الترفع عن الأنا من أجل سلام عالمي

د.إسماعيل بن صالح الأغبري

يُعتبر يوم الأحد السابع عشر من يناير عام 2016م، عاماً جذريًا بحدثه الفريد وهو في إيران عيد ميلاد جديد سعيد إذ ينهي حصارًا خانقاً طويل الأمد من العيار الثقيل ..ترنحت خلاله عملتها، وعانت مصارفها، وكثر سقوط طائراتها المدنية خلال رحلاتها الداخلية، وأغلقت في وجه شركاتها أسواق العالم حيث لم تستطع أن تستثمر أرصدتها المُجمدة.

السلطنة قيادة وأمة تنشد السلام وتعي خطورة ديمومة التوتر الأمريكي القوة العظمى مع إيران القوة الإقليمية الصاعدة.

قيادة السلطنة وشعب عُمان يؤمنون بأنّ للجوار حقوقًا ومنها إذا أمكن رفع الأذى عنه يجب السعي في ذلك ولو بكلمة طيبة أو تقريب وجهات نظر.

القيادة العمانية اتخذت السلام منهجًا إستراتيجياً ملازمًا لها وليس مجرد تكتيك أو دبلوماسية أو مجاملة لذلك تسعى لمصاحبة العمل والتطبيق للشعار.

القيادة العمانية تعلم أنّ مضيق هرمز حلقوم الخليج وشريان حياته وعبره يمر نفط الخليج فلابد أن تحفظ للأشقاء أمان شريان حياتهم.

القيادة العمانية حريصة على أن يبقى مضيق هرمز مفتوحاً فهي سيدة عليه حامية لحماه ولذلك ترى إبعاد شبح الحروب عنه.

القيادة العمانية ترى أن صراع قوتين في الخليج طامة كبرى ومصيبة عظمى لذا سعت إلى إخماد اللهيب ودول الخليج أول الرابحين لأنّه سينتهي قلقها من خشية عدم تصدير نفطها وسينتهي قلقها داخلياً هذا إذا تجردت من كل حساب غير واقعي.

قيادة عُمان تنظر بعيداً، فهي تعلم ألا عداوات دائمة والغرب له مصالحه وأمريكا راغبة في سلام وعدم خوض حروب خاصة في عهد أوباما والديمقراطيين.

قيادة عمان تعلم أنّ انخفاض النفط وقتي ولكن اشتعال حرب يعني دمارًا هائلاً يأتي على كل المقدرات والمكتسبات.

قيادة عمان تتعامل مع دول بغض النظر عن أيدلوجيات الحكم دينية أو ليبرالية أو اشتراكية أو شيوعية فالأيدلوجيات تتغير لكن الدول باقية.

قيادة عُمان تعلم أنّ إيران باقية هنا لأنّها من هذه الأرض، لكن الغرب مستقره بعيد جدا يأتي لظرف ويرحل عند نهاية ذلك الظرف.

قيادة السلطنة حسنة العلاقات مع الإقليم والغرب وتلك معادلة لا يقدر عليها إلا رأس السلام وعموده وركنه وداعيته إنّه جلالة سُلطان عمان قابوس بن سعيد.

أعجبني تصريح الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية الذي استقرأ بداية عهد جديد وأن الحرب أو بالأحرى شبح الحرب اختفى ..

وهذا ما يسعى له جلالة السلطان وهو أن تكون المنطقة واحة سلام خالية من أسباب التوتر ..

جلالة السلطان يرى أنّه آن للخليج أن يرتاح وآن للخليج أن يطمئن بعد حربي الخليج ونزاع النووي.

جلالة السلطان يرى أنّه آن للجميع أن ينعم بالسلام بشرط أن يصدق الجميع في طلبه ويسعى في تهدئة الأمور مع لجم أبواق الفتن ودعاة الفتنة.

آن للجميع أن يدع عرض العضلات والانتفاخ، لأن الظهور بالمظهر الطبيعي فيه خير كثير.

كم أنت يا عُمان كبيرة .. كم أنت جلالة السلطان حليم حكيم داعية للسلام مع الجميع وتبسط السلام للجميع بغض النظر عن اللون أو العرق أو الجنس أو القومية أو الدولة أو الفكر أو الدين لأن سياستك تراعي الجوانب الإنسانية وحقوق الكافة.

تعليق عبر الفيس بوك