تدابير أمنية مشددة في مصر قبيل ذكرى "الثورة".. والسيسي: ضريبة الإصلاح ليست سهلة

القاهرة- رويترز

شددت الحكومة المصرية الإجراءات الأمنية خوفاً من اندلاع احتجاجات عنيفة في ذكرى "ثورة 25 يناير" التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، لكن مراقبين يقولون إنّ احتمال حدوث احتجاجات ضخمة يبدو ضعيفا في ظل الحملة التي تشنها السلطات على المعارضين.

ومع هذا يقول محللون ونشطاء إن الحملة تكشف عن تنامي القلق الأمني منذ أن أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حين كان قائدا للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.

وفي كلمته بمناسبة عيد الشرطة الذي يوافق أيضا ذكرى ثورة يناير، وجه السيسي رسالة للبرلمان المصري الجديد -تعليقا على رفض قانون عرض عليه- دعاه فيها لتفهم الصعوبات التي تواجه حكومته في جهودها لإصلاح الاقتصاد. وجاء ذلك بعد أيام من رفض قانون الخدمة المدنية المتعلق بإصلاح الجهاز الإداري للدولة الذي يضم نحو سبعة ملايين موظف. وصدق مجلس النواب الذي بدأ انعقاده في وقت سابق هذا الشهر على مئات القوانين التي صدرت بقرارات رئاسية أثناء غيابه الذي استمر ثلاث سنوات باستثناء قانون الخدمة المدنية الذي لاقى انتقادات واسعة من العاملين بالدولة والجماعات المدافعة عن حقوق العمال. ويقول موظفون إن القانون يجور على امتيازاتهم الوظيفية إذ يتيح ارتقاء الوظائف العليا بالاختيار وليس على أساس سنوات الخدمة كما يعرض الموظف لتقارير سلبية عن أدائه من رؤسائه.

وقال السيسي "لا أتدخل في عمل البرلمان لكن سأقول كلمة بصراحة.. لما يعرض قانون للإصلاح وهذا القانون من وجهة نظر نواب الشعب أنه لا يقر .. حاضر مفيش (لا) مشكلة لكن أنتم تطالبونني بالإصلاح والتقدم وهذا ليس ضريبة سهلة". وأضاف السيسي مخاطبا نواب البرلمان "قبل ما تقول الكلمة تدرس الموضوع كويس (جيدا)".

وفي سياق آخر، دعا السيسي التونسيين للحفاظ على بلادهم وتفهم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجه العالم كله وذلك بعد أيام من اندلاع موجة احتجاجات عنيفة في عدة مدن تونسية للمطالبة بتوفير فرص عمل. وجاءت تعليقات السيسي قبل يومين من ذكرى الثورة. ويرى مراقبون أن الانتفاضة التونسية التي انتهت بفرار بن علي من تونس يوم 14 يناير 2011 كانت مصدر إلهام رئيسي لباقي انتفاضات الربيع العربي التي اندلعت في نفس العام في مصر واليمن وليبيا وسوريا. وقال السيسي في كلمته أمس "أنا لا أتدخل في الشأن الداخلي لأشقائنا في تونس.. لكن أقول لهم.. لكل الشعب التونسي: الظروف الاقتصادية صعبة جدا على كل العالم". وأضاف "حافظوا على بلدكم". وقالت وزارة الداخلية التونسية إنها قررت فرض حظر التجول الليلي في كامل البلاد بعد اندلاع أسوأ احتجاجات منذ انتفاضة 2011. لكن السيسي قال إن السبب وراء رسالته للشعب التونسي هو أن "الحق سبحانه وتعالى يوم القيامة يؤجرني أنني أوصيت بالخير.. أوصيت بالسلام .. أوصيت بالأمن.. أوصيت بالتعمير .. أوصيت بالتنمية.. أوصيت بالاستقرار.. ولم أوص بالترويع ولا التخريب ولا التخويف ولا القتل ولا الإيذاء ولا الشر ولا ساعدته". وأضاف "أقول لكل من يسمعني في كل مكان.. حافظوا على بلدكم. لا تضيعوا بلدكم".

وقال أيمن الصياد وهو محلل سياسي ورئيس تحرير مجلة (وجهات نظر) لرويترز "لا انفصال بين الاقتصاد والسياسة. الشعب الذي يشعر أنه مشارك في مصائر وطنه يمكنه أن يتحمل الأوضاع الاقتصادية الصعبة... أما حينما تكون كل المقادير بيد نخبة حاكمة تصبح العلاقة بين الشعب ونخبته علاقة راعي ورعية وفي هذه الحالة لا تتحمل الجماهير أعباء المعيشة". وأضاف "طبعا هناك تخوف في مصر لكن هذه أحكام عامة تصح في مصر وتصح في تونس وتصح في أي بلد".

تعليق عبر الفيس بوك