تدشين الحملة الوطنية لمكافحة طفيل "فاروا نحل العسل" في الظاهرة .. ومحاضرة توعوية للحفاظ على "السائل الذهبي"

عبري - الرؤية

أطلقت المديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة الظاهرة، أمس، البرنامج الوطني لمكافحة طفيل الفاروا، الذي يُصيب خلايا نحل العسل، وذلك بقاعة الفلج بالمديرية، وبحضور المهندس حمد بن سالم الشكيلي المدير العام المساعد للشؤون الزراعية، وعدد كبير من أصحاب المناحل بولايات المحافظة.

واشتمل برنامج حفل التدشين على كلمة للمهندس ناصر بن علي المرشودي مدير دائرة الشؤون الزراعية بالمديرية، وقال فيها إنّ تربية النحل تُعد من القطاعات الزراعية المهمة التي تساهم بشكل أساسي في تنمية وتطوير الاقتصاد الزراعي بالسلطنة، من حيث عملية التلقيح الخلطي التي يسهم بها نحل العسل، مشيرًا إلى أنّ النحل والبيئة صنوان لا يفترقان. وأوضح المرشودي أنّ هذه العلاقة لم تنشأ من فراغ؛ إذ يساهم النحل بنسبة تزيد على 75 في المئة في عمليات التلقيح الخلطي للنباتات، محققاً زيادة في العقد تتراوح بين 20 و50 في المئة، حسب نوع النبات أو المحصول ومساهما بشكل فعال في الحفاظ على التنوع الحيوي الزراعي، وذلك من خلال منتجاته وما تدره من دخل. وتابع أن النحل هو الوسيلة الوحيدة لإنتاج العسل الذي لا يضاهيه مأكل أو مشرب في لذته وفوائده التي لا تحصى، وتعد تربية نحل العسل من مصادر الدخل والتي تسهم في رفع المستوى المعيشي للمربي.

ومضى قائلا إن هناك العديد من البرامج التي تنفذها الوزارة بهدف تطوير تربية نحل العسل من حيث التنوع في البرامج الإرشادية كالندوات والمحاضرات والزيارة الميدانية لمناحل المواطنين وكذلك برامج توزيع الخلايا بنظام الدعم المالي وبرامج ضبط الجودة كتوزيع الفرازات والمناضج على مربي نحل العسل وتوزيع ملكات النحل العذارى المجانية لمربي النحل في موسم تقسيم الخلايا.

وبين أنّ هذه البرامج أسهمت في تطوير القطاع على مستوى المحافظة؛ حيث بلغ عدد المربين أكثر من 650 نحالاً وعدد الخلايا في المحافظة حوالي 10727 خلية، كما بلغت الإنتاجية من العسل في عام 2015 أكثر من 60 طناً من العسل الصافي.

وقال المرشودي في ختام كلمته: "ندعو جميع مربي النحل على مستوى المحافظة للتعاون في تسجيل خلاياهم نظراً للأهمية وكذلك لتسهيل طلباتهم أثناء تقديمها لمختلف البرامج الإرشادية وكذلك التواصل مع دوائر التنمية الزراعية للاستفادة من العلاج المجاني لمكافحة طفيل الفاروا".

وتأتي هذه الندوة حرصا من المديرية على توصيل المعلومات الارشادية لمربي النحل، وكذلك مكافحة الآفات التي تصيب النحل من ضمن برامج التوعية الإرشادية والتي تقيمها المديرية بالتعاون مع المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية.

