سوريا: "مفاوضات جنيف" تواجه تهديدات المعارضة بالانسحاب.. وتفجير لـ"داعش" يقتل 60 شخصا بدمشق

أمريكا تؤكد استبعاد الحل العسكري.. وممثل "جيش الإسلام" يشارك بالمحادثات

عواصم - الوكالات

تُواجه مفاوضات السلام السورية المنعقدة في جنيف بسويسرا تهديدات المعارضة بالانسحاب ما لم يلتزم النظام بالضمانات الدولية بشأن رفع الحصار وتسليم مساعدات إنسانية، فيما ناشد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، وفدي الحكومة السورية والمعارضة الاستمرار في المحادثات رغم الهجوم الذي نفذه تنظيم "داعش"، وأدى إلى مقتل أكثر من 60 شخصا قرب مقام شيعي رئيسي في دمشق.

وقال كيري إنَّ الصراع قد يجتاح الشرق الأوسط بسهولة إذا لم يتم التوصل إلى تسوية من خلال التفاوض، داعيا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لزيادة المساعدات الغذائية والمساعدات الإنسانية الأخرى لنحو 13.5 مليون سوري بينهم ستة ملايين طفل. وأضاف -في بيان تليفزيوني- "في النهاية لا يوجد حل عسكري للصراع". وأشار كيري إلى أنَّ الحكومة السورية وافقت منذ بداية عام 2015 على 13 طلبا فقط من أصل 113 تقدمت بهم الأمم المتحدة لايصال المساعدات الإنسانية. ولم يحصل سوى واحد فقط من بين مائة سوري على مساعدة غذائية عام 2015. وقال: "لكي أكون واضحا: يقع على عاتق النظام السوري مسؤولية أساسية -جميع أطراف النزاع عليهم واجب- تسهيل وصول (المساعدات) الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها.. الآن واليوم". واعتبر كيري أن منع وصول الإمدادات الغذائية إلى المحتاجين عبر زرع الألغام وإقامة حواجز من الأسلاك الشائكة وغيرها من الوسائل "هو خطة متعمدة (للاستسلام أو التجويع) في انتهاك مباشر لقوانين الحرب". وحث كيري أطراف النزاع على العمل من أجل تجقيق تقدم ملموس في الاتفاق على وقف لإطلاق النار وزيادة المساعدات الإنسانية والتوصل إلى خطة لانتقال سياسي وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي في الشهر الماضي. وشدّد على أن التوصل إلى تسوية سياسية عبر المفاوضات في سوريا ستضعف الدعم لتنظيم داعش في أرجاء المنطقة.

وجاءتْ تصريحات كيري بعد تهديد رياض حجاب منسق الهيئة العليا للتفاوض بانسحاب وفد المعارضة السورية من محادثات السلام إذا واصلت قوات الحكومة وحلفاؤها تصعيد حملة قصف للمناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة ومنع دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة. وأشار حجاب إلى أن الوفد سافر إلى جنيف بعد أن تلقت الهيئة ضمانات مكتوبة وشفهية من دول كبرى بمعالجة القضايا الانسانية.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس إن المملكة ستدعم المعارضة السورية سواء بقيت في محادثات السلام في جنيف أم لا. وأضاف الجبير أن المحادثات يجب أن تركز على نقل السلطة من الرئيس السوري بشار الأسد ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات وألا يكون للأسد أي دور في سوريا الجديدة. وقال إن وفد المعارضة السورية ذهب للتفاوض حول هذه الأمور. وتابع أن بلاده تدعم المعارضة سواء اختارت التفاوض أم لا.

وفي الأثناء، وصف بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات السلام في جنيف، ممثلي المعارضة بأنهم "ارهابيون" مدعومون من قوى خارجية، لكنه قال إن حكومته تبحث اتخاذ اجراءات انسانية يطالب بها وفد المعارضة. وردا على سؤال عما إذا كانت الحكومة تبحث اجراءات مثل اقامة ممرات انسانية ووقف لاطلاق النار والإفراج عن سجناء، قال إن هذا بكل تأكيد جزء من البرنامج الذي تم الاتفاق عليه وسيكون واحدا من النقاط المهمة للغاية التي سيناقشها المواطنون السوريون مع بعضهم البعض.

إلى ذلك، قال محمد علوش المفاوض البارز بالمعارضة السورية وممثل ما يسمى "جيش الاسلام" إنه سيتوجه إلى جنيف للانضمام إلى وفده لإظهار أن السلطات السورية لا ترغب في التوصل إلى تسوية سياسية.

تعليق عبر الفيس بوك