الفرعي: المثابرة والتعلم وتلقي التدريب اللازم.. قواعد وأسس التميز والنجاح في ريادة الأعمال

مسقط - الرؤية

أكد علي الفرعي مدرب تنمية بشرية أن المثابرة والتعلم وتلقي التدريب اللازم في مجال العمل، تمثل قواعد وأسس التميز والنجاح في ريادة الأعمال، مشيرًا إلى أنّ الشباب العماني يمتلك الطاقات والمواهب التي تؤهله لبلوغ أعلى المراتب، لكنه يحتاج إلى التشجيع والدعم المعنوي قبل المادي.

وقال الفرعي: "بعد تخرجي من الثانوية العامة التحقت بالكلية الفنية الصناعية (التقنية العليا حاليا) في تخصص هندسة ميكانيكية، رغم أني لم أكن من محبي الهندسة، لكني لم أملك خيارا آخر، فتحملت عناء هذا التخصص لعامين ومن ثم التحقت بالشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، في تخصص لم أفضله أيضاً وهو فني آلات دقيقة، غير أنها كانت الفرصة المتاحة آنذاك وقررت العمل، وعملت في هذا التخصص لمدة 8 أعوام، وبعدها انتقلت إلى قسم الموارد البشرية، وتحديداً قسم التدريب، وبعد عام واحد قررت البدء في الأعمال التجارية في مجال التدريب، وبعدها بعام، استقلت من الشركة وبدأت تركيز اهتماماتي على العمل الخاص المرتبط بالتدريب، وكنت استعين بمدربين من الخارج لتقديم الدورات التدريبية في الشركات والمؤسسات".

وأضاف أنّه واجه العديد من التحديات، من بينها أسلوب المعيشة، فبعد فترات من العيش بحرية في الإنفاق، قرر الاقتصاد في النفقات وتحديد مبلغ شهري للإنفاق، نظرا لغياب الدخل الثابت.

وتابع أنّه بعد فترة من العمل قرر العمل كمدرِب، وقد استغرق الأمر وقتا طويلا حتى ذاعت شهرته بين المؤسسات والشركات، مشيرًا إلى أنه يدين بالفضل في التميز في مجال التدريب إلى الراحل الشيخ خلفان العيسري، إذ كان العيسري الداعم الأول له ومن شجعه على الاستمرارية في الوصول إلى هدفه بلا توقف ولا استسلام. وتابع أن العيسري ساعده على العمل في شركته (شركة العيسري) كمدرب في مجال السلامة المرورية والسلامة في العمل، وقدم الدورات التدريبية بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والهندية. وتابع أنه قدم دورات تدريبية في مجالات مختلفة، منها التحفيز والتدريب في فن الإلقاء والموازنة بين العمل والحياة وفن التواصل وبناء فريق العمل والقيادة.

اكتشاف المواهب

وأوضح أنه قرر الاستقالة من وظيفته الثابتة بعدما أدرك واكتشف المواهب الكامنة في نفسه، حيث لم يكن يدرك أنه قادرعلى التدريب وتقديم مثل هذه الخدمات.

وأشار إلى أنه بجانب التدريب، تمكن من تعلم واتقان التصميم الجرافيكي، وقال إنّه بدأ في هذا المجال كهواية، ومع مرور الوقت زادت مهاراته في هذا المجال، وجنى أرباحاً منه، حيث صمم العديد من الشعارات والعلامات التجارية الخاصة لعدد من الشركات. كما تحدث الفرعي عن تصوير الأفلام، وقال إنّه بدأ على نحو متواضع، حيث كان يصور حلقات دعوية ومن تحميلها على الإنترنت، وما لبث أن أسس قناة على مواقع "يوتيوب" تحت مسمى "أمتي ستايشن" ويعني "محطة أمتي"، واستمرت القناة لفترة من الوقت تعرض حلقات مختلفة، ومن ثم قرر الفرعي البدء في العمل التجاري بمجال التصوير.

وزاد الفرعي أنه لم يكتف بالتجارب السابقة، وقرر الدخول في تجارة جديد، وأنشأ شركة مع اثنين من أصدقائه تحت مسمى "مشاريع الفوران"، وهي متخصصة في بيع مواد ومعدات للشركات النفطية وورش الأعمال.

ومضى قائلاً إنّه أسس كذلك شركة أخرى مع 4 من أصدقائه باسم "ثمار الغد"، وهي محل لتقديم العصائر في الجامعة الألمانية وحملت هوية تجارية باسم "جلسة"Jalsa Juice Bar ".

وأوضح أنّه الآن يساهم في عدد من الشركات وهي شركة برومايند، والعقل المحترف للتدريب والتطوير، ومشاريع الفوران، وثمار الغد.

تحديات وإنجازات

وأوضح الفرعي أنّه واجه جملة من التحديات كغيره من رواد الأعمال، سواء كانت تحديات نفسية أو مادية.

لكنه أشار إلى الإنجازات التي حققها خلال الفترة الماضية، وقال إنه حصل في مسابقة التوستماسترز لفن الإلقاء العالمية 2012 على المركز الأول على مستوى السلطنة، ومسابقة التوستماسترز لفن الإلقاء العالمية 2015 على المركز الثالث على مستوى الخليج.

وعن الدعم، أكد الفرعي أنه لم يحتج إلى دعم مادي من الخارج لبدء مشاريعه، وحاول أن يبدأ بالمشاريع التي لا تحتاج إلى استثمار كبير، وبعضها استثمر فيها مع شركائه.

وبيَّن الفرعي أن ريادة الأعمال في الأساس تقوم على الإتيان بأفكار جديدة وإبداعية، والنظر فيما يحتاجه السوق، وما يمكن لرائد الأعمال أن يحققه من خلال مشروع تجاري واحد، لكنه شدد على أهمية التخطيط قبل الشروع في أي عمل تجاري حتى ولو كان متناهي الصغر.

وأكد الفرعي أن الشباب العُماني شباب طموح ويتمتع بمواهب مختلفة، لكن بعض هذه المواهب خفية لم يكتشفها البعض، وبعض المواهب تحتاج إلى صقل، لهذا يحتاج هؤلاء الشباب إلى من يدلّهم على الطريق الصحيح ويحفّزهم ويوجههم إلى نحو كيفية تحقيق الأهداف.

وحول الشخصيات التي أثرت في الفرعي، قال إنه يتخذ من الراحل الشيخ خلفان العيسري قدوة ومثلا، حيث كان الداعم الأكبر له، وتعلم منه الكثير وكان سبباً في بداية العمل بمجال التدريب وتقديم المحاضرات.

وعن خططه للمستقبل، قال إنّه يملك خططًا خاصة وأخرى عامة، لكنها جميعاً تصب في مصلحة استمرارية العمل ومواصلة التطوير دون توقف.

تعليق عبر الفيس بوك