بعد ذلك، قدم الدكتور حسن بن طالب اللواتي رئيس قسم بحوث النحل بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية محاضرة تحدث فيها عن الإدارة المتكاملة الطبيعية والبيولوجية لعلاج آفات النحل. وقال اللواتي إن الفاروا مرض يصيب الخلايا وهو من الأكاروس (العناكب) وهو طفيل خارجي يتغذى على اليرقات والعذارى ويتطفل على شغالات النحل، مشيرا إلى أن دورة حياة الحشرة (7-8) أيام حتى تصبح حشرة كاملة تعيش ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، وبسبب تقدم الإصابة بالطفيل تتدهور الخلايا بما يجعلها عرضة للإصابة بأمراض أخرى لضعف الخلايا وإنتاج جيل مشوه الأرجل والأجنحة وذي بطن منكمشة، كما يتعرض أفراد الطائفة للموت السريع، ومن المحتمل أن يلاحظ مربو النحل أو المشرفين عليه هذا الطفيل على جسم الشغالات والذكور وعلى بعض اليرقات داخل البيوت السداسية، كما أنه يلاحظ سقوط بعض أفراد النحل على قاعدة الخلية وزحف النحل وعدم قدرته على الطيران، او أن النحل يتحرك بعصبية وعدم اتزان. وتابع اللواتي أن العدوى تنتقل من نحل إلى آخر ومن منحل إلى آخر عن طريق التصاق إناث طفيل الفاروا الملقحة بأجسام شغالات النحل التي تنتقل بين المراعي، فتسقط عنها إناث الطفيل وتستقر في الزهرة فتتعلق بها، إلى أن يأتي نحل آخر فتنتقل الحشرة إلى المناحل والخلايا الأخرى، إضافة إلى إمكانية الانتقال عن طريق دخول ذكور مصابة إلى خلايا سليمة وانتقال الطفيل بين الشغالات أثناء جمع الغذاء أو مع الطرود المصابة، موضحا أن الأكثر ضرراً من ذلك هو استيراد وإدخال خلايا نحل أجنبية مع خلايا نحل عمانية، وهو أمر في حد ذاته يعتبر مخالفه للأنظمةوالقوانين الرامية إلى حماية السلالات العمانية وعدم خلطها بسلالات غير محلية.

وزاد اللواتي أن الوزارة عززت جهودها لمكافحة هذا الطفيل نظرا لخطورته وضرره وما يسببه من خسائر على النحل، وقد روعي عدم استخدام طرق مكافحة كيمياوية لمكافحته حتى لا يسبب أي ترسبات كيماوية تسبب أي أضرار صحيه على مستهلكي العسل، وعادة تتم المكافحة باستعمال مواد طبيعية ولكن لخطورة الاصابه قد يضطر إلى استخدام مواد كيماوية على أن تكون المعاملة في غير موسم وأوقات جمع العسل، كما أنه ولكي تكون المعالجه مأمونة وناجحة أوقات المكافحة، يتم استخدام المادة العلاجيةApil life var وهو مستخلص من نباتات الزعتر والكافور، ولا يحتوي على مواد كيماويه حيث تعتبر غير سامه للنحل بالتركيزات الموصى بها.

من جانبه، أكد المهندس حمد بن سالم الشكيلي المدير العام المساعد للشؤون الزراعية أنه يتم توزيع المادة العلاجية على مربي نحل العسل مجانا، داعيا مربي النحل إلى ضرورة تسجيل الخلايا واستلام الأشرطة من دوائر التنمية الزراعية كل في ولايته، خلال الاسبوع الجاري، على أن توضع هذه الأشرطة في خلايا نحل العسل مباشرة. وقال إن على من يرغب من أصحاب الخلايا في مزيد من الإيضاح والاستفسارات حول طريقة وضع العلاج، فإن دوائر التنمية الزراعية بجميع ولاياتها وضعت لخدمة المزارعين وتوجيههم بالأسس والعوامل السليمة لزيادة الإنتاج في الكم والكيف.

واختتم المهندس حمد بن سالم الشكيلي المدير العام المساعد للشؤون الزراعية بمحافظة الظاهرة حديثه بدعوة المزارعين والمواطنين جميعاً إلى ضرورة وأهمية المحافظة على سلالة النحل العماني وعدم إدخال أي سلالة أجنبية إلى المناطق المعزولة، لتبقى هذه الثروة بصفاتها ومميزاتها الفريدة وليزداد إنتاج العسل العُماني من الخلايا العمانية خلال مواسم الإنتاج وإلى ضرورة تكاتف المربين وعمل جمعية تعاونية والسعي لإشهارها لدى الجهات المختصة.

إلى ذلك، استعرضت الغالية بنت ناصر إحدى الطالبات بالمحافظة، تجربة مشروع بحثي حول ضابط درجة حرارة خلايا النحل؛ حيث يعد هذا المشروع من المشاريع الطلابية التي فازت بالمركز الأول على مستوى السلطنة، وستمثل السلطنة في دولة الكويت على مستوى دول الخليج خلال الفترة المقبلة.

أعقب ذلك، فتح الباب أمام المشاركين في المحاضرة لطرح أسئلتهم واستفساراتهم بشأن تربية وإكثار نحل العسل والآفات والأمراض التي تصيب الخلايا، والتي تم الرد عليها من قبل القائمين على المحاضرة.

تعليق عبر الفيس بوك