أنّ المهرجانات الداخلية الخليجية كمهرجان مسقط وهلا فبراير والجنادرية من شأنها أن تعلى من مفهوم المواطنة في دول المهرجان، وتغرس في روح المواطن الخليجي أهميّة الاعتداد بإرثه الثقافي والحضاري.

تعليق عبر الفيس بوك