نادي الرستاق ومتون الحكمة

أحمد السلماني

لطالما تجنبت الكتابة عن نادي الرستاق وما يدور في كواليسه وعلى الملأ وأنا أحد أبنائه حتى لا أُتهم بالتحيّز فعدد المقالات التي سطرتها عنه لم تتجاوز الثلاثة إن لم تخنِ ذاكرتي وخاصة هذه الأيام والفريق الأول لكرة القدم يشق طريقه بشكل جيد في الكأس الغالية رغم أنّه لم يختبر بشكل جدي فضلاً عن تأهله للدور الثاني بدوري الأولى وهذه المرحلة تتطلب توحيد الرؤى والجهود والدعم الإعلامي المسؤول وكشف الحساب عادة يأتي في نهاية الطريق وحتى لا أنسى الفريق الأول فإنّ مقدرات النادي واقتصاده وإمكانياته قد وجهت باتجاه جبهتي الكأس الغالية والدوري فماذا بعد الرجاء إلا صالح الجزاء وإنا لمنتظرون.

وللأمانة فقد دُفعت دفعًا للكتابة عن القضية التي شغلت الرأي العام والوسط الرياضي بالرستاق وهي "إسقاط عضوية فريق البادية" بعد أن طلب مني إبداء الرأي والمساهمة بقلمي ومن أكثر من شخصية وأذهلني حقيقة التعاطف الكبير الذي حظي ويحظى به هذا الفريق على حداثة تكوينه وبالتالي صار فرضًا علي شخصيًا المساهمة بأي شيء قد يساهم في رأب الصدع وعودة المياه لمجاريها.

وكل من تواصل معي تحدث عن أصل المشكلة بطريقته وإن اختلفت الأطروحات إلا أنّ الجميع متفقون على أن ردة فعل النادي تجاه حيثيات الخطأ إن كان قد وقع فيه الفريق إنما هو مبالغ فيه.

وحتى أستوضح حقيقة الموضوع برمته فقد ارتأيت وكعادتي التواصل المُباشر مع الصف الأول من إدارة النادي والفريق وقد كانت الشخصيتان على قدرٍ عالٍ من المسؤولية والأمانة وشفافية الطرح رغبة من كلاهما في تجاوز المشكلة والتي في أساسها إنما تدخل في عقوق الفريق وعدم بره بالنادي بحيث لم تحسم الأمور في وقتها وترك المجال للمندسين من ذوي العقول العقيمة والفاشلة لتأجيج النيران لتقع الفأس في الرأس.

والآن صار قرار النادي غير المسبوق في تاريخه أمراً واقعاً ولكن هناك بعض التساؤلات التي لم أقتنع بإجابة الطرفين عنها وهي هل استنفذت كل الحلول وسدت الأبواب لحلحلة المشكلة؟ وهل هناك من إنذارات وجهت للفريق قبل إصدار قرار إسقاط العضوية؟.

الحقيقة أنّه ومنذ فترة طويلة والأنباء ترد والصورة تحدثت عن ميلاد فريق يعمل خارج الصندوق وحقق في فترة زمنية قياسية نتائج أسقطت نظريات التطور العتيقة والبالية، وأنجز ما عجزت عنه فرق أخرى بالولاية مضى على إشهارها 3 عقود وكانت موجودة حتى قبل إشهار النادي نفسه، ملعب معشب وأنشطة وبرامج ثقافية ورياضية وثقافية بل وحسب معلوماتي الضيقة فإنّ رسالة هذا الفريق السامية والخالية من التنظير قد لاقت استحسان وثقة أهالي القرية الوادعة التي ينتمي إليها وبالتالي فالدعم الذي يجده منهم جزيلاً فضلاً عن أنّ له حضورا جيدا في الجوانب التوعوية التي ساهمت في الرقي بهذا المجتمع الصغير.

ولكن فيما يبدو أنّ هذا الكائن الوليد الذي يهوى السحاب قد استفز بعض الفرق التي تخشى التغيير وتعشق المكوث بين الحفر دون أن تسعى للتجديد والتي ستتلاشى مع الزمن إن لم تكن قد تلاشت فعلاً وكان مما قيل "إنهم في الغرب ليسوا ناجحين ونحن فاشلون وإنما هم يشجعون الفاشل ونحن نحبط ونحسد الناجح".

رسالتي لأعضاء مجلس إدارة نادي الرستاق والذين نكن لهم كل التقدير والاحترام على الحضور الجيد للنادي على المستوى الكروي والاجتماعي في السنوات الأخيرة أن تكون النظرة للمشكلة عامة وشاملة ومتأنية وإن كانت اللوائح والنظم إنما هي لتنظيم دورة عمل النادي وعلاقته بالفرق ولكن روح القانون هي التي يجب أن تسود أولاً ولغة الحوار الهادئ والهادف ثانياً وعلاقة الأب بابنه ثالثاً وأخيرًا فإنّ من متون الحكمة ما يقول" آخر الدواء الكي" وإن القرار سينسف جهود أناس بذلت الغالي والنفيس لتظهر بفريقها ليبز أقرانه وتكلفوا الكثير وهم في حاجة ماسة لمظلة النادي الذي هو أيضًا يجب ألا يحيد عن الرسالة التي أشهر ووجد من أجلها.

في حين أنّ رسالتي للفريق أن يتعاطى مع قرارات النادي بإيجابية وأن يوضح ما التبس وتجنب ردة الفعل المستعجلة وغير المحسوبة لدواعي نقص الخبرة فالقاعدة الشرعية تقول "أنت وما تملك لأبيك" .

وإن مما يثلج الصدر عدم رفض النادي والفريق وخاصة أقطابهما الجلوس معاً وحلحلة الأمر وأتمنى وتتمنى شريحة كبيرة من محبي ومخلصي الوسط الرياضي بالرستاق حلحلة الموضوع وعودة البادية لصف النادي الذي وبعد هذه السنين من عمر إشهاره صار ضروريًا بل حتميًا تواجده بين نخبة أندية السلطنة وفي شتى المساقات وذلك لن يتأتى إلا بالتحام الأب وأبنائه، وأمنية أخيرة وهي أن تتدخل اللجنة الاستشارية للنادي في الأمر فوجودها في هكذا معضلات أمر ضروري.

تعليق عبر الفيس بوك