المعارضة السورية في جنيف لـ"اختبار النوايا".. ودمشق وموسكو ترفضان "الشروط المسبقة"

الجوع يقتل 16 شخصا في مضايا خلال يناير.. وألمانيا تأمل "تنازلات مؤلمة" لإنجاح المفاوضات

عواصم - الوكالات

توجَّه مُمثل لمجموعة المعارضة السورية الرئيسية إلى جنيف، أمس؛ ليحدِّد إن كان سينضم إلى ممثلي الحكومة السورية في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، فيما وصف بأنه اختبار للنوايا والحصول على ضمانات أممية.

وأضاف المتحدث رياض نعسان أغا لرويترز بأنَّ الفريق المؤلف من 17 شخصا يضم رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للتفاوض المشكلة من ممثلين للمعارضة السياسية والمسلحة للرئيس السوري بشار الأسد. وتقول الهيئة العليا للتفاوض وهي مجموعة المعارضة المدعومة من السعودية إنها ترغب في مناقشة قضايا تشمل وقف حملات القصف التي تشنها روسيا والحكومة السورية قبل أن تشارك في محادثات السلام التي انطلقت يوم الجمعة في جنيف. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إنَّ الضربات الجوية الروسية في سوريا أودت بحياة ما يقرب من 1400 مدني منذ بدأت موسكو حملتها الجوية قبل حوالي أربعة أشهر. وقال أغا "ذاهبون إلى جنيف لاختبار جدية المجتمع الدولي في وعوده للشعب السوري وجدية النظام في تنفيذه للمستحقات الإنسانية". وتابع قائلا "نريد أن نظهر أمام العالم جديتنا نحو المفاوضات لإيجاد حل سياسي".

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن محادثات جنيف يجب أن تضمن الحفاظ على حقوق الانسان بينما يسعى المشاركون لتحقيق انتقال سياسي في سوريا. وأضاف في بيان أرسل لرويترز "لا بد من احترام القانون الإنساني والسعي بهمة وراء تحقيق هدف حدوث انتقال سياسي كي تنجح المحادثات". ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إنه ليس من المتوقع اجراء محادثات مباشرة في جنيف مشيرا إلى أن الأمر سيقتصر على محادثات غير مباشرة. وأضاف جاتيلوف أنه لا توجد شروط مسبقة للمحادثات السورية وأن موسكو ترحب بقرار منسق المعارضة السورية رياض حجاب بالمشاركة في محادثات جنيف. وعارضت روسيا أيضا تشكيلة وفد المعارضة في المحادثات قائلة إنه يضم مجموعات تعتبرها إرهابية.

وقالت الأمم المتحدة في وقت سابق إن الهدف سيتمثل في إجراء محادثات على مدى ستة أشهر تسعى أولا لوقف إطلاق النار ثم العمل نحو إيجاد تسوية سياسية للحرب التي حصدت أرواح أكثر من 250 ألف شخص وشردت أكثر من عشرة ملايين وجرت إليها قوى عالمية. وقال وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير لصحيفة فيلت ام زونتاج إن المفاوضات ستكون اختبارا للنوايا. وأضاف "سيتضح جليا عند الجلوس إلى مائدة التفاوض ان كان الجانبان مستعدان لتقديم تنازلات مؤلمة كي تتوقف عمليات القتل ويتاح للسوريين فرصة لمستقبل أفضل في بلادهم".

ومن بين مطالب الهيئة العليا للتفاوض السماح لقوافل المساعدات بدخول المناطق المحاصرة التي تسيطر عليها جماعات المعارضة حيث يعيش الآلاف في ظروف صعبة.

وفي الأثناء، قالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية إن 16 شخصا ماتوا جوعا في بلدة مضايا التي تحاصرها الحكومة منذ وصلت قوافل إغاثة إليها هذا الشهر وألقت باللائمة على السلطات في منع وصول الإمدادات الطبية.

ميدانيا، قالت إحدى جماعات المعارضة المسلحة السورية إنها اتحدت مع عدد من جماعات المعارضة المسلحة الأخرى حول محافظة حلب السورية كي تصبح قوة قتالية أقوى في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات. وقالت جماعة فيلق الشام على حسابها على تويتر إنها اندمجت مع ثماني جماعات مقاتلة أخرى لتشكيل كيان جديد يسمى اللواء الشمالي. وكانت جماعة فيلق الشام قد انسحبت في أول يناير من تحالف لجماعات إسلامية يعمل في شمال غرب البلاد من أجل إعادة الانتشار حول حلب حيث كثفت القوات الحكومية هجماتها. وانسحبت جماعة فيلق الشام من جيش الفتح الذي يضم جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة وجماعة أحرار الشام الإسلامية القوية والذي سيطر على معظم محافظة إدلب المجاورة في 2015.

تعليق عبر الفيس بوك